نجحت انتفاضة اللبنانيين في إسقاط الحكومة اللبنانية بعد ضغط مستمر، دام لأكثر من أسبوعين فشلت خلالها القوى السياسية المنضوية في الحكومة الوطنية من الصمود، أمام تحركات الشارع المطلبية التي فاجئت بتنحي الحريري عن كرسي رئاسة الحكومة، بالرغم من الضغوطات المختلفة المطالبة بصموده بوجه شعبه.
بعد تقدم الشارع اللبناني خطوة أولى وتحقيق نصر معنوي وسياسي على السلطة القائمة، بالرغم من كل الممارسات من قبل أنصار السلطة، دخل لبنان في مرحلة "استراحة المنتفضين ودولة معا"، فالشارع يسترح ويجمع قواه التي استهلكها خلال 13 يوما من الاحتجاج المتواصل، مقابل عودة الدولة إلى أعمالها عبر فتح المؤسسات والمرافق العامة والمصارف بعد شلل تام خلال الأحداث الأخيرة.
على المستوى السياسي، دخل لبنان مرحلة "التأليف الحكومي" التي لطالما اعتبرت من أصعب المراحل وأطولها على اللبنانيين نتيجة تعقيدات السياسة اللبنانية وتفاصيلها التي حتى بعض اللبنانيين عاجز عن فك شفراتها وزواريبها المعقدة. لكن الاختلاف الوحيد الذي يطغى اليوم على مرحلة التأليف والتشكيل دخول عنصر الشارع والمنتفضين إلى حلبة الصراع السياسي ستحاول كل الأطراف الموجودة ركب موجتها لتحسين شروطه في المفاوضات الحاصلة.
اقرأ ايضا .. قوات تركية وروسية تبدأ دوريات مشتركة بشمال سوريا
أما بشأن التأليف الحكومي، تتداول في الأوساط اللبنانية أن ما قبل استقالة الحريري ليس كما بعده خصوصا في تفاصيل عقد التحافلات بين الأطراف السياسية المختلفة، وبحسب المصادر فإن هناك 3 مسارات مختلفة للتشكيل والتأليف الحكومي.