كتب: محمد عزام ـ إنعام محمد ربيع ـ زينب علاء ـ سمر مكي ـ أيمن الجرادي ـ شعبان طه ـ آية العريني ـ عمرو علي ـ أسماء ناصر ـ شيماء السمسار ـ مروة زنون
على الرغم من إتاحة حق التعليم لكل مواطن، إلا أن العقبات تقف عائقًا أمام الطلاب من أبناء الأسر الأشد فقرًا؛ فالفقر والجهل متلازمان، وكلاهما يترتب على الآخر، والعلم لا يحتاج إلى رفاهية بقدر ما يحتاج إلى بنية أساسية، وأبسط أشكالها، أن يجد الطفل مكانًا صالحًا لتلقي الدروس، وبالرغم من المحاولات الجادة والمضنية التي تبذلها الحكومة لتوفير مكان ملائم لكل طفل بلغ سن التعليم، إلا أن هناك طلابًا من أبناء الأسر الفقيرة ومحدودي الدخل مهددون من الحرمان من التعليم بسبب عدم قدرتهم على دفع مصاريف المدارس وشراء الزي المدرسي والإنضمام إلى مجموعات الدروس الخصوصية مع باقي زملائهم.
وهنا تأتي جهود وزارة التضامن الاجتماعي، وينضم معها رجال الأعمال والجمعيات الخيرية ممن وهبوا أنفسهم للقيام برسالة التكفل بـ «تعليم الطلاب الفقراء»، وتوفير كافة الاحتياجات الدراسية لهم، إلا أن البطل الحقيقي في هذا الدور المجتمعي الإيجابي هو «معلمو مصر» الذي بادر الكثير منهم في العديد من محافظات مصر بإعطاء دروس تقوية مجانية، وتسديد المصروفات الدراسية لـ«غير القادرين»، وشراء الزي المدرسي، وهو الدور الذي تسلط «أهل مصر» الضوء عليه في هذا الملف..
الأهالي بالغربية: العلم حق لكل طفل.. وتوفير احتياجات غير القادرين مسئوليتنا
في مدينة المحلة الكبرى التابعة لمحافظة الغربية، اعتاد أحمد غباشي، أحد سائقي السرفيس في بداية كل عام دراسي على تعليق لافتة خلفه كتب عليها: «ممنوع أخذ أجره من تلاميذ المدارس»، وحول دافعه للقيام بهذا الفعل يقول: «تخرجت من كلية التجارة، وحاولت أن أعمل بمؤهلي، ولكني لم أجد سوى مهنة القيادة، وبالفعل عملت سائقًا، ولم أشعر بالحاجة ومعاناة الآباء والأمهات إلا بعد أن تزوجت وأنجبت أبنائي الثلاثة، وبدأت المصاريف تزداد رويدًا رويدًا، وعلى الطريق صادفني عدد لا حصر له من طلاب المدارس، فقررت توصيلهم بدون مقابل، لتخفيف عبء المواصلات عليهم».
وأضاف غباشي، في حديثه لـ«أهل مصر»: «أحد الزملاء فى الموقف، أقترح فكرة لاقت استحسان الجميع، وهي أن يشتري كل أب قادر حقيبة أو دسته كراسات أو حذاء جديد، كل على حسب مقدرته، ونسلمهم لأقرب إمام مسجد، لتوزيعهم على المستحقين، وأبناء زملائنا المتوفيين، وبالفعل بدأنا في تنفيذ هذه الفكرة منذ 3 سنوات ومازلنا مستمرين فيها».
(adsbygoogle = window.adsbygoogle
ويؤكد محمد عزام، أحد أبناء الغربية العاملين بالمملكة العربية السعودية: «أعتدت على جمع مبلغ 50 ريال سعودي من كل زميل مصرى يعمل بالمملكة، وإرسالهم لصندوق الفقراء بمسجد القرية أو لشيخ البلد، ليشترى مستلزمات وملابس لتعليم الأطفال الفقراء، وأعتدنا على فعل هذا كل شهر، وفى المناسبات وأيام المدارس نضاعف المبلغ؛ فالعلم حق لكل طفل، وأساس النهوض بمستقبل بلادنا».
وأوضح محمد النموري، مدير العلاقات العامة بإحدى الجمعيات الخيرية بالغربية: «نبدء فى الإعلان عن قبول التبرعات للعام الدراسى الجديد قبل بداية العام الدراسي بشهرين لاتاحة الفرصة للراغبين فى التبرع لترتيب أمورهم، وتستقبل الجمعية التبرعات النقدية والعينية من: كراسات وكشاكيل، وزى مدرسى، وحقائب وأحذية، إلى جانب قبول الزي المستعمل، ونجمع عدد من الأسر المحتاجة بأبحاث اجتماعية من التضامن تثبت عدم حصول تلك الأسرة على معاش واستحقاقها المساعدة ونبدأ فى توزيعها على مدار أسبوع قبل العام الدراسى».
وتابع النمورى: «من أولوياتنا توفير حق الطفل فى الظهور بالمظهر المشرف أمام زملائه، وعدم الشعور بالدونية بينهم، ليشب كفرد سوي بين أقرانه، ويستفيد من تعليمه ويفيد وطنه، إلى جانب تعلم المشاركة المجتمعية ليصبح عضوًا فعالًا فيما بعد».
«معلمو أشمون»: دروس خصوصية مجانًا لـ«الأيتام» ومحدودي الدخل
يقول معلم لغة إنجليزية ومقيم بمدينة أشمون بمحافظة المنوفية: «منذ بدء مشواري في التدريس أكدت علي والدتي رحمها الله، أن اقوم بسؤال الطلاب في بداية كل شهرٍ في العام الدراسي أنه في حاله عدم استطاعة أحدهم على دفع المصروفات الخاصة بالدرس بأن يبلغني بذلك في نهاية الدرس الخصوصي ولن أطالبه بأي ماديات طوال العام الدراسي، ومن يريد أن يؤخذ درسًا عند أي مُدرسٍ فليبلغني، وعلى الفور أتحدث مع هذا المعلم لتكون الفكرة منتشرة لدي البعض».
وأضاف المُعلم الذي رفض ذكر اسمه: «لم أكن أعلم أن هناك العديد من الطلاب الذين يسعون للتعليم ولكن لا يستطع والدهم دفع المصروفات الخاصة بالدروس الخصوصية، وحين تأكدت من هذا الأمر قمنا بعمل هذه الفكرة وهي سؤال الطلاب في بدايه كل شهر من العام الدراسي مؤكدين لهم: اللي هيدفع فلوس الدرس يدفع دلوقتي واللي مش هيقدر يدفع يستني للآخر، واللي عنده سؤال او فقرة مش عارف يحلها أو بيحل من كتاب تاني يجيلي في آخر الحصة أفهمهاله».
ويشير «ج. ع»، معلم لغة عربية بمدينه أشمون، إلى أن فكرة إعطاء الطلاب دروسًا خصوصية بدون مقابل، هي فكرة بدأها أحد زملائه، وبالفعل بدأوا تطبيق المبادرة وعندما كان يأتي إليهم الطالب ويؤكد عدم مقدرته على دفع تكاليف الدرس، نسأله عن باقي المواد الدراسية فيؤكد أنه لا يستطيع الذهاب لمدرس خاص وذلك خوفًا من إحراجه أمام باقي زملائه فنقوم بالإتصال فيما بيننا بالمدرس المراد لنشر الخير فيما بيننا حتي يعم التعليم وأخذ الثواب.
وأضافت «س. م»، معلمة كيمياء بمدينه أشمون، لديّ من 5 إلى 7 طلاب في مجموعة الدرس الواحدة ومن بينهم طلاب لا يتمكنون من دفع المصاريف الدراسية ما بين طالب والده عامل نظافة والأخر والده عامل يوميه وفتيات والدهم متوفي، لذلك لا أقوم بالتدقيق معهم إطلاقًا، وتلقيتُ إتصالاً ذات يوم من احد المعلمين مؤكدًا أن أقوم بالدراسة لهؤلاء الطلاب مقابل ان يدفع هو لهم كل شهر وعند فضولي وسؤالي له عن السبب اكد انهم غير قادرين علي دفع المصروفات فأردت انني سأعطيهم حتي لو ارادوا إعطائهم فقط دون اي فرد اخر مجانيًا لأخذ الثواب ونشرنا الفكرة في جميع أنحاء المركز حفاظًا على إخراج جيل متعلم ويريد التعليم من ذاته وليس إجبارًا عليه.
وفي ذات السياق قال سائق اتوبيس أشمون شبين الكوم، لم أكن أعلم في البداية عن عدم مقدرة بعض الطلاب أو الأهالي بدفع نفقات المواصلات ولكن ذات يوم قالت لي إحدى الطالبات إنها لا تمتلك المال الكافي لدفع الأجرة، وقيام أخري بالنزول من السيارة قبل منزلها بعدة كيلو مترات لعدم توافر المال الكافي معها، وقد تكفل أحد الركاب الذي كان شاهدًا على هذا الموقف بدفع الأجرة لهاتين الطالبتين لحين إنتهاء العام الدراسي.
في بورسعيد.. رجال الأعمال يسددون المصروفات الدراسية لأبناء الأسر الأشد فقرًا
تعد بورسعيد من المحافظات الأقل فقرًا بين المحافظات المصرية، وعلى الرغم من ذلك هناك كشوفات وقوائم للأسر الفقيرة والأكثر احتياجًا، وخاصة في مناطق: الجنوب، والزهور، والضواحي، ويسعى عدد من التجار ، ورجال الأعمال بالمحافظة لمساعدتهم، وإعانتهم على صعاب الحياة.
يقول أسامة شكري، معلم أول رياضيات، بمدرسة أسامة الشربيني الإبتدائية، بنطاق حي الضواحي: إنه يضم تلاميذ الأُسر الفقيرة إلى المجموعات المدرسية بواقع تلميذين لكل مجموعة، وهذا وفقًا لقرار صادر من وزارة التربية والتعليم، مشيرًا إلى أن القوائم الخاصة بهؤلاء التلاميذ تكون موجودة مع الأخصائي الإجتماعي لكل مدرسة ويتم إدراج التلاميذ حسب احتياجاتهم للمواد الدراسية الضعاف بها.
وأضاف محمود جمال عبدالناصر، معلم رياضيات، أن التلاميذ الأشد فقراً يتم ضمهم للمجموعات المدرسية بشكل طبيعي وذلك بالتنسيق بين جميع المعلمين داخل المدرسة، موضحاً أن هناك حالات انسانية مع هؤلاء التلاميذ، مؤكدًا أن بعض رجال الأعمال يقومون بدفع تبرعات للمدارس من أجل سداد المصروفات لهؤلاء التلاميذ، وآخرون يقدمون معونات مثل الكشاكيل والأدوات المدرسية، للإعانة على مستلزمات العام الدراسي.
ويقوم الجهاز التنفيذي للمنطقة الحرة في محافظة بورسعيد، بمساعدة بعض الأسر عن طريق المؤسسات ومديرية التضامن الاجتماعي، التي لديها كشوفات بالأسر الأكثر احتياجا في المحافظة.
في البحيرة.. خريج هندسة يتطوع بالتدريس لطلاب قريته.. وتاجر: الزي المدرسي ببلاش
يقول أحمد ناصر بركات، خريج كلية هندسة جامعة الإسكندرية: إنه عمل في مجال الدروس الخصوصية، بعد تخرجه لقلة فرص العمل في المجتمع، وتخصص بتدريس مادة العلوم للمرحلة الإعدادية، والفيزياء لطلاب الثانوية العامة، وقابله العديد من الطلاب الغير قادرة على دفع ثمن الدرس، وينقطعون فجأة لضيق أحوال المعيشة.
وأضاف بركات لـ«أهل مصر»، أنه قام بعمل بحث اجتماعي داخل المدرسة، بطريقة سرية، لمعرفة الحالة المعيشة للطلاب جيرانه وأهل قريته، ووضع إمتحانًا للطلاب، معلنًا أنه سيعطي بعضهم الدرس مجانًا لتفوقهم، وبالفعل تم اختيار كل من يعاني من حالة معيشية صعبة، بطريقة غير مباشرة لعدم إحراجهم، ولتخفيف عبء مصاريف الدروس عنهم، موضحًا أنه قام بالإتفاق مع باقي المدرسين داخل سنتر للدروس، على أن يقوموا بعمل الطريقة ذاتها مع الطلاب اليتامى، والغير قادرين على دفع المصاريف، حتى يمكنهم استكمال مراحل تعليمهم دون معاناة أو حرج بين زملائهم.
وأضاف سعد حسين خليل، تاجر ملابس بمدينة دمنهور، أنه يضع لافتة كل عام، على باب معرضه، كُتب عليها: «يوجد زي مدرسي بأسعار مناسبة للجميع»، وعند دخول زبائن للشراء، يتحدث معهم عن أحوال الدولة والظروف الحياتية، ومن خلال حديثه يدرك الظروف المعيشية لهم، ويخفض سعر الملابس إلي أقل سعر ممكن حتى يناسب ظروفهم، مشيرًا إلى أنه يقوم بالتواصل مع الجمعيات الخيرية، كل عام، لأخذ أسماء الأسر التي لديها طلاب في المراحل الدراسية المختلفة، وذلك لتخصيص عدد من الملابس الجديدة لهم، و إرسالها من خلال الجمعية الخيرية، لتقليل العبء عنهم.
في الشرقية.. «مستلزمات دراسية ودروس مجانية».. ملحمة تعاون خيري بين الجميع
قال أحد فاعلي الخير ،بمدينة بلبيس، التابعة لمحافظة الشرقية، إن الحياة أصبحت صعبة وأسعار الدروس الخصوصية «بقت نار»، ولذلك نلجأ لعمل مجموعات تقوية، في المدارس، بأسعار مخفضة، وهناك عدد من المدرسين أصحاب القلوب الرحيمة، يتعاطفون مع أولياء الأمور ويقدمون الدروس للتلاميذ بالمجان، وآخرون يتبرعون بمصروفات الكتب الدراسية والخارجية ومستلزمات الطلاب.
وعن وسائل المواصلات، قامت بعض الجمعيات الأهلية بمحاولة لرفع المعاناة عن كاهل الأسر الفقيرة، وذلك عن طريق توفير وسائل مواصلات لتوصيل التلاميذ من وإلى مدارسهم بدون مقابل.
وفي نفس السياق قال مؤسس إحدى الجمعيات الخيرية، بمدينة بلبيس، إنه لابد من التكاتف سويًا لرفع المعاناة عن الأسر الفقيرة، واستكمال مسيرة أبنائهم التعليمية، من خلال إطلاق المبادرات الخيرية، موضحًا أنهم يشترون ملابس المدرسة، وكل مستلزمات الدراسة، ودفع المصاريف عن طريق كشف بأسماء الطلاب الغير قادرين، وهناك سنتر للدروس، للطلاب الغير القادرين من الصف الثاني الابتدائي وحتى الاول الثانوي، يشمل المذكرات والكتب الخارجية مجانًا.
وأشار معلم بمدينة العاشر من رمضان، إلى أنه يقوم بإعطاء الدروس مجانًا للايتام، وغير القادرين، ويقدم لهم المذكرات بدون مقابل، وبعيدًا عن أنظار زملائهم، لعدم إحراجهم.
دروس تقوية لطلاب الثانوية العامة في الفيوم.. والحصة بـ«5 جنيه»
يقول أحمد عامر، معلم رياضيات، إنه يقدم حصصًا ومجموعات تقوية لطلبة الثانوية العامة، بمقابل خمسة جنيهات للحصة وأن كثيرًا من الطلاب يعمدون إلى الحجز لديه نظرا لتخفيف النفقات على أسر الطلاب خاصة ما يعانيه هؤلاء من أعباء الحياة الأخرى.
وأوضح عامر، أن لديه عدد كبير من الطلاب ويتولى متابعتهم ومنهم من يلحتق بكليات القمة ويبقى على صلة بهم حتى بعد انتهاء مرحلة الثانوية العامة.
وأضاف محمود رمضان، معلم لغة عربية، أنه يهتم بالحالة الاجتماعية للطلاب خاصة أنه يقدم خدماته التعليمية مجانا للطلاب اليتم أو الذين لا يستطيع آباؤهم الكسب والعمل، وكذلك الأرامل، ولا يحصل منهم على أي مقابل مادي لقاء ما يقدمه من حصص للطلاب.
وتابع رمضان: «ببقى مبسوط وأنا بقدر أقدم حاجة بالعلم اللي ربنا اداهولي، والطلبة اللي بياخدوا عندي، بفضل متواصل معاهم لحد ما يتجوزوا وأوقات بحضر أفراحهم وبيبقوا مبسوطين بوجودي».
وأطلقت رحمة عادل صاحبة سنتر تعليمى بمدينة الفيوم، مبادرة لدعم الطلاب بدروس خصوصية مجاناً أو بنصف الثمن، قائلًة: «الأسعار فى الفيوم نار، فقررت منذ سنتين تنفيذ الفكرة، لكن اقتصرت على المعارف، أما السنة دى نشرت الموضوع، لأن حالة الناس بقت أصعب، حيث أنني أقوم أولاً بالتحقق من الحالة الاجتماعية لأسرة الطالب، لتأكد من أنه يستحق المساعدة أم لا ويجري السؤال عن مدرسة الطالب».
ودشن معلمون آخرون مبادرة على مواقع التواصل الاجتماعي لدعم الحصص والخدمات التعليمية المجانية للطلاب غير القادرين أو اليتامى بمقابل متوسط أو مجاني بالكامل حسب حالة الطالب.
في الدقهلية.. خريجو الجامعات ينتفضون ضد غلاء أسعار الدروس الخصوصية
قرر عدد من المدرسين في قرى محافظة الدقهلية، إعطاء دروس ومجموعات مجانية لعدد كبير من طلاب مراحل التعليم الأساسي الإبتدائي والإعدادي والثانوي، وذلك كمبادرة ترفع عن كاهل الأهالي معاناة توفير المصاريف الدراسية الباهظة.
وجاءت هذه المبادرة، بعد قيام المدرسين برفع سعر الدروس الخصوصية إلى أن وصل سعر الدرس الواحد لـ 500 جنيه للطالب فى المرحلة الإبتدائية وتزيد فى كل مرحلة، تلك المعاناة التى يشهدها أولياء الأمور، من ارتفاع أسعار الدروس؛ ففي قرية الجزيرة التابعة لمدينة دكرنس، بمحافظة الدقهلية، التى تبعد عن مدينة المنصورة عاصمة المحافظة قرابة 15 كيلو مترًا، خصص عدد من المدرسين أيامًا لمجموعات تقوية للطلاب خاصة فى المرحلة الإبتدائية من أجل رفع المعاناة عن كاهل أولياء الأمور.
وتبدأ الدروس الخاصة المجانية فى قرية الجزيرة، فى كل يوم فى تمام الساعة الرابعة عصرا، حيث يقوم 3 مدرسين بالعمل مع بعضهم البعض من أجل اعطاء مواد: اللغة العربية، واللغة الانجليزية، والرياضيات، وكل ذلك بالمجان، فى مقر إحدى الحضانات الخاصة.
وقرر السيد حمدي، 33 عامًا، وهو خريج كلية تربية قسم لغة عربية، إعطاء دروس اللغة العربية لطلاب المرحلة الإبتدائية مجانًا، وذلك عن طريق تخصيص ساعة ونص الساعة يوميًا من وقتة لخدمة أبناء قريته، وجاء هذا القرار بعد عدم تمكنه من أن يكون معلمًا فى أي مدرسة حكومية.
يقول حمدي: «أفعل هذا من أجل تعليم الطلاب مجانًا، ولكي يكون صدقة جارية لي بعد مماتي، ولن أقبل أن أكون سببًا في مضاعفة الأعباء على أى مواطن بسبب المبالغ الهائلة التي يُطالب الأهالي بدفعها للدروس الخصوصية».
يؤكد حمدي، الذي يُلقب في قريته بـ«معلم الغلابة»، أن الوقت الذي يقوم فيه بالتدريس للطلاب من أفضل وأسعد أوقات حياته، وأن هناك 2 من زملائه المتطوعين الذين يعملون معه في التدريس للطلاب مجانًا، وأنهم جميعًا يتعاملون مع الطلاب كأنهم أبناءهم ويضعون أنفسم مكان أولياء الأمور دومًا.
في بني سويف.. مديرية التضامن: إعفاء أبناء 200 ألف أسرة من المصاريف الدراسية
مما لاشك فيه أن هناك المئات من طلاب المراحل التعليمية المختلفة بدأ من المرحلة الإبتدائية والإعدادية والثانوية حتى المرحلة الجامعية لا يستطيعون دفع المصاريف الدراسية وذلك بسبب إرتفاعها تارة وضعف المستوى المعيشي لهم تارة أخرى، فظهرت هناك بعض أشكال التكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع مع بعضهم البعض، والقيام بدفع المصاريف الدراسية للطلاب غير القادرين من دفع الرسوم المقررة عليهم، رصدت جريدة" أهل مصر " بهذا التقرير بعض هذة المظاهر المجتمعية الجيدة.
يقول محمود طه، أحد المعلمين بمادة اللغة الإنجليزية للمرحلة الإبتدائية، بمركز ومدينة إهناسيا غرب بنى سويف، إنه يقوم بإعطاء العديد من الطلاب والطالبات بالصفوف الإبتدائية، دروسا خصوصية بمبالغ قليلة جدا مقارنة بالأسعار الجارية بالنسبة للمدرسين بنفس المرحلة التعليمية، بنسبة تقل عن 60 %من المبالغ المقررة لها من جانب بعض المدرسين الآخرين.
وأشار إلى أنه يقوم بإعطاء الدروس الخصوصية لأكثر من 5 طلاب من الأيتام والفقراء الذين يعانون من ضيق الحال، وضعف المستوى المعيشي والمادى لهم مجانا دون انتظار عائد مادى منهم.
وأشارت نبيلة عبدالحليم، القائم بأعمال وكيل وزارة التضامن الإجتماعى ببني سويف، إلى أن هناك 200 ألف أسرة بكافة المراكز السبع بالمحافظة تم إعفاء أبنائها من الطلاب والطالبات بمختلف المراحل التعليمية المختلفة من دفع الرسوم والمصاريف الدراسية بشكل كامل.
وأشارت إلى أن ذلك يأتي فى إطار التضامن المجتمعى الذى تفرضة الدولة المصرية لوضع آلية تضامنية يمكن من خلالها القيام بالمساعدة للطلاب والطالبات الغير قادرين على دفع المصاريف الدراسية.
وقال الدكتور محمد عادل، رئيس مجلس إدارة إحدى الجمعيات الخيرية ببني سويف، إن الجمعية تقوم بدفع المصروفات الدراسية لأكثر من 150 طالبا وطالبة سنويا، بجميع المراحل التعليمية المختلفة بالمحافظة، مشيرًا إلى أنه يتم إنفاق أكثر من 25 ألف جنيه مساعدات إنسانية للطلاب والطالبات، فضلا عن تكريم 50 طالبا وطالبة من الأطفال الأيتام وتكريمهم بمبالغ مادية بشكل سنوى.
وفى سياق آخر يعانى طلاب بني سويف، خلال هذا العام الدراسي الحالي، من إرتفاع ملحوظ للمصاريف الدراسية التى قفزت بشكل كبير أدى إلى حالة من التذمر الشديد والغضب بين أولياء الأمور للطلاب والطالبات بالجامعة، مما دعا أحد فاعلي الخير بمركز ومدينة بنى سويف، إلى الإعلان عن مبادرة لسداد رسوم الطلاب غير القادرين بنسبة 50% يتحملها هو بصفة شخصية.
وأكد تونى عثمان، مدير العلاقات العامة بإحدى المصانع في بني سويف، أنهم تبرعوا بمبلغ 50 الف جنيها لطلبة بني سويف غير القادرين.
ومن جانبه قال الدكتور منصور حسن، رئيس جامعة بني سويف، إن ما يقرب من ثلاثة آلاف طالب سحبوا استمارات دعم المصروفات الدراسية من خلال الإدارة العامة لرعاية الشباب بالجامعة ، ووجه الإدارة بضرورة الانتهاء من كافة إجراءات حصول الطلاب على الدعم على وجه السرعة في إطار من الشفافية والعدل لإيصال الدعم لمن يستحق ، والقضاء على كافة المعوقات والمشكلات التي تواجه الطلاب أثناء التقديم .
وأشار إلى أنه أطلق مبادرة للتعاون مع النواب ورجال الأعمال بمحافظة بنى سويف، بعدما عرض عليهم المشاركة فى دفع مصاريف الطلاب غير القادرين مناصفة بين الجامعة وبينهم، مشيرًا إلى أن من يشارك فى تخفيفق العبء عن الطلاب ستعلن الجامعة أسمه على الفور، وأن الباب مفتوح لكل من يساهم وليس مقصورا على نائب أو حزب، مؤكدا أن موازنة الجامعة من خلال خطة الدولة هى لـ 8 كليات فقط، ولكنها تنفق على أكثر من 30 كلية.
وأوضح رئيس جامعة بني سويف، أنه قرر تخفيض الرسوم بنسبة 20%، فى محاولة لتخفيف العبء عن أولياء الأمور، بالإضافة إلى إعفاء الطلاب غير القادرين من دفع الرسوم المقررة بعد عمل بحث، لافتًا إلى أن الجامعة تتحمل كافة المصروفات للطلاب غير القادرين، كما أن هناك دعم للكتاب الجامعي، واهتمام بالملف الصحي للطلاب حيث تجاوزت مصاريف العلاج للطلاب العام الماضي ما يزيد عن 12 مليون جنيها.
وأوضح، إنه تخفيفاً عن كاهل الأسرة المصرية ومراعاة لمصلحة الطلاب تقرر دعم جميع الطلاب بما يساوي 20%من المبالغ المقررة مقابل الخدمات و تتكفل الجامعة بسدادها نيابة عن جميع الطلاب من الصناديق المركزية بالجامعة، مؤكدًا أن الجامعة ستتكفل بسداد المصروفات كاملة للطلاب غير القادرين من صندوق التكافل بالجامعة، مشيرا إلى أنه فيما يخص الشعب والبرامج الجديدة في الفرق المختلفة من الفرقة الثانية الى البكالوريوس أو الليسانس تتكفل الجامعة بمبلغ 850 جنيها من إجمالي مصاريف الخدمات التعليمية والإلكترونية المتميزة.
في المنيا.. «إنسان».. مبادرة شبابية لمساعدة الطلاب
مع حلول العام الدراسي الجديد، رسخ عدد من الشباب حياتهم للوقوف على خدمة ومتابعة طلاب المدارس الغير قادرين على دفع المصروفات المدرسية، والدروس الخصوصية، وتوفير الزي المدرسي، متواصلين مع التلاميذ والطلاب بمختلف المراحل التعليمية على مدار العام الدراسي دون مقابل، أو الاعتماد على المؤسسات والجمعيات الخيرية.
دشن عدد من شباب محافظة المنيا مبادرات عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، للمساعدة فى إنطلاق حملات الدروس الخصوصية، ودروس التقوية للطلاب غير القادرين خاصة من سكان القرى بالمجان؛ للوقوف بجوار الأسر الفقيرة، والعاجزين عن دفع فواتير الدروس الخصوصية، فى ظل ارتفاعها المبالغ فيه في الآونة الأخيرة، وعزم الشباب علي تقديم الدروس لتلاميذ المرحلة الابتدائية وطلاب الإعدادية والثانوية العامة دون مقابل مادي، ومنح فرصة التفوق لهؤلاء الذين حرمتهم الظروف المادية من تلقي الخدمات التعليمية مثل بني جلدتهم.
وعرض بدر جمال، خريج كلية التربية الرياضية بجامعة المنيا، فكرة على أهالي مركز دير مواس، جنوب محافظة المنيا، لتقديم دروس مجانية دون مقابل لتلاميذ المرحلة الإبتدائية، مراعاة للظروف الصعبة التي تمر بها أهالي البلدة.
يقول «بدر»: «نحن خُلقنا لمساعدة بعضنا البعض، وقدمت فكرتي لأكون أول من يتطوع لتقديم الدروس المجانية لتلاميذ المرحلة الإبتدائية، وطرحت فكرة التطوع، ساعتين فقط خلال اليوم، لنقدم الدروس بالمجان للأسر غير القادرة، بعيدًا عن مذبحة الدروس الخصوصية»، موضحًا أنه عرض على أحد الأشخاص التبرع بإحدى الغرف بالطابق الاول من منزله، أو بأخذ أجر رمزي لعمل جروب لتقديم الخدمات الدراسية بالمجان، تحت مسمى «إنسان».
وعلي صعيد متصل يتردد اسم «سلمي التوني»، علي ألسنة عدد كبير من أهالي مركز سمالوط، لكونها لا تنتمي لأي جمعية خيرية، أو مؤسسات اجتماعية، وعزمت على تسخير حياتها لسد احتياجات المواطنين، وطلاب المدارس، على مدار عدة سنوات متواصلة، وأطلقت عليها بعض الأسر الفقيرة أسم «بوابة الخير».
سلمي التوني، فتاة ثلاثينية، عكفت على تقديم دور الوساطة، والإرشاد، للحالات الصعبة، وتوفير كل ما يتعلق بخدمة طلاب العلم غير القادرين، من ملبس ومصروفات دراسية.
وضج موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» باسم الفتاة التي اعتادت على فعل الخير، وإدخال البسمة على التلاميذ والطلاب بمختلف المراحل التعليمية، ومحاربة عراقيل الملبس، والمصروفات المدرسية، حيث جمعت أسماء الطلاب الغير قادرين على دفع المصروفات المدرسية، وفي سرية تامة سددت الرسوم المدرسية لعدد كبير من أبناء مركز سمالوط.
في سوهاج.. سائق «توك توك» يتطوع لتوصيل الطلبة إلى مدارسهم بالمجان
مما لاشك فيه أن الفقراء من الطلاب يواجهون العديد من المصاعب الدراسية وغيرها، في تلبية متطلبات الدروس الخصوصية والانتقالات والتغذية، والمصروفات المدرسية.
بات منذ القدم فى أذهان الجميع أن مجانية التعليم جعلت الفقراء يتمكنون من الدراسة، وكانت لهم حافز كبير من أجل السعي لإثبات الذات، وإيجاد مكانة مرموقة في المجتمع، على عكس الحافز البسيط لدى الطلاب الأغنياء.
يقول السيد عيسى، مدرس لغة عربية لـ «أهل مصر»: إنه يجد بعض الطلاب مستواهم المادي لا يسمح للذهاب برفقة زملائهم للدروس الخصوصية، ولذلك جعل يعطي طالب أو أثنين في كل مجموعة بدون مقابل مادي، طوال العام، موضحًا أن ذلك لم يؤثر عليه ماديًا، بل زاد عدد الطلاب بالمجموعة.
وأضاف زميل له، أنه يقوم بإعطاء دروس فى مادة الرياضيات للمرحلة الابتدائية، بالمجان للطلبة الأيتام، ويقدم لهم الكشاكيل والكراسات والأقلام، وبعض مستلزمات الدراسة، ولا يفرق بينهم وبين باقي زملائهم حتى لا يشعرون بنقص.
تواجه الأسر الفقيرة وخاصة الأرامل من السيدات مصاعب الإنفاق على ابنائهم، تقول حليمة محمود، أن أهل الخير يعطونها في بداية كل شهر مبلغ من مالي حتى تتمكن من تربية أبنائها والإنفاق عليهم، فمن تلك المبالغ تقوم بإعطائهم الدروس الخصوصية، ودفع مصاريف الانتقال إلى المدرسة.
ويروى طالب يدعى «محمد»، بقرية طهطا، في الصف الخامس الابتدائي، أن والده رجل مسن ومريض، ووالدة تعمل في الكثير من المنازل، من أجل تلبية متطلبات المنزل، وعلاج زوجها، وأنه يقوم بأخذ دروس خصوصية فى 3 مواد، ولتخفيف الحمل عنها، تساعدهم بعض الأسر المقتدرة التي تعمل لديهم والدته، ويقومون له الملابس هو وإخوته مع بداية كل فصل دراسي، بالإضافة للأدوات المدرسية وخلافها.
ويقول سائق «توك توك»، أنه يقوم بنقل بعض المعلمات الي المدرسة، و يأخذ برفقتهم طالبة بالصف الأول الابتدائي، من أسرة فقيرة، تبعد عن المدرسة قرابة 2 كيلو متر، لتشجيعها على استكمال مسيرتها التعليمية.
وقال معلم ابتدائي، رفض ذكر اسمه، تابع لإدارة المراغة التعليمية، إنه يقوم بإعطاء الدروس بالمجان دون أي مقابل ولا يبتغي من ذلك إلا وجه الله الكريم ومساعدة الفقراء.
وأكد محمد عبدالسلام، وكيل وزارة التضامن الاجتماعي، بسوهاج، أن برنامج تكافل وكرامة يزود الاسر الفقيرة بمبالغ مالية شهرية، حتي يتمكنوا من تلبية متطلبات منازلهم وأبنائهم.
أهالي قنا: «القلمينا» يُهدون الأدوات المدرسية للطلاب الفقراء
بدأ الحزن يسيطر على معظم أسر قرى محافظة قنا مع بداية العام الدراسي الجديد، وذلك نظراً لعدم استطاعتهم هل يقومون بسداد المصروفات المدرسية، أم شراء الأدوات أو الملابس والشنط؟ فهناك العديد من الأسر تحت خط الفقر في معظم قرى قنا، ولا يجدون من يمد لهم يدي العون لإستكمال دراسة أبنائهم، وبعض الأسر تلجاً إلى تغيب ابنائهم للعمل بالأجر اليومي لشراء أدوات مدرسية له، والبعض الآخر لم يكملو تعليم ابنائهم لعدم قدرتهم على مصاريفهم، والبعض من يجد يد العون لتخفيف عبء من الأعباء التي يعانون منها ويقومو بشراء المستلزمات المدرسية ويوزعونها على بعض الأسر المحتاجة والقريبة من منطقتهم.
وكان هناك مثال على تدشين مبادرة لتوزيع الأدوات المدرسية على التلاميذ والطلاب المحتاجين، بقرية القلمينا، مركز الوقف، شمال محافظة قنا، وكان يرأسها مجموعة من مدرسين وأهالي قرية القلمينا وهم "أيمن عبدالباري، ويوسف محمود، وحسين إبراهيم حسن، وسعيد محروص، وخالد عبدالمبدئ" بالتعاون مع مكتبة القيروان بالقرية.
وقال أيمن عبدالبارئ، مدرس بمدرسة الإعدادية بالقلمينا، أن المبادرة بدأت منذ بداية أجازة العام الدراسي الماضي، وقد اتفقنا على إعطاء دروس خصوصية للطلاب الضعاف في القراءة والكتابة وليس دروس للمواد، لأن في ذلك الوقت يوجد العديد من الطلاب الذين يتخرجون ولا يجيدون القراءة والكتابة بشكلها الصحيح، ولكن هذه المبادرة لم تستمر طويلاً، وذلك لأن بعض العائلات كانت تحرج من قول أن أبنائهم لا يعرفون القراءة والكتابة.
ولكن مع بداية العام الدراسي الجديد 2019/ 2020 بدأت المبادرة تُفعل مرة أخرى ولكن بشكل آخر وهي توزيع المستلزمات المدرسية على الطلاب المحتاجين داخل قرية القلمينا.
موضحاً أن المبادرة بدأت بعدما أتت لهم سيدة من سيدات القرية ولديها طفلين بالمدارس، تشكو من عدم قدرتهم على توفير المستلزمات المدرسية لهم، فإجتهد مؤسسين المبادرة بالإتصال بكل الأشخاص التي على علاقة وطيدة معهم لجمع مبالغ مالية، وشراء كل المستلزمات المدرسية للطلاب والتلاميذ المحتاجين، وبالفعل تم جمع تبرعات وتم شراء عدد كبير من جميع الأدوات المدرسية المختلفة.
وبعد ذلك عمل مؤسسي المبادرة على عملية حصر لكل الأسر المحتاجة داخل قريتهم «القلمينا» وبعد ذلك تم التوزيع للطلاب وكان التوزيع لكل طالب كالآتي: شنطة مدرسية، ودستة كراسات، ودستة كشاكيل، وقلم حبر، قلم رصاص، قلم صبورة، مسطرة، أستيكة، ممحاة، ورق لتغليف الكتب، ومستمرة هذه المبادرة حتى الآن.
وذكر أيمن عبدالباري، أن بعد نشر المبادرة وما قامت به، جعلها تفتح الطريق لعديد من الأشخاص الذين يريدون مساعدة المحتاجين فهناك أُناس فتحت حساب للأسر المحتاجة داخل مكتبة تسمى «القيروان» بالقرية حتى يأخذ الطالب أو التلميذ كل ما ينقصه داخل المدرسة على حساب فاعلين الخير.
ويتمنو مؤسسي المبادرة بالقلمينا، أن كل القرى في محافظة قنا، تدشن مبادرة بهذا الشكل أو بشكل آخر مثل إعطاء دروس خصوصية، أو دفع مصروفات الكتب، للأسر المحتاجة لتخفيف جزء من معاناتهم.
نقلا عن العدد الورقي.