شهدت مصر خلال الفترة الماضية موجة من الطقس السيئ، مما تسبب ذلك في غرق الشوارع وإغلاق طرق رئيسية وشلل في الحركة المرورية وتوقف حركة السيارات لساعات طويلة وسقوط ضحايا وتحذيرات حكومية للمواطنين بعدم الخروج إلا في حالة الضرورة القصوى، ورغم أن وزارة التنمية المحلية والمحافظات أعلنت استعداداتها الكاملة لاستقبال موسم الشتاء والأمطار وتجهيز البالوعات والأعمدة وغيرها، فهناك 14 ضحية سقطت خلال الأيام الماضية بسبب موجة الطقس التي ضربت البلاد لمدة أسبوع، وتنوعت الأسباب ما بين صعق كهربائي بسبب أعمدة الإنارة المكشوفة في الشوارع والغرق والتزحلق أثناء نزوح مياه الأمطار، فالأمطار والسحب الرعدية والسيول والبنية التحتية خالفت توقعات وتجهيزات الحكومة والضحية «المواطن».
وفي هذه السياق، صرح الدكتور حمدي عرفة، خبير التنمية المحلية، لـ «أهل مصر» أن وزارة التنمية المحلية ليست لها صلاحيات أو سلطة على أي محافظ أو يتم تقييد سلطاتها وليست لديها السلطة الكاملة على السيطرة على المحليات.
وأرجع عرفة، سبب تراكم الأمطار وغرق الشوارع هو عدم وجود شبكة تصريف لمياه أمطار في محافظات مصر بالكامل، مؤكدًا أن مصر بحاجة لـ 130 مليار جنيه لإنشاء تلك الشبكات، مؤكدا أنه في حالة عدم قدرة الحكومة على ذلك فمن الأفضل الشراكة مع القطاع الخاص أو منظمات المجتمع المدني، و أن السبب الأول والأخير في غرق الشوارع وغلق الأنفاق والشلل في حركة المرور هو عدم تسليك بالوعات الأمطار و»النياشين« وهي موجود تحت البالوعة مباشرة وتسير بها المياه، والدليل على عدم مراجعة ونظافة البالوعات هو عدم حدوث تلك الأزمة العام الماضي، وتوقع عرفة أن الحكومة تعلمت الدرس جيدًا وبدأت في تنظيف البالوعات بمهنية أكثر مما سبق.
وأيده الرأي عرفة، قائلًا: "لابد من تسليك النياشين جيدًا والاهتمام بعمال شبكات الصرف الصحي لأن رواتبهم وتأميناتهم ومعاشاتهم ضعيفة جدًا فهناك أكثر من 42 ألف عامل لا يتجاوز الراتب الألف جنيه لذا لابد الاهتمام بتلك الفئة وتقديم الدعم لهم لأن وظيفتهم مهمة ورئيسية وتقاعسهم عن العمل يتسبب في كوارث"، وفي القرى، يرى عرفة أن سيارات شفط المياه في الوحدات المحلية القروية عددها لا يتخطى الـ4% مقارنة بنسبة كفاءة الأمطار التي تشهدها مصر.
المناطق الشعبية VS المدن الجديدة
"البنية التحتية واحدة في المناطق الشعبية والمدن الجديدة ولكن السبب وراء غرق المناطق الجديدة كالعبور وأكتوبر ومصر الجديدة هي أن الشوارع واسعة وجود أنفاق كثيرة في تلك المناطق" وفقًا لما صرح به حمدي عرفة.
وتابع عرفة أن المناطق الشعبية مأهولة بالسكان والعقارات وشوارع ضيقة ولا يوجد بها أنفاق كثيرة لذا لم يشعر قطانيها بالأمطار فأغلبها تكونت فوق أسطح المنازل".
المناطق المتضررة في شتاء 2020
تنقسم المناطق المتضررة بمحافظات مصر في شتاء 2020 على مرحلتين، الأكثر تضررًا والمتضررة، فالأكثر تضررًا المناطق الساحلية والجبلية كمحافظة البحر الأحمر ومدن القناة وجنوب ووسط وشمال سيناء ومرسى مطروح والإسكندرية وأسوان، والمناطق المتضررة هي محافظات القاهرة الكبرى "القاهرة، الجيزة والقليوبية".
التغيرات المناخية
رصدت« أهل مصر» آراء خبراء من هيئة الأرصاد الجوية المصرية عن تأثير التغيرات المناخية على ارتفاع درجات الحرارة والموجة الحارة، فمنهم من يرى أنه من الطبيعي أن يحدث اضطرابات في بعض الأحياء، ومنهم من يرى أن ظاهرة الاحتباس الحراري ومشتقات البترول وتلوث البيئة هم عامل أساسي في التغيرات المناخية التي طرأت على البلاد، وصرح الدكتور إبراهيم عطا، المتحدث الرسمي لهيئة الأرصاد الجوية، أن ما شهدته مصر خلال الفترة الماضية من تقلبات جوية هو وجود منخفض جوي في طبقات الجو العليا مما يؤدي إلى تبريد كتل هوائية منبعثة من سطح الأرض المليء ببخار ماء لذا تتكون السحب الرعدية الممطرة وأيضًا السحب المنخفضة.
وأما عن مدى تأثير المنخفض الجوي، أكد عطا لـ«أهل مصر» هو نشاط رياح شديدة وأمطار غزيرة ورعدية تكاثر السحب المنخفضة والمتوسطة وسيول على المناطق الجبلية وسط سيناء.
وأرجع الدكتور أحمد عبد العال، رئيس هيئة الأرصاد الجوية السابق، أن سبب التغيرات المناخية والموجة الحارة أو الباردة التي تضرب البلاد لفترة زمنية مؤقتة، هو تدخل العنصر البشري في الطبيعة وإدخال عناصر تسبب في ضرر وثقب طبقة الأوزون وظاهرة الاحتباس الحراري، وهي مشتقات البترول والأدخنة الصاعدة من العربات والأتوبيسات وغيرها.
" هناك دراسة جادة وحقيقية لوصف طقس مصر"، هكذا علق الدكتور محمود شاهين، مدير إدارة التحاليل بالهيئة العامة للأرصاد الجوية، على فكرة " وصف مناخ مصر"، خاصة وأن هناك تغيرات مناخية طرأت على البلاد ويعاني منها العالم، وتسبب في إضرار كثيرة.
وأكد محمود شاهين، لـ"أهل مصر" أن هناك فريق متنوع وشامل من وزارة لتربية والتعليم والأرصاد والفلك لدراسة الوصف المناسب لمناخ مصر.