سادت حالة من الذعر والرعب بين أولياء الأمور بالإسكندرية، بعد ظهور حالات إصابة بالالتهاب السحائى بين الطلاب ببعض المدارس، خاصة بعد انتشار أنباء عن وفاة طفلة بمدرسة صقر الخاصة التابعة لإدارة شرق التعليمية بسبب الإصابة بالالتهاب السحائي، وهو ما نفته مديرية التربية والتعليم مؤكدة أن سبب الوفاة هبوط حاد في الدورة الدموية وتوقف القلب نتيجة صدمة تسممية حادة.
وأكد أولياء الأمور أنهم لن ينتظروا حتى يتفشى المرض بين طلاب المدارس ويتحول إلي وباء يحصد أرواح أبنائهم، مطالبين بتوقف الدراسة لمدة أسبوع يتم خلاله تطهير وتعقيم جميع المدارس وتحجيم الفيروس.
اقرأ أيضًا.. الالتهاب السحائي بريء.. "تعليم الإسكندرية" توضح سبب وفاة الطفلة "كارما" طالبة مدرسة صقر
ظهور أولى الحالات
وشهدت مدرسة مصطفى النجار بشرق الإسكندرية، ظهور أولى حالات الإصابة بالالتهاب السحائي، حيث دخلت طالبة لإحدى المستشفيات الخاصة تعاني من صداع وقيء وارتفاع في درجة الحرارة، وعلى الفور توجهت لجنة من الشئون الوقائية بمديرية الشئون الصحية بالإسكندرية ومنطقة شرق الطبية لمناظرة الحالة وتبين أنه سبق تطعيم المريضة ضد الالتهاب السحائي البكتيري في عامي 2014 و2016 بواسطة التأمين الصحي.
وأعلنت مديرية التربية والتعليم، أنه تم تجريع المخالطين بالمدرسة والمنزل والمستشفى بالمضاد الحيوي المناسب، وتم عمل بزل سائل النخاع الشوكي وسحب عينة دم لتحليلها، والتأكد من استقرار حالة المريضة ومازالت تحت الملاحظة الطبية بالمستشفى، كما أكدت أيضًا عدم ظهور أية أعراض على تلاميذ المدرسة وجميعهم بحالة جيدة.
وفاة تلميذة
فيما شهدت مدرسة صقر للغات التابعة لإدارة شرق التعليمية، واقعة وفاة الطفلة "كارما مصطفى عبد العزيز الحلو"، 6 سنوات، والتي أثارت حالة من الذعر بين أولياء الأمور بعدما تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي أخبارًا أن سبب الوفاة هو إصابتها بالالتهاب السحائى، وأعلنت إدارة المدرسة أنه لم يتم تشخيص حالة الطفلة "كارما" حتى الآن، مؤكدة أنه تم إبلاغ وزارة الصحة والتأمين الصحي لاتخاذ الإجراءات اللازمة.
وأكدت إدارة المدرسة أنه توجد حاليا لجنة من وزارة الصحة بالمدرسة لاتخاذ الإجراءات اللازمة في حالة ثبوت أن الطفلة كانت مصابة بالتهاب سحائي، مؤكدة أن نتائج التحاليل سوف تظهر اليوم، من قِبل وزارة الصحة، وسيتم إعلانها فور ظهورها.
وقد حصلت "أهل مصر" على صورة من التقرير الطبي الصادر من مستشفى الشاطبي للأطفال بالاسكندرية بحالة الطفلة "كرمة" عقب وفاتها، والذي أوضح أنها تبلغ من العمر ست سنوات، وأن سبب الوفاة هبوط حاد في الدورة الدموية وتوقف القلب نتيجة صدمة تسممية حادة.
اقرأ أيضًا.. عادل شكل في قفص الاتهام.. غدًا أولى جلسات محاكمته بتهمة "البلطجة"
من جانبه، أوضح يوسف الديب، وكيل مديرية التربية والتعليم بالاسكندرية، أن المديرية تلقت بلاغا من مديرية الشئون الصحية بالإسكندرية بوفاة طالبة بمدرسة صقر الخاصة وهي "كارما مصطفى عبد العزيز" عن عمر ست سنوات، مضيفًا أن التقارير الطبية كشفت أن سبب الوفاة هبوط حاد في الدورة الدموية وتوقف القلب نتيجة صدمة تسممية حادة، وكشفت التحاليل سلبية العينات وأن الوفاة لا علاقة لها بالالتهاب السحائي، مؤكدًا أن الدراسة تسير بشكل طبيعي ولا يوجد ما يعرقل العملية التعليمية.
احتجاز 4 طالبات
وكشف وكيل مديرية التربية والتعليم، في تصريحاتٍ صحفية اليوم، أنه تم احتجاز 4 طالبات في المرحلة الابتدائية بمدرسة مصطفى النجار التابعة لإدارة شرق التعليمية، في عدد من المستشفيات، للاشتباه بإصابتهن بالحمى الشوكية أو الالتهاب السحائى، مؤكدا أنه وفقا لفحص مديرية الشئون الصحية والحصول على عينات منهن تبين أنها سلبية، وتم منحهن إجازة إجبارية لمدة 15 يوما لتلقى العلاج اللازم على أن يتم إعادة إجراء الفحوصات الطبية والتحاليل اللازمة بمعرفة مديرية الشئون الصحية قبل عودتهن إلى المدرسة حفاظًا على صحة الباقين من الطلاب والمعلمين والعاملين.
وأكد الديب، أن الأوضاع مستقرة، ولايوجد ما يبرر تعطيل الدراسة حتى في المدرسة ذاتها خاصة وأن الحالات سلبية وليست إيجابية، مشيرًا إلى أنه سيتم تنفيذ حملة مكبرة لتجريع الطلاب والمعلمين والعاملين المخالطين للطلاب في جميع مدارس الإسكندرية ضد الفيروس لمنع انتقال العدوى فضلا عن تطهير المدارس.
يُذكر أن الالتهاب السحائي، هو التهاب السحايا الموجودة في الغلاف للدماغ والحبل الشوكي، ويأتي عادة عن فيروس أو جرثومة "المكورة السحائية"، وينتقل عن طريق قطرات الإفرازات التنفسية أو إفرازات الحلق، كما ينجم غالبًا عن عدوى (جرثومية أو فيروسية أو فطرية)، ويمكن أن ينتج أيضًا عن تهييج كيميائي ونزف تحت العنكبوتية، وسرطان، وحالات أخرى، وهناك جراثيم مختلفة عديدة يمكن أن تسبب الالتهاب السحائي، وهذه الجراثيم تنتقل من شخص إلى آخر عن طريق رذاذ التنفس أو إفرازات الحلق من الحَمَلة، والتلامس، مثل التقبيل، أو العطاس أو السعال على شخص ما، أو العيش في أماكن مغلقة، مثل: مهجع، والتشارك في أواني الأكل أو الشرب مع شخص مصاب بالعدوى (حامل)، يسهِّل انتشار المرض.