تصدّر نبأ مقتل زعيم داعش، أبو بكر البغدادي، عناوين الصحف العالمية منذ وقت باكر من صباح اليوم، حيث أكّد مسئول في البنتاجون مقتله في غارة أمريكية شنتها القوات الخاصة الأمريكية على إدلب بسوريا، ومنذ أن أذاعت القناة الـ13 العبرية نبأ مقتل البغدادي، نشرت عدد من المواقع والصحف الإسرائيلية، عددا من التقارير الخاصة عن "أبو بكر البغدادي".
وذكر موقع "أرتوز شيفا"الإسرائيلي، تحت عنوان "عملية ناجحة وتاريخية" أنه وسط تقارير عن القضاء على زعيم داعش أبو بكر البغدادي، قال مسؤول رفيع المستوى في البنتاجون، لقناة الحرة الأمريكية، أن اختبارات الحمض النووي أكّدت اليوم الأحد، أن البغدادي قتل بالفعل، بحسب ماذكرته القناة الـ 13 العبرية.
الموقع الإسرائيلي
وأضاف الموقع أن العملية في شمال سوريا نُفّذت من قبل القوات الخاصة التابعة لسلاح البحرية الأمريكية بمساعدة وكالة الاستخبارات المركزية، والتي شاركت مع جهاز الأمن المحلي.
وفي غضون ذلك، قام قائد قوات الدفاع الذاتي بقوات سوريا الديموقراطية، مظلوم عبدي، بالتغريد على تويتر قائلًا: "العملية ناجحة وتاريخية بسبب عمل استخباراتي مشترك مع الولايات المتحدة الأمريكية".
وذكر الموقع أنه وفقًا للتقارير العراقية، فقد ساعدت شبكة إنتل العراقية للاتصالات في تحديد موقع البغدادي.
من ناحية أخرى، ذكر موقع "Ynet news.com" الإسرائيلي في تقرير بعنوان "داعش لن تموت مع البغدادي"، أن تنظيم داعش لن يموت بموت البغدادي، وأنه من المرجح أن يحقق زعيم التنظيم الإرهابي، مكانة أسطورية بين أتباعه، وفي حين أن موته سيكون بمثابة ضربة لمعنويات البعض في أجزاء معينة من العالم، فإن رسالته ستظل تلهم الكثيرين على القيام بالهجمات.
وأضاف التقرير أنه يجب توخي الحذر عندما يتعلق الأمر باغتيال زعيم تنظيم داعش، أبو بكر البغدادي، في غارة بقيادة الولايات المتحدة في سوريا، موضحًا أنه قد بُذلت محاولات عديدة للقضاء عليه منذ عام 2014، عندما تمكن التنظيم من السيطرة على ثلث الأراضي العراقية والكثير من الأراضي السورية، وأن آخر تلك المحاولات كانت في عام 2017، عندما أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها نجحت في القيام بذلك خلال هجوم مدمر في مقر تنظيم داعش في ذلك الوقت في مدينة الرقة السورية، والتي تبين فيما بعد أن هذه المزاعم مبالغ فيها إلى حد ما، بالنظر إلى أن عوض إبراهيم علي البدري، الاسم الحقيقي لزعيم داعش، ظهر في تسجيل أصدره يثبت أنه على قيد الحياة.
فلاديمير بوتين
كما تحدث التقرير عن النشاط الإرهابي للبغدادي، والهجمات الإرهابية التي قام بها التنظيم من سريلانكا عبر مالي إلى جنوب فرنسا، وأنه على الرغم من تعرضه لضربة شديدة عندما فقد جميع الأراضي في العراق وسوريا في عام 2017، إلا أنه مازال خطيرًا.
ووصف، التقرير أبو بكر البغدادي بأنه مختلف عن زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، حيث إنه على عكس بن لادن، لم يقدم البغدادي توجيهات استراتيجية لمنظمته فحسب، بل كان مشاركًا بعمق في عملياته اليومية، بينما في المقابل، فوّض بن لادن قبل مقتله عام 2011 الكثيرين من سلطته للقيادة المحلية لتنظيم القاعدة.
أيضًا، أشاد التقرير بنجاح الغارة الأمريكية، وأنها بمثابة "إصلاح" لأخطاء ترامب، وأن مقتل البغدادي يعد نجاحًا استثنائيًا للأميركيين وقدرتهم على جمع وتحليل معلومات استخبارية دقيقة وإنتاج عملية في قلب منطقة يسيطر عليها المتطرفون الماهرون، وهو نبأ "سار" لإسرائيل.
هاآرتس
وفي سياق متصل، ذكرت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية، في تقرير بعنوان "موت البغدادي نصر رمزي لكنه متأخر جدًا للأكراد"، أن توقيت مقتل زعيم داعش يفيد ترامب، لكن من غير المحتمل أن يعيق خطط الجماعة للهجمات الإرهابية، حيث جرت عملية قتل أبو بكر البغدادي، زعيم داعش، بعد أسابيع قليلة من مغادرة القوات الأمريكية لسوريا، تاركًا للأكراد مواجهة الغزو التركي لشمال سوريا وإحداث سلسلة من الأحداث التي أدت إلى هروب الآلاف من سجناء داعش، وإن هذا النصر الرمزي المهم يعطي ترامب ذخيرة مفيدة في مواجهته لكثير من النقاد.
وصرّح يورام شويتزر، الباحث المتخصص في الإرهاب في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، لصحيفة "هاآرتس" صباح اليوم، أن أهمية قتل البغدادي، على افتراض تأكيده، هو نصر رمزي بشكل أساسي، إذ أن الإنجاز الرئيسي للتحالف الدولي الذي يقاتل داعش قد تحقق بالفعل منذ ما يقرب من عامين.
وقال شويتزر إن داعش استعد في وقت مبكر لإيجاد خليفة للبغدادي، في ضوء العلم بأن الأميركيين كانوا يواصلون مطاردتهم له، مضيفًا أن المنظمة ستستمر في العمل، تحت قيادة جديدة، بالشكل الذي تبنته خلال العامين الماضيين.
وأضاف أن هناك خطرا آخر من داعش يأتي من أفراد تم تحديدهم مع المنظمة، بعضهم من قدامى المحاربين في المعارك في سوريا والعراق، والذين يعودون إلى ديارهم في أوروبا وأماكن أخرى في العالم، ولن تتوقف خططهم لتنفيذ المزيد من الهجمات بـ"قطع رأس" زعيم منظمتهم.
واختتم التقرير، بأنه من المتوقع أن يؤدي هروب الأكراد من الأتراك الذين غزوا شمال شرق سوريا إلى فقدان ما تبقى من الرقابة على مرافق الاحتجاز التي يحتجز فيها الآلاف من شخصيات داعش، كما أن مخيم اللاجئين مزدحم بعشرات الآلاف من الأشخاص، معظمهم من المدنيين، على صلة بتنظيم داعش، وهو ما سينجم عنه انهيار مراكز الاحتجاز في المناطق الكردية، والتي قد تفوق إلى حد كبير فائدة مقتل البغدادي.
جيروزاليم بوست
وفي تقرير بعنوان "هجوم بين عشية وضحاها يقتل البغدادي ويثير العديد من الأسئلة" ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، أن الغارة الأمريكية التي قتلت زعيم داعش أبو بكر البغدادي، أثارت العديد من التساؤلات، مثل: هل يمكن أن تكون هذه لحظة قتل بن لادن لكن لترامب؟.. غارة ليلية.. طائرات الهليكوبتر.. القوات الخاصة. هدف إرهابي عالي القيمة.. مخاوف بشأن التعرف عليه، كل هذا كان على قائمة التحديات التي تواجه مخططي غارة بن لادن في عام 2011، وفي صباح يوم الأحد، كانت مجموعة أخرى من الأمريكيين تستهدف زعيم داعش أبو بكر البغدادي، والتي كان عليها أن تمر بنفس مجموعة العقبات المعقدة أمام قتل المتطرف الملتحي المختبئ في محافظة إدلب قرب الحدود التركية.
وأثارت الصحيفة العديد من التساؤلات حول تلك الغارة مثل، لما ذهب البغدادي إلى إدلب؟، وهل كان الأمر يشبه ما فعله بن لادن، حينما ذهب إلى باكستان للاسترخاء بعد 11 سبتمبر؟ وماذا حدث لجثة البغدادي أم ماذا بقي منها؟ وماذا عرفت تركيا؟
وقد وصفت الصحيفة هذا السؤال بأنه الأهم والأكثر إثارة للاهتمام لأنه إذا علم ترامب بالعملية لمدة أسبوع تقريبًا، فإن هذا يعني أنه عندما ذهب وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو ونائب الرئيس مايك بينس إلى تركيا في 17 أكتوبر، فقد يكونا قد علما بذلك من تركيا.
وهل يمكن أن يكون هناك قرار بتبادل المعلومات الاستخباراتية مع واشنطن كجزء من إظهار الولايات المتحدة أن تركيا تهتم بمحاربة داعش، لتخفيف الغضب الأمريكي من غزو تركيا لسوريا في 9 أكتوبر؟ لماذا ظهر البغدادي فجأة في خضم هذه الأزمة، عندما بدا أن داعش كان على وشك العودة للحياة بعد أن أعلنت الولايات المتحدة أنها ستنسحب من أجزاء من سوريا؟
هل علم مبعوث ترامب المناهض لداعش جيمس جيفري، الذي تحدث إلى مجلس الشيوخ في 22 أكتوبر عن سوريا، عن الغارة القادمة؟ أم كان الجميع في الظلام؟ وكيف يمكن لطائرات الهليكوبتر الأمريكية أن تعمل بالقرب من حدود تركيا ولا تشعل الدفاع الجوي التركي، ما لم تكن تركيا في الحلقة؟ هل طارت المروحيات من قاعدة أنجرليك أم من قاعدة أخرى؟
وقالت الصحيفة إن هناك الكثير من الأسئلة حول الغارة، لكنها قد تؤدي أيضًا إلى تساؤلات حول انسحاب أمريكا من سوريا وسياساتها خلال الأسابيع القليلة الماضية، والتي وصفتها الصحيفة بأنها كانت خاطئة.