أكد الداعية الإسلامي الحبيب علي زين العابدين الجفري على أن الخطاب الإسلامي المعاصر يواجه إشكاليتين الأولى تتعلق بتحدي النفس الأمارة بالسوء والثانية خاصة بتحدي فارق الثقافات مما يستوجب إبراز النموذج الإسلامي الذي يخاطب العقل دون استعلاء ودون تشدد أو تلاعب فكري.
وشدد على أن الإسلام برئ من المتشددين دينيا الذين يرتكبون الجرائم ويستخدمون آيات قرآنية تم تفسيرها بشكل خاطئ يناسب أغراضهم لأن الإسلام دين يسر لا عسر.
وأشار أن اتهام الإسلام بالإرهاب ادعاء باطل فالإسلام دين سماحة وانتشر في كل بلدان العالم بالسماحة وحسن الخلق منوها أن مفهوم الإرهاب يختلف من دولة إلى أخرى سواء دول أوروبا وأمريكا ولكن القاعدة الأساسية أن كل ما يرهب الإنسان ويجعله يشعر بالخوف والفزع فهو إرهاب ولا علاقة له بالدين.
جاء ذلك خلال كلمته في الندوة التي نظمتها إدارة النشاط الثقافي بالإدارة العامة لرعاية الطلاب بجامعة المنصورة، اليوم الأحد، بالتعاون مع كل من أسرة طلاب من أجل مصر وإدارة التربية العسكرية بالجامعة ووزارة الشباب والرياضة.
وأضاف أن هؤلاء المتشددين ظهروا نتيجة رغبة التنظيمات الإسلامية المتحركة في إنشاء دين مواز يبث أفكار مغلوطة في نفوس الناس وفي التخلص ماديا أو معنويا من مؤسسة الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية باعتبارهما المرجعية الأولى لأهل السنة والجماعة في العالم حتى لا يجدون مقاومة لفكرهم المتطرف.
وأكد أن هؤلاء المتشددين هم مشتركون في الصورة السلبية السائدة لدى البعض عن الإسلام مع بعض القوى العالمية التي دعمت التنظيمات المتطرفة المتأسلمة السنية مثل داعش والقاعدة والشيعية مثل الحشد الشعبي واتباع ولاية الفقيه.
ويرى أن المواطن من حقه انتقاد بعض السلبيات في وطنه دون أن يهدم مؤسسات الدولة، فرغم بعض الضغوط الاقتصادية التي تعيشها مصر في إطار تعافيها اقتصاديا إلا أن مصر تتميز دون سواها بأن جيشها وطني يخدم مصالح الوطن وهو ما اتضح خلال ثورتي ٢٥ يناير ٢٠١١ و٣٠ يونيو ٢٠١٣ والذي انحاز لإرادة شعبه ولم ينحاز لأي رئيس بخلاف الجيوش العربية الأخرى كالجيش اليمني متعدد الولاءات والجيش السوري الذي ضحى بالمواطنين من أجل رئيس والجيش العراقي القائم على أسس طائفية.
واستنكر وصف البعض للتعمق في مدح النبي بالغلو لأن النبي صلى الله عليه وسلم أعظم الخلق ومهما مدحناه لن نصل لدرجة مدح الصحابة له.
كما عارض ربط البعض بين انتشار التشيع والتصوف لأن حب آل البيت لا علاقة له بالتشيع فالشعب المصري أضفى روحا سنية على حبهم لآل البيت تختلف عن غلو الشيعة الباطنية في مدحهم وتأليه بعضهم.