أطفال في بدء مرحلتهم التعليمية الأساسية بزيهم المدرسي تحولوا إلى عمال في المدارس بدلاً من تلقيهم العلم، أو تهيئة وخلق جو مناسب لتعليمهم، لجأت بعض المدارس الين يعانون من نقص العمالة المدرسية إلى ترسيخ الأطفال في نظافة الفصول الممرات والحوش المدرسي، التي قد تحتاج إلى عدد كبير للمحافظة على مستوى نظافة مقبول لبيئة دراسية من المفترض أن تخرج عقولاً مؤهله لأن تصبح علماء وأدباء.
تشغيل الطلاب في المدارس ظاهرة قد تتطور لتصبح ظاهرة يطورها الأطفال لممارسة الأعمال خارج أسوار المدرسة تعويضاً عن ضعف اقتصادي أو غياب الأب، مما يترك آثاراً سلبية تنعكس على المجتمع بشكل عام وعلى الأطفال بشكل خاص، وقد يأخذ هذا الاستغلال أحياناً أشكالاً عديدة أهمها تشغيل الأطفال وتسخيرهم في أعمال غير مؤهلين لها جسدياً ونفسياً، وحول هذا السياق، أوضح الدكتور مجدي حمزة الخبير التعليمي لـ«أهل مصر» أنه مؤيد لفكرة تعليم الطفل منذ الصغر على الاعتماد على النفس مقتدياً بالمدارس الأجنبية والألمانية، قائلاً:"إن الطفل منذ الصغر لا بد وأن يتعلم الاعتماد على النفس في كل شئ وأولهم النظافة الشخصية ونظافة المكان الذي ينتمي له سواء "مدرسة أو نادي أو بيت أو شارع" وهذا ما يفعله الطالب في المدارس الأجنبية والتعليم خارج مصر في الدول المتقدمة بها كافة أنظمة تعليم الطفل كيفية الاعتماد على النفس.
وأشار حمزة إلى أن المدرسة التي تخضع لوزارة التربية والتعليم من حقها أن تعلم الطفل وتطلب منه تنظيف فصله ومدرسته لأنها تربية أولاً ثم تعليم، وهذا يؤهل ويساعد الطفل على تكوين روح المشاركة في بيته وفيما بعد حياته العملية.
وتابع حمزة، إنه يرفض تماماً تحميل الطفل فوق طاقة أي أنه من المفترض أن نرى القوة الجسمانية والعقلية للطفل قبل الطلب منه قيامة بنظافة الفصل، وتوجيهه الطفل أن هذا عمل تطوعي لبث روح الاعتماد على النفس والنظافة الدائمة، وأن المدرسة تخصص عمال للنظافة المدرسية وهؤلاء الأطفال يقومون بمساعدتهم وليس فرض عليهم، وإنما هم موجودين بالمدرسة لتلقي العلم وتعليم أساسيات أخلاقية مساهمة منهم في تنشئة جيل يحث الجيل الذي يليه على مساعدة الآخرين و الاهتمام بالنظافة العامة.
وفي السياق ذاته، الدكتور رضا حجازي، رئيس قطاع التعليم العام بوزارة التربية والتعليم، في تصريحاته لـ «أهل مصر» أن الوزارة تعمل على حل أزمة نقص العمال بالمدارس خلال هذه الفترة، وغير مسموح بتكليف الطلاب على القيام بمهام العمالة المدرسية، ولكن يمكن أن نزرع في أطفالنا منذ الصغر أن يحافظوا على نظافة المكان المتواجدين به ولكن بشكل غير قاسي ويلاءم للظروف الصحية الجسدية للطفل.
وأشار حجازي إلى واقعة الطفلة هيام عصام التي تم نسيانها وحبسها في المدرسة بعد انتهاء اليوم الدراسي قائلاً:" تم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة مع كل مسئول عن هذه الواقعة من مديرة المدرسة والمدرس المسئول عن الحصة الأخيرة ومراقب الدور وفراش المدرسة أيضاً، موضحاً أن ما تم تداوله عبر المواقع الالكترونية من حبس الطالبة بعد تنظيف الفصل غير صحيح، وأن الواقعة الصحيحة أنها بعد انتهاء اليوم الدراسي اكتشفت الطفلة نسيانها بعض الكتب المدرسية وتوجهت إلى الفصل مره ثانية لآخذ الكتب وأثناء عودتها تم نسيانها وقفلت المدرسة أبوابها.
وقالت النائبة ماجدة نصر، عضو لجنة التعليم في مجلس النواب أنها غير موافقة نهائي على قيام الطفل بمهام عامل النظافة بالمدرسة، ويرجع ذلك لما تراه في المدارس اليابانية التي تتبع منظومة معينة لتطبيق تعليم الطفل مهام النظافة فيما يتناسب مع قدرته الجسدية والعقلية، ولكن المدارس المدرسية تنقل بدون وعي ولا دراسة ما يتم تطبيقه في المدارس اليابانية ولكن بدون تطبيق المنظومة التي تتبعها هذه المدارس.
وأوضحت أن مشكلة قلة العمالة في المدارس يجب على المدرسة حلها، وإتباع أي حلول فردية مثل تكليف أولياء الأمور بعامل نظافة يعمل بالمدرسة، لا يخضع لوزارة التربية والتعليم، و خلال الفترة القادمة سوف يتقدم المجلس بطلب إحاطة لحل أزمة نقص العمالة بالمدارس نظراً للرفض التام في تكلفة الأطفال القيام بمثل هذه الأعمال، لأن من المفترض أن تكون المدرسة مكان لطلب العلم والعمل على تهيئة الطالب لخروج جيل مكون من علماء وأدباء يعملون على تطور البلد.