وزير الأوقاف: يجب أن نكون في سباق مع الزمن لمحاصرة العناصر الإرهابية

الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف

أكد الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، أنه في عالم اليوم برزت حرب جديدة هي حرب الغزو عن بعد، ولم يعد تشكل الجيوش في الحاضر كتشكيلها في الماضي، حيث كانت الجيوش في السابق تقسم على خمسة أقسام هي: المقدمة، والمؤخرة، والميمنة، والميسرة، والقلب، غير أن تشكيل الجيوش صار الآن مختلفًا، وصارت الحرب الفكرية والنفسية والمعلوماتية هي المقدمة الحقيقية التي تعمل بها الدول على هزيمة أعدائها نفسيًا، لتصبح فريسة سانحة وصيدًا سهلًا عند دوران عجلة الحرب العسكرية إن اضطرت إليها، ذلك أن أكثر الدول ترى أن إسقاط الدول من داخلها دون تدخل عسكري أقل كلفة بكثير من الحروب التقليدية.

وأضاف الوزير، أن لندوة التثقيفية الحادية والثلاثون للقوات المسلحة التي أقيمت بمناسبة الاحتفال بذكرى انتصارات أكتوبر 1973م تضمنت إشارة واضحة إلى هذه الحروب الحديثة.

وتابع الوزير، أن العمليات النفسية تعتبر إحدى الوسائل الرئيسية لحروب الجيل الرابع التي يستخدمها الإرهابيون في تحطيم الجبهة الداخلية والتشكيك في قدرات الدولة بشكل عام والقوات من الجيش والشرطة بشكلٍ خاصٍ، مستخدمين في ذلك مواقع التواصل الاجتماعي والفضائيات.

وأردف أن كثيرًا من الفضائيات التي تروج للشائعات والفكر المتطرف ممولة ومدعومة بإمكانيات ضخمة، وهو ما يدخل في إطار الإرهاب المعلوماتي، المتمثل في استخدام المواد المعلوماتية المتمثلة في شبكات المعلومات، وأجهزة الكمبيوتر، وشبكة الانترنت لأغراض التخويف أو الإرغام لأهداف سياسية، ويرتبط هذا الأسلوب إلى حد كبير بالمستوى المتقدم الذي أصبحت تكنولوجيا المعلومات تلعبه في كافة مجالات الحياة وكإحدى الوسائل الرئيسة لحروب الجيل الرابع، إضافة إلى استخدام وسائل العنف الإجرامي الأخرى.

وشدد على أن حيل الأعداء لإسقاط منطقتنا وإفشال دولها وكل ما يمكن أن يطلق عليه حروب الجيل الرابع، إلى ما يمكن أن نعتبره حالة خاصة صنعت لإنهاك منطقتنا فيما يمكن أن نطلق عليه حروب الجيل الخامس، وهي الحروب الأكثر قذارة في تاريخ الإنسانية، لاستخدامها كل الوسائل غير المشروعة من توظيف الإرهاب وتبني الإرهابيين ودعمهم تحت مسمى حربهم، وتعظيم أمر الخيانات، وشراء الولاءات، ومنهجة استخدام سلاح الشائعات، وتُوظف له الكتائب الإلكترونية، مع استخدام أقصى وسائل الحصار والضغط السياسي والاقتصادي والنفسي، والمحاولات المستميتة في إثارة الشعوب وتأليبها على حكامها، وتشويه الرموز والمكتسبات الوطنية، والتشكيك في كل الإنجازات والتهوين من أمرها، ومحاولة كسر إرادة الشعوب، والتشكيك في العلماء والمفكرين والمثقفين الوطنيين، ودعم مناوئيهم، وتوجيه رسائل التهديد المبطنة تارة والصريحة أخرى للمتمسكين بمبادئهم المخلصين لأوطانهم، بإبراز مصائر من لم يسر في الركب وينضم للمخطط الآثم، ويرفع راية التسليم ويركع ويُركَع من خلفه.

اقرا أيضًا.. "تنظيم الأسرة": نعمل على خفض نسبة المواليد لـ3.1 طفل لكل سيدة بنهاية 2020

وقال إن الخطر كل الخطر أن نقف موقف المتفرج أو المتردد، بل يجب أن نكون في سباق مع الزمن لمحاصرة هذه الكتائب الإلكترونية والعناصر الإرهابية على كل المستويات: الدينية، والثقافية، والإعلامية بكشف زيفها وزيغها وضلالها وإضلالها، وفسادها وإفسادها، وخيانتها وعمالتها، وخطرها على المجتمع بأسره.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً