يقدم فيلم بين بحرين قصة ثلاثة نساء تختلف مشكلاتهن ولكن تجمعهن المعاناة، الفيلم المقرر طرحه يوم 16 أكتوبر في دور العرض، يتميز عن معظم الأفلام التي ناقشت قضايا المرأة من قبل بكونه لم يكتفي بعرض المِحن التي تمر بها النساء في البيئات المنغلقة بل قدم الحلول التي تنصر المرأة في مواجهة الجهل والخوف والشعور بعدم الكفائة الذي يتم تربيتها عليه فقط لكونها امرأة.
ويتعرض الفيلم للقمع الذي تمارسه النساء على بعضهن البعض المتجسد في شخصيات الأمهات اللاتي جسدت إحداهن الفنانة عارفة عبد الرسول التي كان لها تأثير كبيرفي ضياع حقوق بناتها التي كان طموح أصغرهن أنها "هبقى على ذمة راجل وأمك مش هتزعقلي"، ثم يحين دور حفيدتها هي الأخرى التي لم تسلم منها.
يطرح الفيلم السؤال المبطن الذي يردده الأهل على صغيراتهم: إما الزواج المبكر أو الختان.
إذ نجد شخصية زهرة تعاني من سلطة أمها عليها في حرمانها من دراستها وتزويجها مبكراً؛ وشكوتها المستمرة من جفاء مشاعرها وقلة حنيتها التي لا تشبة بقية الأمهات. وقد عالج الفيلم هذه الإشكالية _أو العُقدة إن جاز التعبير_ برغبة زهرة الشديدة في استكمال تعليم إبنتها شهد وعدم التسرع في تزويجها كما حدث معها، بل وتطرق الفيلم إلي اصرار زهرة نفسها علي إستكمال تعليمها.
كما يقدم الصورة النمطية لقمع المرأة وإستضعافها وتلخيص دورها كخادمة، الذي يتجسد في سمية التي تعاني من ضرب زوجها لها، جنباً إلى جنب مع تربيتها على فكرة الإعتماد على الرجل في تأمين حياة كريمة لها؛ سواء كان ذلك الرجل أخوها أو زوجها، فإذا تخاذل عن أداء الدور الذي تعوّل عليه فيه أهانت كرامتها واستباحت لنفسها أن تكون خادمة لأهل زوجها.
تغلب الفيلم على هذا النمط بإظهار دور الجمعيات التي يشكل وجودها ضرورة في المناطق العشوائية لتتولى تعليم وتشغيل هذا النوع من النساء.
قلة التعليم ليست السبب وحدها وإنما هو موروث وتقليد.
يظهر لنا الفيلم جانب آخر من تقاليد هذا النوع من المجتمعات المنغلقة التي لا يكون الجهل هو العامل الوحيد لإستضعافها النساء؛ فعلي الرغم من المكانة العلمية التى وصلت لها الدكتورة منى إلا أن المجتمع ينتقص من قيمتها بسبب تأخر زواجها فهكذا تكون الفرحة بها غير مكتملة، وهكذا أيضاً يرى "العريس المستقبلي" أنه لا فائدة من عملها بالرغم من حصوله على تعليم عالي هو الآخر؛ لأنه معتقد أن: "اللي زيك يقعد معزز مكرم في البيت ويجيله اللي يخدم عليه"، ولكن إصرارها على إتمام مناقشة الماجستر أجبر الجميع على إحترام قراراتها، فنجد الفيلم لا يرسم يوتوبيا ولا يضيّق الآمال وأنما عالج مشاكل واقعية بحلول أكثر واقعية.