أكد الوزراء الممثلون للحكومة اللبنانية، والذين تقدموا مساء أمس باستقالة جماعية من الحكومة، أن الاستقالة ليست من قبيل المناورة السياسية، مشددين على أن الأوضاع المعيشية وصلت إلى حد يتسم بالخطورة الشديدة وأن الحكومة الحالية لا يُمكن لها الاستمرار لأنها لا تستطيع القيام بعملية الإنقاذ المطلوبة.
وقال نائب رئيس الوزراء "المستقيل" غسان حاصباني – في حديث له اليوم لإذاعة (الشرق) اللبنانية – إن استقالة وزراء حزب القوات اللبنانية نهائية، نافيا أن تكون الاستقالة موجهة ضد رئيس الحكومة سعد الحريري أو بمثابة تخل عنه في مواجهة الأوضاع المتأزمة.
وأشار حاصباني إلى أن الاستقالة تأتي من أجل الدفع بـ "نمط جديد" في العمل الحكومي، ومواجهة التحديات الاستثنائية التي يشهدها لبنان عبر تشكيل حكومة قادرة على اتخاذ القرارات المطلوبة وتحقيق الإصلاحات الجذرية.
واعتبر أن كل يوم يستمر فيه بقاء الحكومة من شأنه أن يفاقم الأزمة السياسية والاقتصادية في سياسيلبنان..مضيفا:"لا يمكن أن تضع الحكومة الحالية نفسها في مواجهة مع مطالب الناس، فالبلاد تحتاج إلى حكومة إنقاذ استثنائية".
من جانبه، قال وزير الشئون الاجتماعية "المستقيل" ريشار قيومجيان إن قرار استقالة وزراء "القوات اللبنانية" تم اتخاذه اتساقا مع مواقف اللبنانيين ومصالحهم وقناعات الحزب، ودونما النظر للمكاسب أو الخسائر التي ستنعكس على حزب القوات اللبنانية.
وأضاف قيومجيان – في حديث له اليوم لإذاعة صوت لبنان – أن الأمور المعيشية في لبنان وصلت إلى وضع خطير، وأن الحكومة الحالية لا تستطيع القيام بعملية الإنقاذ المطلوبة ولا يمكن لها أن تظل في الحكم..متابعا القول: "البلد يحتاج إلى طبيب آخر وعلاج جديد".
وأشار إلى أن حزب القوات اللبنانية تبلورت لديه منذ قرابة شهرين قناعة بضرورة تشكيل حكومة اختصاصيين (تكنوقراط) تحظى بدعم القوى السياسية، مشددا على أن وزراء القوات اللبنانية لطالما كانوا ضد المساس بدخول المواطنين، وأن يتم الاستعاضة عن ذلك بإصلاحات مالية واقتصادية وإدارية جذرية في الدولة.
اقرأ أيضا..الصليب الأحمر اللبناني: 160 سيارة إسعاف استعدادا للاحتجاجات بيروت
وكان رئيس حزب القوات اللبنانية، قد أعلن مساء أمس - في ختام اجتماع لتكتل الجمهورية القوية (الكتلة النيابية للحزب) - عن اتخاذ قرار باستقالة جماعية لوزراء حزب القوات اللبنانية داخل الحكومة، على ضوء الأزمة السياسية الحادة التي يشهدها لبنان والاحتجاجات والتظاهرات الواسعة التي تعم البلاد.