بدأت مدينة طنطا بمحافظة الغربية، منذ صباح اليوم الخميس، في استقبال جموع المريدين من أصحاب العمائم الحمراء، الذين وفدوا إلى المدينة لحضور فعاليات مولد العارف بالله السيد البدوي، حيث يتجمع الرحالة في مثل هذا الموعد من كل عام، من كل حدب وصوب من جميع محافظات الجمهورية، ليصل عدد الزوار لأكثر من 4 مليون شخص، للتجمع فى أرض الساري بطنطا، داخل خيام تقيمها الطرق الصوفية.
ويقول الشيخ ربيع حنفي، أحد أبناء الطريقة الرفاعية: "إن السيد البدوي، هو أحمد بن على بن يحيى من مواليد مدينة فاس بالمغرب، وهو إمام صوفي من أهل السنة والجماعة، وثالث أقطاب الولاية الأربعة لدى المتصوفين، وإليه تنسب الطريقة البدوية ذات الراية الحمراء، ولُقب بالبدوي لأنه كان دائم تغطية وجهه باللثام مثل أهل البادية، وله الكثير من الألقاب، أشهرها شيخ العرب والسطوحي".
وأضاف حنفى: "نأتى من مركز بني مزار بالمنيا، كل عام لحضور مولد السيد البدوي، حيث تنصب الخيام فى أرض الساري، وتقام مآدب الضيافة التي تطعم فيها كل طريقة صوفية أبناءها وأبناء السبيل، على مدار 7 أيام، تبدأ من اليوم الخميس وتنتهي في الليلة الختامية، وتقام حلقات الذكر وتلاوة القرآن كل ليلة بواسطة مقرئين ومنشدين فى حب رسول الله صلى الله عليه وسلم".
وأوضح أحمد عبد الرسول، أحد أبناء الطريقة الشناوية، أن الاحتفال بمولد السيد البدوي بدأ منذ اليوم الخميس، حيث أقيمت الخيام التي زينت بالأضواء الملونة، وبدأت النساء في تجهيز وإعداد الطعام؛ فالمولد يستحق التعب من أجله، وفي رحاب البدوي تنشرح القلوب وتلقى الهموم، قائلًا: "إن السيد البدوي له الكثير من الكرامات فى العهد المنصرم، حيث صد مريديه هجمات الحملة الفرنسية على محافظة الغربية، عندما طالبوا الأهالي بضرائب باهظة وهددوا بغزوها، وتزامن ذلك مع الاحتفال بمولد السيد البدوي، فخرج المريدين مدافعين عن المحافظة والضريح حتى هزموا الفرنسيين شر هزيمة".
وحددت محافظة الغربية، أماكن الاحتفالات الدينية لمشايخ الطرق الصوفية التي تضرب سرادقاتها في الشوارع المحيطة بساحة المسجد الأحمدي بطنطا، وتقيم حلقات الذكر والمدائح النبوية والابتهالات الصوفية التي يحييها كبار المشايخ والمنشدين وعلى رأسهم: الشيخ ياسين التهامي، عميد الإنشاد الديني، ونجله الشيخ محمود، نقيب المنشدين والمبتهلين بمصر.