بأصوات تهتز لها أرجاء ميدان البدوي كل عام، تخرج جموع المريدين من ذوي العمائم الحمراء، عقب صلاة العصر في اليوم الخامس، من الأيام السبعة الخاصة بمولد شيخ العرب، مرددين "الله الله يا بدوي جاب اليسرى".
ترجع أصول السيد البدوي، بمدينة فاس المغربية عام 696 هـ، وكان سادس إخوته، انتقل مع إخوته لشبه الجزيرة العربية، ومنها إلى مصر بعد اضطهاد "الحجاج بن يوسف" للعلويين، حيث يرجع نسبه إلى علي كرم الله وجهه.
يأتي المريدين من كافة أنحاء الجمهورية للاحتفال بمولده، وتقام مراسم الاحتفال على مدار 7 أيام وليلة الاحتفال الكبرى تقام في اليوم السادس يسبقها جمع الجموع.
يقول "مصطفى خليل": نأتي كل عام من بلادنا لحضور مولد البدوي، حيث نشد الرحال والعتاد لنبدأ ضرب الخيام، و"يتجمع المشايخ وأبناء الطريقة يرأسهم شيخ الطرق الصوفية ليلة "جمع الجموع"، حاملين الرايات الخضراء والحمراء، وملتحفين خرقة التصوف، يبدأ اليوم بذكر النبي "محمد" ومدحه، ويليها عشر من القرآن، ومن بعدها نجلس جميعًا على مائدة واحدة.
وأضاف "سيد علي" أحد أبناء الطريقة الرفاعية: كرامات البدوي، أنه كان يأتي بالأسرى من حرب الروم لذلك يطلق الدراويش عليه البدوي والسطوحي الملثم، ومن هنا جاءت "الله الله يا بدوي جاب اليسرى"، من يأتي في طلب شفاعته لا يرد، واستكمل نأتي من الصعيد بسوهاج وقنا كل عام لحضور المولد ومن بعدها نشد الرحال لسيدي إبراهيم الدسوقي.
وأضاف" علي" اختلف زمن الاحتفال من شيخ لشيخ ومن زمن لزمن،أيام الآباء كان كل شيخ يجمع أبناءه كل أسبوع لقراءة ورد قرآني وجزء من الفقه والحديث وشرح الدين الحنيف الوسطي ومن بعدها تبدأ الابتهالات والمدح والذكر لكن الآن نادرًا ما نجتمع على مائدة التصوف كل شهر وما يجمعنا إلا "السطوحي الملثم".