تأهب نور الصباح وافترشت الشمس قلب سمائه مدلية بجدائلها خيوطا ذهبية تنساب على زجاج نافذة البيت، حيث يسكن بداخله شقيقان، أحدهما يتأهب للذهاب إلى مدرسته وقضاء يومه الدراسي، والثاني راح يسعى في الأرض لقضاء حاجاته.
لم يكن يعلم الشقيقان أن ساعات افتراقهما قد حانت، ليشهد ذلك اليوم المشئوم مصرع الأخ الأكبر على يد أحد زملاء شقيقه الأصغر بسبب خلافات دارت بين جدران المدرسة ليشهد تلاميذ المدرسة يوم ملطخ بالدماء.
وجاءت الرياح بما لا تشتهي السفن حيث تعكر يوم الشقيق الأصغر بسبب خلافات بينه وبين مشاغبي فصله الإعدادي، فسيطرت عليه حالة من الغضب، وارتعدت فرائصه غيظا وحنقا، وعاد إلى البيت وأخبر شقيقه بكل ما حدث وبلغة تسكنها الغضب، قرر شقيقه الذهاب معه إلى المدرسة والثأر له وأعد لتلك المقابلة "خنجره".
اقرأ أيضًا..افتتاح سوق "زنين" اللائق لتمكين النساء والفتيات في حي بولاق الدكرور (صور)
وما إن وصل الشقيق الأكبر إلى المكان المراد ويحمل داخل ثناياه علقم الانتقام المر، وما هي إلا دقائق معدودة حتى سرت في جسده ومن قمة رأسه إلى أخمص قدميه رعدة كانت أعنف ما يمكن وصفها، وبدأ في التهويش وتخويف ضحيته، لكن الضحية كانت أقوى وأشد ذكاء حيث استطاع المشاغب ويدعى "البوظة" من أخذ الخنجر من يد الشقيق الأكبر وراح يُميله على عدوه، فبات الشقيق الأكبر يتقلب ذات اليمين وذات اليسار في محاولة لتفادي الضربات لكن توقفت أنفاسه بعدما فقد الوعي، ومات متأثرًا بجراحه.
وأخطر النيابة العامة وتم التحفظ على الجثة بمستشفى الزهور، ووضعت تحت تصرف النيابة لإصدار تصريح الدفن.