بدأت اليوم أولى جلسات المحاكمة في القضية المعروفة إعلاميًا بـ "شهيد الشهامة" محمود البنا ابن مركز تلا بمحافظة المنوفية، والمتهم الرئيسي فيها محمد راجح ومعه ثلاثة من المشاركين له في ارتكاب الجريمة، حيث أنه دفع حياته من أجل الحفاظ على شرف فتاة ومنع التحرش بها فكانت نتيجة ذلك قتله بعدد من الطعنات وهو أمر شاذ خارج عن المألوف وجريمة تجمع بين التحرش والقتل وسط مجتمع مصري يغلب عليه التدين لذا قررت "أهل مصر" الرجوع لأساتذة الطب النفسي لتحليل شخصية المتهم "راجح" نفسيًا.
من جانبه أوضح الدكتور أحمد صلاح الدين، أخصائي الطب النفسي وعلاج الإدمان، ومدير وحدة الرجال المطورة بمستشفى العباسية للصحة النفسية، ونائب مدير المستشفى، أنه في البداية لا يمكن تحليل شخصية المتهم محمد راجح دون الجلوس معه ولكن وفقا لواقعة التحرش ومن ثم ارتكاب جريمة قتل بدم بارد فيمكن القول أن طبيعة شخصيته والأشخاص المشابهين له أن هناك شخصيات سيكولوجية أو تسمى ضد المجتمعية وهي شخصية راجح.
وأشار صلاح الدين في حديثه لـ "أهل مصر" إلى أن الشخصيات ضد المجتمعية في سن صغير كــ 10 سنوات تعمل على كسر القوانين وتحدي الكبار وتقوم بتصرفات خاطئة وتقوى على الأكثر ضعفا ولا تشعر بأي ندم، كل هذا في إطار الشخصية ضد المجتمعية، لافتا إلى أن محمد راجح من الواضح أن تربيته لم تكن على ما يرام، فإما كان كل شئ مباح له بدون قيود أو كان يتلقى عقاب قاسي ويتم تعنيفه بشكل يجعله ينفس غضبه على الآخرين الأكثر ضعفا.
اقرأ أيضًا.. محاكمة راجح.. لحظة وصول قاتل محمود البنا شهيد الشهامة بالمنوفية لمحكمة شبين الكوم (صور)
ونوه، أن شخصية راجح ترى أن من حقه الاعتداء على الفتيات والتحرش بهم بدون تلقي عقاب أو حساب ولكن عندما وجد محمود البنا – الله يرحمه– الذي تصدى له فبالنسبة لشخصيته وجد أنه تصرف غير مقبول وغير معتاد وقابل ذلك بما يعرف بالتصرفات الاندفاعية أي غير مقدر العواقب أو النتائج لما فعل حتى وإن كان يعرف جيدا أن استخدامه لـ "مطواة" يمكن أن تودي بحياة شخص ولكنه غير مقدر العواقب وغير مهتم بها فالمهم لديه أخذ حق يتصور أنه من حقه.
ولفت إلى أن هناك جزء مهم جدا في الموضوع هو الصورة الإعلامية وتأثير الأفلام والمسلسلات التي تعرض هذا النوع من تصور أخذ الحق بالقوة والذراع والسماح بالتحرش وارتكاب الجرائم وهو ما يجعل الصورة تصل وتترسخ في ذهن الشباب، فبالتالي يمكن تصور تصرف راجح من خلال 3 أمور رئيسية يمكن الاستناد إليها هي طبيعة شخصيته، والبيئة المحيطة، والنمط الإعلامي المقدم حاليا على الساحة للأطفال والشباب.
وأضاف أن كل هذا لا يمنع معاقبته باعتباره مراهق وسنه 18 عاما وغير متحمل المسئولية القانونية، موضحا أنه من الضروري أن يعاقب بشدة وبصرامة لإيصال رسالة ليس فقط لمن في نفس سنه ولكن أيضا للأهل الذين يتساهلون في تربية أبنائهم ورسالة للدراما وما تصدره من محتوى سلبي وخاطئ.
وفي النهاية تمنى لأهل محمود البنا شهيد الشهامة أن يلجأوا إلى شخص يمكنه تقديم المساعدة لهم للتخلص من الأزمة وتخطيها.