اشتهرت محافظة الغربية على مر التاريخ بكونها معقل الفنون والآداب بالدلتا، حيث ضمت بين جنباتها أول متحف عرفه أهل الدلتا منذ عشرينات القرن الماضى، وأيضا مسرح طنطا، الذى تحول إلى مركز ثقافى لنشر العلم والثقافة، ومسرح 23 يوليو بقلب مدينة المحلة الكبرى، منذ الخمسينات، والذي شهد العديد من العروض المسرحية لفرق عدة، وزاره الرئيس السادات، فى ذكرى الثورة التي سمى باسمها.
ذلك المجد الذي شهده المسرح بدأ تدريجيا فى الاختفاء، ليتحول لأطلال، ويقول المخرج "سيد الحسينى" ابن مدينة المحلة الكبرى: فى فترة شبابي في مطلع السبعينات كنا نجتمع بمسرح 23 يوليو لنتدرب على روايات امثال "عطيل، كليوباترا"، حتى إننا ألفنا مسرحيات خاصة بنا وصممنا ملابسها واستعراضاتها، ولاقت استحسان الكثيرين، وخاصة من البسطاء، حيث كان المسرح منهم وإليهم.
وأضاف "الحسيني" كانت السينما مسيطرة وقت النكسة وحرب الاستنزاف وأكتوبر، ولكن المسرح مثل دورا هاما فى حياة الكثيرين، حتى إن بعض الأطفال والمراهقين، كانوا يدخلون من جانب الستارة لمشاهدة العروض، ومنهم من وقف على خشبة ذلك المسرح فيما بعد، إلا أن الفن بدأ يهجره رويدا رويدا حتى تحول لخرائب تسكنها الفئران ويعشش فيها العنكبوت.
اقرأ أيضا: مسرح طنطا يعلن عن فعاليات تثقيفية للأطفال بالمجان
وتابع "الحسينى": حاولنا إعادة إعماره أكثر من مرة لكننا فشلنا لحاجته لمبالغ باهظة، حتى فوجئت بحملة من شباب رجال الأعمال ومؤسسات المجتمع المدني بمدينة المحلة الكبري، يطلقون مبادرة وطنية تحت عنوان "شباب بيحب بلده" للمشاركة في إعادة تشغيل مسرح 23 يوليو.
يقول محمد الشامي" أحد الشباب المشاركين فى إحياء المسرح: أطلقت تلك الحملة منذ 10 أشهر، عبر مشاركة مجموعة "شباب بيحب بلده"، في الدعم بمبالغ مالية تتراوح ما بين "5-10 مليون جنيه" لإنفاقها على ترميم مبنى المسرح المهجور، وإجراء أعمال التوسعة داخل المسرح وتوفير غرف إضافية لاستغلالها في الأنشطة الثقافية والإبداعية من أجل مواجهة أفكار الإرهاب، تنفيذا لتوجيهات عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، بتفعيل دور مؤسسات المجتمع المدني ورجال الأعمال في دعم مؤسسات الدولة خلال الآونة الأخيرة.
قال دكتور محمود شحاتة عضو مجلس النواب عن دائرة بندر المحلة: "الحمد لله ربنا وفقني انا وزملائي من شباب في توفير مبالغ مالية تزيد عن 7 مليون جنيه، وبدأنا رحلة تطوير مسرح 23 يوليو بعدما طول غياب إغلاق لأكثر من 5 عقود متواصلة لإنقاذه من سراب الأشباح والنهوض بمحتوياته شبه المدمرة والمهجورة منذ إنشائها في عهد مجلس قيادة الثورة".
وأضاف أنه سعى جاهدا للتنسيق بين ديوان المحافظة من جهة ووزارة الثقافة من جهة أخرى، من أجل إعادة تشغيله مرة أخرى خلال الأيام المقبلة.