امتلأت قاعات فندق ريتز كارلتون الفارهة بالرياض اليوم الثلاثاء مع حضور صفوة القطاع المالي مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار الذي تنظمه السعودية لمغازلة المستثمرين العالميين.
وقالت السعودية إنها وقعت أكثر من 20 اتفاقا استثماريا قيمتها 15 مليار دولار، أغلبها في قطاع التصنيع، مع سعي المملكة لإظهار أن خطة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لتنويع موارد الاقتصاد تمضي قدما بعد تقدم محدود منذ النسخة الأولى من المنتدى في 2017.
كان اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي ألقى بظلاله على نسخة العام الماضي، إذ قاطع العشرات من القادة الغربيين والمسؤولين التنفيذيين المناسبة.
لكن يوم الثلاثاء، كان رؤساء إتش.إس.بي.سي وبلاكستون وكولوني كابيتال وإيفركور ضمن الحضور في الفندق الفاخر الذي كان قبل أقل من 24 شهرا أحد مراكز الاحتجاز لأكثر من 200 من رجال الأعمال والوزراء والأمراء في خضم حملة على الفساد.
وأرسلت الولايات المتحدة وفدا كبيرا هذا العام ضم وزيري الطاقة والخزانة والمستشار الكبير بالبيت الأبيض جاريد كوشنر الذي يلقي كلمة يوم الثلاثاء بالإضافة إلى رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي ويشارك أيضا الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو في المناسبة التي تستمر من 29 إلى 31 أكتوبر تشرين الثاني، وكذلك رئيس البنك الدولي.
وفي 2016، أطلق الأمير محمد خطة لتحويل اقتصاد أكبر مصدر للنفط الخام في العالم والحد من اعتماده على النفط من خلال إقامة صناعات جديدة في غير مجال الطاقة لكن شركة النفط الوطنية العملاقة أرامكو تظل أكبر عامل جذب للمستثمرين التواقين لأنباء جديدة عن طرحها العام الأولي الذي شهد عدة بدايات كاذبة.
إغراء أرامكو
قال ثلاثة أشخاص على اطلاع مباشر إن الرئيس التنفيذي لأرامكو أمين الناصر غاب عن المؤتمر لعقد اجتماعات مع مستثمرين في الخارج لتأمين القيام بالطرح العام الأولي المحلي المزمع في الثالث من نوفمبر تشرين الثاني.
وقد يصبح هذا أضخم إدراج في التاريخ إذا تحقق هدف تقييم الشركة عند تريليوني دولار الذي يسعى إليه ولي العهد.
قال كيريل ديميترييف رئيس صندوق الاستثمار المباشر الروسي على هامش المؤتمر ”هناك عدة صناديق تقاعد روسية مهتمة بالاستثمار في الطرح الأولي لأرامكو وتلقينا أيضا مؤشرات من صندوقنا الروسي-الصيني بأن بعض مؤسسات الاستثمار الصينية الكبيرة مهتمة بطرح أرامكو“.
وبالإضافة إلى الاتفاقات التي أعلنت يوم الثلاثاء، والتي تشمل اتفاق اتفاق استثمار بقيمة 120 مليون دولار بين الهيئة العامة للاستثمار السعودية وشركة تصنيع الأغذية البرازيلية بي.آر.إف، تضمنت اتفاقات أخرى مذكرة تفاهم بين سامسونج ومنتجع القدية السعودي للترفيه.
وقال أحد الحضور، طالبا عدم ذكر اسمه، إنه رغم أن المؤتمر اجتذب مزيدا من المشاركين هذا العام فإن ”التحدي هو أن نرى ما إذا كان الناس سيواصلون القدوم بعد ذلك، لاسيما بعد إتمام صفقة أرامكو.“
روبوتات وإصلاحات
يخشى بعض المستثمرين الأجانب من استثمار الأموال في السعودية بسبب سجلها في مجال حقوق الإنسان والجدوى الاقتصادية لبعض المشروعات، لكن الحضور يوم الثلاثاء قالوا إن عدد المشاركين مثير للإعجاب ويبرز أثر إصلاحات تحرير أكبر اقتصاد عربي.
وأشاد كوشنر ومودي ببرنامج الإصلاح السعودي خلال جلستين حضرهما الأمير محمد الذي لم يلقي كلمة أمام المؤتمر بعد.
وحث كوشنر القادة على اتخاذ قرارات صعبة لجذب الاستثمارات، مشيرا إلى الشق الاقتصادي من خطة أمريكية لإحلال السلام في الشرق الأوسط لم يُكشف عن شقها السياسي بعد.
وقال خلال جلسة حوارية ”لو كانت الأشياء سهلة وواضحة، لكانت تمت منذ أمد بعيد.“
وقال العاهل الأردني الملك عبد الله في كلمة إن الاستثمار في الشرق الأوسط ”فرصة تجارية جيدة“ ستمكن لجيل جديد.
وفي تدعيم لمبدأ التكنولوجيا بالمؤتمر، حيا الروبوت بيبر ذو البنية البشرية الخاص بشركة سوفت بنك الحضور في الريتز كارلتون، بينما كان روبوت بوسطن ديناميكس المصمم على شكل كلب معروضا أيضا إضافة إلى مقصورة للعرض التفاعلي ثلاثي الأبعاد لأنشطة سياحية مزمعة للسعوديين في البحر الأحمر.
وقررت بعض السعوديات عدم ارتداء العباءة التقليدية السوداء هذا العام، مما يلقي الضوء على تغييرات اجتماعية يشرف عليها ولي العهد في إطار مساعي انفتاح المملكة ذات التوجه المحافظ.
وقالت المليارديرة السعودية وسيدة الأعمال لبنى العليان ”سرعة التغيير استثنائية مازال أمامنا طريق لنقطعه ولكننا حققنا تحسنا هائلا وكان السماح للنساء بالعمل في أي مجال رائعا.“