عادت قضية الوجود الشيعي في مصر إلى الواجهة مجددًا، بعد إقامة دعوى قضائية، تطالب بغلق المواقع والقنوات التي تروج لفكره، معتبرة وجود مثل هذه الأدوات تهديدًا للسلم الاجتماعي والأمن القومي، فضلًا عن خطورتها على الهوية المصرية، فالدعوى التي أقامها سمير صبري المحامي، أمام محكمة القضاء الإداري في مجلس الدولة، حذرت من خطورة هذه المواقع، قبل أن يتم تأجيلها، لجلسة 8 ديسمبر المقبل، وكان قد طالب من خلالها بإغلاق ووقف بث المواقع والقنوات الشيعية بصفة عامة، وموقع "النفيس" بصفة خاصة، كما اختصم رئيس الوزراء وآخرين، وطالبت بإصدار حكم قضائي بإغلاق ووقف بث جميع المواقع الشيعية بصفة عامة، وبينها موقع النفيس.
وفي هذا السياق، قال وليد منصور الباحث في مركز دراسات الشرق الأوسط، إن التواجد الشيعي في مصر يمثل خطرًا كبيرًا على الأمن القومي، مشيرًا إلى أن إيران تعتمد على مثل هذه العناصر، لاختراق الدول وتهديد استقرارها.
وتابع في تصريحات خاصة، لـ «أهل مصر»، أن هناك 4 دول عربية مخترقة من إيران جراء استخدام مواطنيها عن طريق اعتناقهم للمذهب الشيعي، حيث تتوغل إيران من خلالهم في مفاصل الدول، وتتمكن من التحكم فيها، مثلما يحدث في لبنان والعراق واليمن وسوريا.
ولفت إلى أن التواجد الشيعي كان محدودًا جدًا في بدايته في الجنوب اللبناني بقيادة موسى الصدر، ثم ما لبث أن تعاظم خلال مدة بسيطة، حتى بات يُخضع الدولة كلها ويتحكم في مصيرها، مشيرًا إلى أن أكثر عامل ساهم في ظهور الاحتجاجات التي يشهدها لبنان حاليًا، هو الدور المتعاظم للشيعة في السلطة وإدارة البلاد.
وأوضح أنه على نفس الوتيرة، تقوم إيران بتمويل الشيعة في مصر بشكل غير مباشر، من خلال العراق لتحقيق مطامعها وأهدافها، مشيرًا إلى وجود أحكام قضائية في هذا الصدد، كذلك استقبال قراء وشيوخ مصريين على أراضيها بغرض الترويج لمذهبها وتقريب الناس إليه.
وأكد أنه يؤيد بشدة الدعوى المقامة ضد المواقع الشيعية والأدوار التي يقوم بها المصريون الشيعة في هذا الصدد، لأن إيران تسعى إلى تحقيق أهدافها باستخدام المصريين أنفسهم، مثل ما فعلت في اليمن ولبنان وسوريا.
وذكر أن عدد الشيعة في مصر محدود جدًا، بفضل الدور الذي يقوم به الأزهر الشريف، مشددًا على أن جميع المسلمين في مصر على المذهب السني.
بدوره، استنكر الدكتور سامح الجارحي المتخصص في الشأن الإيراني والتركي بجامعة القاهرة، الممارسات التي تقوم بها هذه المواقع، موضحًا أنها تعمد إلى إثارة الفتن ونشر ممارسات تخالف تعاليم الدين الإسلامي.
وقال في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، إنه ليس ضد المذهب الشيعي، أو ضد حرية الإعلام لكنه يرفض استخدام أي وسيلة لتحقيق أغراض غير مشروعة، خاصة أن هذه المواقع على تواصل مع شبكات إعلامية شيعية بالخارج، وعلى اتصال بالمرجعيات العراقية والميليشيات المسلحة في كل من اليمن ولبنان.
وذكر أن ما تبثه هذه المواقع، عبارة عن سموم وشرور، ورسائل غير منضبطة، تهدد الأمن القومي ليس في مصر وحدها، ولكن في الوطن العربي كله، معربًا عن اندهاشه من إعادة فتحها في مصر، بعد غلقها أكثر من مرة.
وقال إن المواقع الشيعية، لها تواجد بمصر منذ أكثر من 10 سنوات، ومنها ما أغُلق بالفعل، إلا أن الغريب هو عودتها للعمل مجددًا، مشددًا على أن أكثر من 90% من هذه المواقع غير مرخص.
وأكد أنه لا يرفض تواجدها حال التزمت بمواثيق العمل الإعلامي، وتوقفت عن إثارة الفتن وبث السموم، أما إذا واصلت نهجها المدمر فإنه أول شخص في مصر يطالب بغلقها.