أعلنت هيئة السوق المالية السعودية، عن موافقتها على طلب شركة النفط الوطنية أرامكو السعودية عن طرحها للعام الأول ببورصة الرياض مع حرص المملكة على إقامة الشركة المدرجة الأعلى قيمة في العالم، وتعتزم أرامكو الإعلان عن توزيعات نقدية لحملة الأسهم العادية بما لا يقل عن 75 مليار دولار للعام.
وقال حسام الغايش، العضو المنتدب لشركة أسواق لإدارة المحافظ وصناديق الاستثمار، خبير أسواق المال، إن شركة أرامكو السعودية تعد أحد أكبر الشركات المنتجة للنفط في العالم والمملوكة للدولة السعودية، موضحا أن الشركة تزيد قيمتها عن 2 تريليون دولار، أي ما يقرب من ثلاثة أضعاف أرباح شركة أبل العالمية، مؤكدا أن أرامكو تحتل ترتيب الأعلى ضمن خمس الأوائل في الاحتياطي النفطي حول العالم، لافتا إلى شجاعة خطة بيع أسهم أرامكو بالبورصة في عام 2018، مما أثار العديد من تكهنات بأنه قد يتم تأجيلها تمامًا، لكن الأمير محمد كان يصر على أن أكبر طرح عام أولي "في تاريخ البشرية" سوف يستمر.
وأضاف الغايش في تصريحات خاصة لـ " أهل مصر"، أن طرح شركة أرامكو السعودية سيكون له دور بارز بالنسبة للاقتصاد السعودى والعالمى، موضحا أن هذا الطرح سوف يحقق مزيد من الشفافية داخل أسواق النفط العالمية، مشيرا إلى أن الكشف عن قدرات الشركة وحجم إيراداتها سيُساهم في إزالة مفهوم أن أرامكو السعودية لا تتمتع بالقدر الكافي من الشفافية، بالإضافة إلى ترسيخ العمل على الإفصاح والمساءلة بصورة واضحة، حيث أنه يضع الشركة أمام المزيد من التدقيق من قبل الأسواق المالية العالمية.
طرح يساعد على تعزيز قدرات وكفاءة إدارة موارد المملكة الهيدروكربونية
وأوضح خبير أسواق المال، أن الشفافية الناتجة عن هذا الاكتتاب العام داخل البورصة ستُساهم في ترشيد نفقات أرامكو، بالإضافة إلى أن هذا الطرح قد يعمل على زيادة القيمة السوقية للشركة، كما يساعد على التعزيز من قدراتها وكفاءة إدارتها لموارد المملكة الهيدروكربونية، والتي تكون بمثابة نقلة نوعية داخل سوق الأسهم السعودية.
وأكد الغايش، أن طرح أسهم أرامكو السعودية للاكتتاب العام يعد الأكبر في تاريخ البورصة العالمية، حيث قد يؤدي إلى تحول السوق السعودي المحلي إلى سوق عالمي، والذي يجعل المستثمرين القائمين على الأسواق العالمية يتسابقون إليها، موضحا أن أسباب الطرح متمثلة في زيادة تدفقات المستثمرين والاستثمارات الأجنبية داخل السوق السعودي، مما يساعد على انتعاش الاقتصاد السعودي.
الطرح يساهم في زيادة الاستثمارات بكافة قطاعات الدولة
وتابع حديثه، أنه يمكن استخدام عائدات البيع الناتجة عن طرح الشركة في البورصة، التوجه نحو صندوق الاستثمارات العامة الذي يقوم باستخدامها لتنمية كافة الصناعات واستهداف قطاعات كثيرة داخل السعودية وخارجها.
وأشار خبير الأسواق المال، إلى قطاع التعدين الذي يمتلك العديد من الفرص الاستثمارية تقدر بحوالي تريليون وثلاثمائة مليار دولار أمريكي، موضحا أنه من الصعب على المستثمر المحلي أو الأجنبي المخاطرة بالاستثمار به، لذلك يأتي الدور المحوري من صندوق الاستثمارات العامة الناتج في تحقيق رؤية التنمية المستدامة 2030 للملكة السعودية، والتي تستهدف تنويع مصادر الدخل غير النفطي، وخلق صناعات كبرى جديدة، حيث يكون اكتتاب أرامكو بمثابة الضمان البنكي الذي يمكن الدولة من الحصول على التمويل بأقل تكلفة من المؤسسات الدولية.