يزعم بعض خطباء المساجد كما يكرر بعض المسلمين مزاعم حول أن الملائكة تلعن المسلم الجنب حتى يتطهر من الجنابة وأن تحت كل شعرة من جسد الجنب شيطان، فهل يصح شرعا أو عقلا أن تلعن الملائكة المسلم في حالة الجنابة؟ وهل اللعن في مثل هذه الحالة الطبيعية التي يمر بها كل إنسان يجوز شرعا؟ وهل هناك نصوص شرعية تنفي أو تثبت ذلك؟ ثم هل التطهر من الجنابة يكون على الفور أو على التراخي؟ حول هذه الأسئلة يقول الأستاذ الدكتور شوقي إبراهيم علام، مفتي الديار المصرية، إنه لم يرد عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن الملائكة تلعن الجنب في كل خطوة يخطوها، أو أنها تلعنه حتى يغتسل، ولا أن كل شعرة من الجنب تحتها شيطان، وإنما الوارد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن ملائكة الرحمة لا تقرب الجنب حتى يغتسل أو يتوضأ، روى أبو داود في "سننه" عن عمار بن ياسر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: " ثلاثة لا تقربهم الملائكة: جيفة الكافر، والمتضمخ بالخلوق، والجنب إلا أن يتوضأ".
هل تلعن الملائكة المسلم الجنب وهل تحت كل شعرة في جسده شيطان؟
كما ذهب فضيلته إلى أن غسل الجنابة يجب على التراخي لا على الفور، وإنما استحب بعض الفقهاء عدم تأخيره؛ لما يخشى من أثر تأخيره على النفس بكثرة الوساوس، وأنه لا يجب غسل الجنابة على الفور، إلا لإدراك وقت الصلاة؛ وأنه لم يصح شيء مما درج بين العوام من أن الملائكة تلعن الجنب في كل خطوة، أو أنها تلعنه حتى يغتسل، أو أن كل شعرة فيه تحتها شيطان، ولا تجوز روايته عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وإنما يستحب للجنب إذا أراد معاودة الجماع أو الطعام أو النوم أن يتوضأ.