سادت أجواء احتفالية بين المتظاهرين في مناطق عدة في لبنان، اليوم الثلاثاء، فور سماعهم قرار رئيس الحكومة سعد الحريري بتقديم استقالته، لكن لا يزال سقف الحراك الشعبي عاليا مستهدفا الطبقة السياسية بأكملها.
ورصدت فضائية "سكاي نيوز عربية" احتفالات بين المتظاهرين في منطقة جسر "الرينغ"، وسط بيروت، بعد إعلان الحريري، حيث لوحوا بالأعلام واستمعوا لقرع الطبول وعلت الابتسامات وجوههم.
وتبدو هذه الأجواء مغايرة تماما قبل ساعات، عندما هاجم أنصار ميليشيات حزب الله وحركة أمل المتظاهرين هناك وأصابوا عددا منهم بجروح، قبل أن يتدخل الجيش اللبناني.
واكتفى متظاهر بجملة "good news (أخبار جيدة)" تعليقا على استقالة الحريري. وقال آخر "حققنا أول خطوة. وطريق الألف ميل يبدأ بخطوة.. نحن فرحين بهذه الخطوة".
وكانت الابتسامة طاغية على وجه امرأة كانت تحمل العلم اللبناني، وقالت إن الاستقالة "بداية لشي كتير حلو".
وكان الحريري أعلن في كلمة مقتضبة أنه سيقدم استقالة حكومته إلى الرئيس اللبناني، ميشال عون، استجابة لطلب المحتجين الذين خرجوا إلى شوارع البلاد منذ 13 يوما.
وقبيل كلمة الحريري، هاجم أنصار ميليشيات حزب الله وحركة أمل المتظاهرين في وسط بيروت، بالعصي والحجارة، وأحرقوا خيامهم. واستدعى الأمر تدخل قوات الأمن للفصل بين المتظاهرين والعناصر الحزبية.
وأفادت مراسلة "سكاي نيوز عربية" في بيروت بوقوع جرحى بين المتظاهرين، من جراء اعتداء العناصر الحزبية، بعضهم في منطقة جسر "الرينغ".
"كلن يعني كلن"
وفي مدينة طرابلس شمالي لبنان كانت هناك احتفالات مماثلة، حيث صدحت مبكرات الصوت بالأغاني الوطنية.
وقال متظاهر لـ"سكاي نيوز عربية " المطلب الأول تحقق، لكن هناك مطالب أخرى يجب أن تتحقق".
واعتبر رجل خمسيني أن الاستقالة كانت أمرا منتظرا، وأضاف "نرفع للحريري القبعة على القرار، كسر ما يبدو أنها خطوط حمراء رسمت له".
وشدد متظاهر ثالث على أن مطالب المتظاهرين هي إسقاط كل النظام وليس الحكومة فحسب، مكررا شعار "كلن يعني كلن".
ورفع شعار "كلن يعني كلن"، مع اندلاع الاحتجاجات في وقت سابق من أكتوبر الجاري، ويطالب برحيل كل الطبقة السياسية المتهمة بالفساد.
وتفجرت في الـ17 من أكتوبر الجاري، موجة احتجاجات غير مسبوقة في لبنان، بعدما أعلنت حكومة الحريري نيتها فرض ضرائب على مكالمات تطبيق التواصل الفوري، "واتساب"، لسد العجز المزمن في الميزانية.
اقرأ أيضاً: "الحريري" يصل قصر بعبدا لتقديم استقالته للرئيس اللبناني
وسرعان ما تحولت الاحتجاجات ضد حكومة الحريري والطبقة السياسية الحاكمة في البلاد، فطالب المتظاهرون بإسقاط حكومة الحريري، التي يقولون إنها فشلت في معالجة التدهور الاقتصادي الخطير في البلاد.