تتمتع محافظة المنيا "عروس الصعيد" بمكانة تاريخية وجغرافية كبيرة جعلتها محط أنظار العديد من الوافدين من الدول الأروبية لزيارة معالمها السياحية وآثارها التاريخية الشاهدة على عبق التاريخ الفرعوني القديم، فضلًا عن انفراداها في الجمع بين معالم السياحة الدينية الإسلامية والقبطية، فما بين البهنسا الشاهدة رمالها على دماء شهداء صحابة رسول الله، ومقاصد رحلة العائلة المقدسة خلال رحلة هروبها إلى مصرن يتوافد العديد من الجنسيات لزيارة معالم المنيا الدينية إسلامية كانت أو قبطية.
وفود أجنبية من دول "إنجلترا، فرنسا، روسيا، التشيك، سويسرا، هولندا" والعديد من الجنسيات الآخري توافدت خلال الفترة الأخيرة لزيارة معالم عروس الصعيد الفرعونية، قاصدين 3 مراكز تقع جميعها بجنوب محافظة المنيا تبدأ من مقابر بني حسن التابعة لمركز أبو قرقاص، ثم منطقتي تونا الجبل وآثار الأشمونين بمركز ملوي، ثم منطقة تل العمارنة الواقعة بزمام مركز دير مواس جنوب محافظة المنيا.
وتعد منطقة مقابر بني حسن التابعة لمركز أبو قرقاص جنوب محافظة المنيا من أهم آثار الدولة الوسطي، حيث يعود عمر المقابر إلى نحو 400 عام، وتحوي مقابر بني حسن 39 مقبرة، من بينهم 4 مقابر هم المقابر الكاملة ضمن قائمة الـ 39 مقبرة وهم " مقبرة خيتي، مقبرة باكت الثالث، مقبرة خانوم حتب الثاني، ومقبرة امنمحات".
كما أن منطقة تل العمارنة التي تقع علي الضفة الشرقية لنهر النيل بمسافة 60 كيلو متر جنوب محافظة المنيا وتحديدا بمركز دير مواس جنوب المنيا، وتعد من أهم المناطق الآثرية التي يقصدها الوفود السياحية القادمة من مختلف أنحاء العالم لكونها الشاهدة التاريخ المصري القديم، كما أن المنطقة تحوي عدد من المعابد ذات النقوش الفريدة من نوعها أسرت قلوب وعقول السائحين.
كما تعد منطقة الأشمونين من أهم المناطق الأثرية، والتي تقع علي بعد 8 كيلو متر شمال غرب مركز ملوي جنوب المنيا، وكانت " الأشمونين" عاصمة الأقليم الخامس عشر من أقاليم مصر العليا، والذي يعرف بإقليم الأرنبة، كما قدمت مدينة الأشمونين إحدى نظريات الخلق المهمة، وهي نظرية الثامون المقدس، ومن أهم المعابد في منطقة الأشمونين "معبد الملك نمحات الثاني، معبد تحوت، معبد الملك مرنبتاح وسيتي الثاني، معبد رمسيس الثاني، معبد الملك نختنبو".
على جانب آخر تشهد السياحة اليدينة نشاطًا كبيرا خلال الفترة الماضية بمنطقتي جبر الطير التابعة بمركز سمالوط شمال المنيا، والتي تعد أحد الشواهد علي رحلة العائلة المقدسة، كما يووافد عدد كبير من السائحين من إندونيسيا وماليزيا لزيارة مقابر وأضرحة شهداء الصحابة التي رويت دماؤهم أرض البهنسا الواقعة قرب الطريق الصحراوي الغربي بمركز بني مزار شمال المنيا.
وأكد اللواء قاسم حسين محافظ المنيا، على تكاتف جميع الجهات لإنجاح المنظومة السياحية بالمحافظة والعمل على إعادة المنيا إلى خريطة السياحة العالمية، موجهًا مدير إدارة السياحة بتسهيل كافة الإجراءات أمام الزائرين وتهيئة الجو الملائم للتمتع بالمعالم الأثرية العديدة التي تزخر بها محافظة المنيا.
من جانبه، قال الدكتور ثروت الأزهري مدير إدارة السياحة بالمنيا، إن محافظة المنيا تضم العديد من المناطق الأثرية والمعالم السياحية الهامة منها منطقة آثار الأشمونين شمال غرب مركز ملوي، ومنطقة آثار بني حسن والتي تقع جنوب مدينة المنيا بحوالي 20 كيلومترا وتضم 39 من المقابر القديمة من عهد الدولة الوسطى، كما تضم المحافظة أحد مسارات رحلة العائلة المقدسة بمنطقة جبل الطير، وكذا منطقة آثار البهنسا، وتقع على بعد 16 كيلو متر من مركز بني مزار وهى مدينة أثرية قديمة،عثر فيها على الكثير من البرديات التي ترجع للعصر اليوناني الروماني، وتلقب بالبقيع الثاني لكثرة من اسُتشهد فيها خلال الفتح الإسلامي.