“كل يوم هو فى شأن” هكذا تدور أحوال القمم العربية التى تحولت من ملتقى القصور فى يوم من الأيام إلى ملتقى بالخيام طبقا لبرتوكولات تلك الدول، فمن جانبها تستضيف العاصمة الموريتانية نواكشوط الإثنين، لأول مرة فى تاريخها أعمال القمة العربية العادية فى دورتها الـ 27، تحت شعار “قمة الأمل” فى خيمة فى محاولة لبثه الأمل لدى الشعوب العربية فى مواجهة التحديات المتصاعدة التى يواجهها وطنهم الكبير.
وتكتسب “قمة نواكشوط” أهمية كبيرة، بعد أن أوشكت دورية انعقاد القمم العربية السنوية، والتى استحدثتها قمة القاهرة غير العادية عام 2000 أن تنتهى، عقب اعتذار المملكة المغربية فى 19 فبراير الماضى عن استضافة القمة التى تُعقد عادة فى نهاية مارس من كل عام، علما بأنه تم تعديل موعد عقد القمة العادية فى دورتها السابعة والعشرين بمدينة “مراكش” المغربية من 29-30 مارس 2016، إلى 7- 8 أبريل من نفس العام قبل أن تعتذر المغرب عن استضافتها لتؤول تلك القمة إلى موريتانيا، حسب الترتيب الأبجدى للدول الأعضاء بجامعة الدول العربية.
ففى عام 1946 بدأت القمم العربية فى الانعقاد من قصر أنشأص بمحافظة الشرقية وكان بدعوة من الملك فاروق وكان هدف القمة هو مناصرة القضية الفلسطينية.
أما فى عام 1956 عقدت قمة بيروت الطارئة لدعم مصر ضد “العدوان الثلاثى” (من بريطانيا وفرنسا وإسرائيل).
وفى عام 1964 عقدت القمة الغير عادية التى استحدث خلالها مبدأ الانعقاد السنوى الدورى للقمة بعد أن كان يتم وفقا للحاجة.
وفى عام 1967 عقدت قمة اللاءات الثلاث فى العاصمة السودانية “الخرطوم”، بعد الهزيمة العربية من إسرائيل فى حرب يونيو، وحضرت جميع الدول العربية باستثناء سوريا التى دعت إلى حرب تحرير شعبية ضد إسرائيل، وصدر عنها مجموعة من القرارات أهمها اللاءات العربية الثلاث الشهيرة “لا للاعتراف، لا للتفاوض، لا للصلح مع إسرائيل”.
وفى عام 1978 بالتحديد فى العراق بقمة بغداد تم مقاطعة مصر عربيا على خلفية توقيعها اتفاقية كامب ديفيد للسلام مع إسرائيل، وشاركت فيها عشر دول مع منظمة التحرير الفلسطينية، ولم يصدر عن المؤتمر بيان ختامى، لكن أهم قراراته عدم موافقة المؤتمر على اتفاقية كامب ديفيد التى أبرمتها مصر مع إسرائيل ودعوة مصر إلى العدول عنها ونقل مقر الجامعة العربية إلى تونس وتعليق عضوية مصر بالجامعة.
وفى عام 1990 وعلى خلفية الغزو العراقى للكويت وقعت القاهرة قمة عربية تغيبت عنها تونس التى كانت تدعو إلى تأجيلها، ولم يحضرها من قادة الدول الخليجية إلا أمير البحرين (آنذاك الراحل عيسى بن سلمان آل خليفة)، ومثل الكويت ولى عهدها الراحل سعد العبد الله الصباح، وأهم القرارات التى اتخذتها القمة هى إدانة العدوان العراقى لدولة الكويت، وعدم الاعتراف بقرار العراق ضم الكويت إليه، ومطالبته بسحب قواته فورا إلى مواقعها الطبيعية، بناء على طلب من السعودية، وتقرر إرسال قوة عربية مشتركة إلى الخليج.
وفى مارس 2015 عقدت القمة العربية فى دورتها العادية السادسة والعشرين والتى عقدت بمدينة “شرم الشيخ” وكرست أعمالها لبحث لتحديات التى تواجه الأمن القومى العربى وتشخيص أسبابها، والوقوف على الإجراءات والتدابير اللازمة لمجابهتها، بما يحفظ وحدة التراب العربى، كما أقرت تشكيل قوة عسكرية عربية مشتركة.