مازالت تركيا ترفض حتى الآن الاعتراف بأن المجازر التي راح ضحيتها 1.5 مليون قتيل، بحسب الأرمن، كانت عملية تصفية ممنهجة نفذتها السلطنة العثمانية، كما ترفض وصفها بـ"الإبادة".
وتؤكد تركيا أن عدد الأرمن الذي ماتوا في تلك الفترة يقارب نصف مليون، وأنهم ماتوا نتيجة للجوع أو في معارك وقفوا فيها مع روسيا، عدوة السلطنة العثمانية، في الحرب العالمية الأولى.
مذابح الأرمن
خلال فترة الحرب العالمية الأولى قامت السلطات العثمانية، وفقا للعديد من المصادر التاريخية، بـ"إبادة مئات" القرى الأرمنية شرقي البلاد في محاولة لتغيير ديموغرافية تلك المناطق لاعتقادهم أن هؤلاء قد يتعاونون مع الروس والثوار الأرمن.
وبحسب مؤرخين، فقد أجبرت السلطات القرويين الأرمن على العمل كحمالين في الجيش العثماني ومن ثم قاموا بإعدامهم بعد إنهاكهم، غير أن قرار الإبادة الشاملة لم يتخذ حتى ربيع 1915، حين قام العثمانيون بجمع المئات من أهم الشخصيات الأرمنية في إسطنبول وجرى إعدامهم في ساحات المدينة.
وقد استمرت عمليات القتل الجماعي حتى عام 1922، حين دخلت القوات التركية مدينة إزمير في سبتمبر عام 1922.
اقرأ أيضًا.. إسقاط طائرة تركية مسيرة في سماء بلدة المالكية بشمال شرق سوريا
ذكرى السلام أم يوم الحرب
رغم أنه في مثل هذا اليوم الموافق العاشر من أكتوبر في عام 2009، وقّعت أرمينيا وتركيا اتفاقات ثنائية لتطبيع علاقاتهما بعد قرن من العداء بسبب مذابح الأرمن الناجمة عن قيام القوات العثمانية بقتل جماعي للأرمن في الحرب العالمية الأولى، إلا أن اليوم استهدفت القوات التركية مدينة تل أبيض الواقعة في شمال شرق سوريا والمأهولة بالأسر الأرمينية، وأمس استهدفت مدينة القامشلي أيضًا والتي يوجد بها عددًا من السكان من الأرمن، وتعرّضت أمس للقصف التركي 12 مرة، وجاء ذلك كجزء من الهجوم التركي على الأكراد في العملية العسكرية التي بدأت منذ يوم أمس.
وقال مخيتار هيرابتيان، رئيس اللجنة الدائمة للجمعية الوطنية للتعليم والعلوم والثقافة والمغتربين والشباب والرياضة" يتعرض السكان الأرمن في المنطقة للنيران".
كما تحدث هيرابتيان مع القنصل العام لأرمينيا في حلب أرمين سركيسيان للحصول على معلومات عن الوضع على الأرض، فقال له في هذه المرحلة، يقصف الأتراك مدينة تل أبيض حيث تعيش 16 أسرة أرمنية بشكل دائم، وعملية الاخلاء جارية حاليًا.
اقرأ أيضًا.. "البيتلز" هدية كردية في القبضة الأمريكية .. فمن هم؟
أرمينيا ترفض العدوان وتقف إلى جوار سوريا
وقد أدانت أرمينيا العدوان التركي على شمال شرق سوريا، وحذّرت، من تأثير ذلك على الأمن الإقليمي، والخسائر في صفوف المدنيين والنزوح الجماعي وفي النهاية إلى أزمة إنسانية جديدة.
فقالت وزارة الخارجية الأرمينية في بيان لها اليوم الخميس، يخلق هذا الغزو العسكري أيضًا تهديدًا وشيكًا بحدوث انتهاكات جسيمة وواسعة النطاق لحقوق الإنسان قائمة على الهوية.
ودعت أرمينيا إلى اتخاذ تدابير دولية فعالة تهدف إلى وقف هذا الغزو العسكري، ومنع الأعمال الوحشية الجماعية وحماية سكان سوريا على الحدود مع تركيا.
وأكّدت أرمينيا، على وحدة وسيادة سوريا وتحث على الامتناع عن أي هجوم عسكري على سوريا وشعبها، كما تواصل أرمينيا تقديم المساعدة الإنسانية للشعب السوري على أرض الواقع.
على صعيد آخر اتخذت الحكومة الأرمينية، اليوم، قرارًا والذي بموجبه يمكن لمواطني سوريا ولبنان والعراق، والذين يتقدمون بطلب للحصول على الجنسية الأرمينية لأول مرة، الحصول على جوازات سفرهم الأرمنية في سفارات وقنصليات أرمينيا في بلدانهم.
وقال أفت أدونتس، نائب وزير الخارجية الأرمني، في عام 2012، قررت الحكومة آنذاك السماح لمواطني الدول المذكورة بالتقدم للحصول على الجنسية الأرمنية، لكن هذا القرار فقد صلاحيته في 31 ديسمبر2018 لكنه مع الأخذ في الاعتبار التوتر الحالي في هذه الدول، قررت الحكومة الأرمنية اليوم سريان القرار حتى 31 ديسمبر 2019.