ظاهرة غريبة تحدث في كلية التجارة بجامعة القاهرة، حيث يعاني أعضاء الهيئة المعاونة من المعيدين والمدرسين المساعدين، من عدم وجود غرفةٍ يمارسون بداخلها مهام أعمالهم، وذلك بالرغم من أن مساحة الكلية كبيرة، وربما تكون أكبر كلية داخل الحرم الجامعي لكونها تضم ثلاث مباني.
القصة وما فيها أن هؤلاء كانت لهم مكاتب مخصصة، فجأة تم تهجيرهم -على حد وصفهم- منها، بحجة أن الكلية بحاجة إليها لتكون مقرًا للكنترول الإلكتروني بالكلية، وتقول إحدى المعيدات بقسم الرياضة: "نعيش في معاناة حقيقية منذ العام الجامعي الماضي؛ فليس لنا مكتب نجلس فيه، وهو ما اضطرنا للذهاب إلى الكافتيريا والجلوس بداخلها ومباشرة أعمالنا من هناك، والمشكلة التي تواجهنا أن آخر موعد لعمل الكافتيريا هو الخامسة مساءً، مما يعني أنه لو كان لدينا محاضرة موعدها السادسة مساءً نضطر إلى التجول في طرقات الكلية أو الجلوس في المسجد لحين قدوم موعد المحاضرة".
وأضافت معيدة بقسم المحاسبة، أن إدارة الكلية هجرتهم من الغرفة التي كانت مخصصة لهم، وحولتها إلى كنترول منذ العام الجامعي الماضي، ومنذ ذلك الحين ونحن مضطرين إلى الجلوس في كافتيريا الكلية، وشكى عدد من المعيدين بكلية التجارة، أنهم كثيرًا ما يكون لديهم محاضرات على ساعات متفرقة من اليوم وفي مدرجات مختلفة، وهو ما يضطرهم إلى اصطحاب أدواتهم وأجهزة "اللاب توب"، لعدم وجود غرف ودواليب خاصة بهم، فضلاً عن تواجدهم يوميًا من الساعة الثامنة صباحًا.
اقرأ أيضًا.. الخشت يعلق على تجربة مقرر التفكير النقدي بجامعة القاهرة: حققت أهدافها
وتواصلت "أهل مصر"، مع الدكتور محمد حسن عبد العظيم، عميد كلية التجارة جامعة القاهرة، والذي نفى ما قاله أعضاء الهيئة المعاونة من المعيدين والمدرسين المساعدين، مؤكدًا: "أخذنا الغرفة التي كانت مخصصة لهم بالفعل، وتم تحويلها إلى غرفة الكنترول، وهو الأمر الذي حدث مع كل أعضاء هيئة التدريس وليس أعضاء الهيئة المعاونة فقط، ولكننا لم نتركهم؛ فبعدها على الفور خصصت لهم غرفة أخرى بديلة كان يستخدمها أحد أساتذة الكلية وكانت مغلقة، إضافة إلى تخصيص حجرة ثانية في مدرج (هـ) و(و) بالكلية، والمعيدين هم الذين يجلسون في الكافتيريا بكامل رغبتهم، وأكيد مش هقولهم: امشوا من الكافتيريا".
وتوجهت محررة "أهل مصر"، إلي مبنى مدرج (هـ) و(و)، ووجدنا غرفة في الدور الثالث، وضعت عليها لافتة مكتوب فوقها: "حجرة المعيدين والمدرسين المساعدين"، وحين دخولنا إليها كانت المفاجأة؛ فالغرفة خالية من أي مقاعد أو مكاتب، ولا يوجد بها أي شيء يصلح لجلوس أعضاء الهيئة المعاونة من المعيدين والمدرسين المساعدين بداخلها.