على مقربة من الطريق المؤدي إلى الضفة الشرقية لنهر النيل بمحافظة المنيا يقع ضريح عبد الفتاح الناظر الذي عاد رفاته إلى محافظة المنيا بعد دفنه في القاهرة على مدار ربع قرن من الزمان، ويقصده المئات من أبناء الطرق الصوفية خاصة الرفاعية ومن أولياء الأمور طلبًا لتفوق أبنائهم في دراستهم، بضريحه الكائن بناحية زاوية سلطان.
معلم الأجيال، الناظر عبد الفتاح محمد قاسم الرفاعي الناظر، تقلد العديد من المناصب التعليمية بمحافظتي المنيا والفيوم حتى توفي في الثالث عشر من شهر مارس عام 1950 ودفن بالقاهرة إلا أنه عاد بمعجزات الرؤية للدفن بمدافن زاوية سلطان التابعة لمركز المنيا بعد 25 عامًا من دفنه بالقاهرة.
يقول محيي محمد عنتر، أحد أبناء الطريقة الرفاعية بمحافظة المنيا، الشيخ عبد الفتاح اسمه الحقيقي عبد الفتاح محمد قاسم "نسبًا" لأنه في الطريقة الرفاعية ألحق اسمه بالرفاعي وأخذ العهد من شيخه الشيخ أحمد بركات التلاوي الرفاعي فلقب بـ عبد الفتاح محمد قاسم الرفاعي، وأخذ اللقب الثاني لكونه ناظر العلوم بمدرسة زاوية سلطان الابتدائية والتي كانت تابعة للدائرة في الحقبة التاريخية التي عاش فيها محمد باشا سلطان وهدى شعراوي، موضحًا أنه عندما انضم للطريقة شاهد عبر اتصال إلهي شيخه أحمد بركات قبل أن يلتقي معه فعليا رغم كون الأخير يقطن بمركز ديرمواس جنوب المنيا.
واستكمل، إن الشيخ عبد الفتاح الناظر له عدد من الدواوين الشعرية تحدث في أول قصائده بديوانه الأول عن الرسول صلى الله عليه وسلم قائلا: "حبيب الله يا أحمد صفي الله يا دالي رفاعي وكنت مفتخرا أنا الزاوي أنا العالي"، موضحًا أن الشيخ عبد الفتاح انتقل للعمل بمحافظة الفيوم بعد ذلك بإحدى المدارس الابتدائية ثم توفاه الله في الثالث من مارس عام 1950 ودفن في جبانة باب النصر بالقاهرة، لافتًا إلى أن المنطقة التي وضعت بها الجبانة أراد عدد من الوزراء ومحافظ القاهرة إقامة أحد الكباري أو طريقًا ما يستوجب إزالة الجبانة، حينها جاء الشيخ عبد الفتاح الناظر في المنام لأحد أبناء الطريقة الرفاعية طالبًا نقله إلى زاوية سلطان وأخبرهم عن مكان تواجد رفاته في مدفنة بعينها داخل الجبانة بالقاهرة وبالفعل تم نقل رفاته إلى ضريحه بزاوية سلطان عقب مرور 25 سنة من تاريخ وفاته في السابع والعشرين من شهر ديسمبر عام 1975.
وأردف، أن هناك عدد من الأهالي يقصدون الشيخ عبد الفتاح الناظر يناجون المولى تبارك وتعالى من أمام ضريحه لتحقيق أمنياتهم، خاصة أولياء الأمور الذين يقصدون ضريح صاحب المقام طلبًا لتفوق أبنائهم في الدراسة.