قبل ساعات من إعلان الفائز.. نبيل القروي وقيس سعيّد من يصبح رئيسًا لتونس اليوم؟

فتحت مراكز الاقتراع في تونس أبوابها، اليوم الأحد للدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية، إذ دعي أكثر من سبعة ملايين ناخب لاختيار أحد المرشحين: رجل الأعمال نبيل القروي وأستاذ القانون الدستوري قيس سعيّد، وأبرز سؤال يحيّر الشارع التونسي، اليوم هو: من يصبح الرئيس الجديد لتونس؟

بينما تننظر تونس رئيسها الجديد، وقبل ساعات من إعلان اسم الفائز لنتعرّف على كلا الرئيسين المحتملين:

أولًا: "المحافظ" أستاذ القانون الدستوري قيس سعيّد:

كان ترشح قيس سعيّد بمثابة مفاجأة للتونسيين في الدورة الأولى للانتخابات، حيث له قاعدة جماهيرية واسعة ويعتبره التونسيون رجل الصرامة والنظافة، حيث قدّم نفسه كمستقل، متبنيا بعض الأفكار المحافظة.

وبينما يعتبره البعض يساريًا صنفه آخرون بالإسلامي المحافظ، كما تداولت مواقع التواصل الاجتماعي العديد من مقاطع الفيديو التي تظهر بعض التوجهات والأفكار للرجل الذي يدافع بشدة على لامركزية القرار السياسي وضرورة توزيع السلطة على الجهات.

كما ينظر لسعيّد "كرجل نظيف" ويقطن منزلا في منطقة اجتماعية متوسطة وتتمركز حملته الانتخابية في مكتب متواضع وسط العاصمة، وقد تم انتقاده لمواقفه المحافظة في بعض المسائل الاجتماعية لكنه وفي خطاباته لا يستند إلى مرجعيات دينية وعقائدية إطلاقان وفقًا لما ذكرته شبكة "فرانس 24".

وقد ولد سعيّد في 22 فبراير 1958 لعائلة من الطبقة الاجتماعية الوسطى، ودرس بالجامعة التونسية وتخرج منها ليدرس فيها لاحقا القانون الدستوري قبل التقاعد منذ سنة، وحصل سعيد أيضًا على دبلوم في سن 28 عامًا من الأكاديمية الدولية للقانون الدستوري في تونس، ثم باشر تدريس القانون في جامعة سوسة، وأشرف لفترة قصيرة على قسم القانون العام لينتقل إثرها ومنذ 1999 وحتى 2018 إلى جامعة العلوم القانونية والسياسية في تونس العاصمة.

اقرأ أيضًا.. التونسيون يتوجهون لصناديق الاقتراع لاختيار رئيس جديد للبلاد

ثانيا: "المثير للجدل" رجل الأعمال نبيل القروي:

عُرف القروي كرجل أعمال يدير شركات كبرى، كما أنه يعد أحد اللاعبين الرئيسيين في المشهد الإعلامي التونسي ومؤسس قناة نسمة، وكان له دور سياسي بارز سنة 2014 عبر التوجه الإعلامي الذي كرّسه لصالح حزب نداء تونس وفوز مرشحه بالرئاسة وهو الأمر الذي انتقده كثيرون، وقد أصبح شخصية إعلامية عندما أسس مع شقيقه غازي شركة "قروي آند قروي" للإعلام عام 2002.

أثار ترشح رجل الأعمال نبيل القروي البالغ من العُمر 55 عامًا جدلًا كبيرًا في الشارع التونسي، إذ أقر البرلمان التونسي في يونيو الماضي تعديل القانون الانتخابي الذي ينص على "رفض وإلغاء ترشح كل من يتبين قيامه أو استفادته من أعمال ممنوعة لصالح الأحزاب السياسية خلال السنة التي تسبق الانتخابات التشريعية أو الرئاسية"، لكن القرار لم يُصدّق من قبل الرئيس التونسي الراحل الباجي قائد السبسي، الأمر الذي سمح للقروي بالترشح بسبب عدم المصادقة على القانون.

يواجه القروي حاليًا تهمًا متعلقة بالفساد المالي تعود لعام 2017، إذ رفعت منظمة "أنا يقظ" دعوى قضائية ضده بتهمة "التهرب الضريبي" و"القذف" و"التعنيف" بعد أن سُرّب شريط مصور يعلن فيه القروي استعداده إطلاق حملة تشويه سمعة أعضاء المنظمة المذكورة، وجّمدت ممتلكات القروي ومنع من السفر منذ ذلك الحين.

وكان القروي قد أسس حزب "قلب تونس" ودخل به الانتخابات، لكنه سُجن قبل انطلاق الحملة الانتخابية، لذا قامت زوجته سلمى سماوي بدوره وواصلت الحملة الانتخابية نيابة عنه، ولنبيل القروي طفلان، ابنة وابن؛ وتوفي ابنه خليل في 21 أغسطس 2016 في حادث سيارة، وزوجته سلوى سماوي.

من يصبح الرئيس الجديد لتونس اليوم؟

قبل ساعات من إعلان الفائز، تزداد التوقعات والحيرة في اسم الرئيس الجديد لتونس، لكن هناك بعد المؤشرات التي قد تخفف من حدّة تلك الحيرة، ففي الجولة الأولى من الانتخابات حصل قيس سعيّد على 18.4 بالمئة من الأصوات بينما جاء القروي في المركز الثاني بنسبة 15.6 بالمئة.

وبسؤال أحد الخبراء السياسيين عن توقعاته بخصوص المرشح المحتمل فوزه برئاسة تونس، قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة في تصريح خاص لـ"أهل مصر": إننا في المرحلة الأخيرة الآن من الانتخابات، وأعتقد أن فرص فوز الدكتور قيس سعيّد في انتخابات الرئاسة التونسية أكبر من نبيل القروي، خاصة بعد المناظرة التي تمت بين كلا المرشحين، والتي رجّحت في تقديري فوز الدكتور قيس سعيّد وذلك لعدة اعتبارات، لأنه رجل خبير قانوني دستوري، ولديه خبرة كبيرة جدًا، كما حقق فوزًا أكبر من القروي في المرحلة الأولى من الانتخابات، والمناظرة بين كلا المرشحين أكّدت على ذلك".

وتابع فهمي في تصريحه لـ"اهل مصر": من سيحسم ذلك في النهاية هو الرأي العام التونسي، وهو رأي عام رشيد، كما أعتقد أن القروي خسر كثيرًا خلال تلك المناظرة، فقد تحدث عن الدبلوماسية الاقتصادية، والتكنولوجية الأمريكية والشركات الأمريكية، والفقر، والليبرالية، وغيرها، لكن انتقاده للوضع الداخلي لم يكن جيدًا، وهو ما تحدث عنه بشكل واضح الدكتور قيس سعيد، فقد تحدث بوضوح عن الدولة التونسية وانتقادات النظام الحزبي، وتخفيف مركزية السلطة في تونس، وقال عبارة هامة جدًا خلال المناظرة وهي أنه لن يلغي الدستور أو يفككه، وسوف يركز على إرادة الشعب التونسي.

اقرأ أيضًا.. نبيل القروي: لم يتوفر مبدأ تكافؤ الفرص فى الجولة الاولى بانتخابات تونس

واختتم فهمي: كان "سعيد" ذكيًا جدًا وحريصًا على التحدث بلغة عربية فصيحة، والتركيز على فكرة القضاء المستقل، وكل هذه سمات ولغة خطاب لرجل يصلح أن يكون رئيسًا، وفي النهاية أعتقد أن فرص الدكتور قيس سعيّد أكبر من القروي".

وكان كلا المرشحين قد ظهرا في مناظرة تليفزيونية قبل فترة الدخول في فترة الصمت الانتخابي، فبينما كانت تشير الساعة إلى التاسعة من مساء الجمعة بالتوقيت المحلي التونسي، امتلأت المقاهي في العاصمة عن آخرها لمتابعة المناظرة التلفزيونية غير المسبوقة بين المتنافسين على الرئاسة، رجل الأعمال نبيل القروي، وأستاذ القانون الدستوري قيس سعيد.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
مجلس النواب يوافق على مشروع قانون لجوء الأجانب نهائيًا