تمكنت روسيا اليوم من وضع يدها على "مقلاع داوود" الموجود في الأراضي السورية منذ يوليو من العام الماضي في أول استخدام له آنذاك، من قِبل إسرائيل، فما هو "مقلاع داوود"؟؟
العصا السحرية "مقلاع داوود"
هي منظومة دفاع جوي صاروخي إسرائيلية تنتجها شركة أنظمة رافائيل الدفاعية المتقدمة، وقد دخلت الخدمة تجريبيًا سنة 2015 بغرض إحلالها محل منظومة "إم آي إم-104 باتريوت"، ومنظومة "إم آي إم-23 هوك"، والمنظومة مصممة لتكون قادرة على اعتراض الصواريخ المقذوفة والجوالة، ويبلغ مداها 300 كيلومتر فيما تبلغ أعلى نقطة ارتفاع لها 75 كيلومترًا، وتبلغ سرعتها 7.5 ماخ (وحدة قياس سرعة الصواريخ والطائرات).
ووفق ما ذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، فإن تكلفة كل صاروخ من هذه المنظومة تقدر بـ 192 ألف دولار أمريكي، ما يعادل مليون شيكل إسرائيلي.
وانضمت "مقلاع داوود" أو المعروف أيضًا باسم "العصا السحرية"، لمنظومة "القبة الحديدية" ومنظومة "السهم" الشهيرتين لدى الجيش الإسرائيلي، بغرض إحلالها محل منظومتي "باتريوت" و"هوك"، وبذلك تعتبر إسرائيل أنها استكملت سلسلة أنظمتها الدفاعية ضد الصواريخ المختلفة، بدءًا من قذائف الهاون، وانتهاء بالصواريخ الباليستية، بالإضافة إلى الصواريخ التقليدية قصيرة ومتوسطة المدى.
فشلت في اختبارها الأول
واستخدم الجيش الإسرائيلي لأول مرة نظام "مقلاع داوود" ضد الصواريخ السورية؛ ففي يوم الاثنين الموافق 23 يوليو، تم إطلاق صاروخين من نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي "مقلاع داوود" ردًا على إطلاق عدة صواريخ باليستية، من طراز SS21 الروسي الصنع من الأراضي السورية أطلقها جيش النظام في إطار الحرب الدائرة في سورية.
قناة "الميادين" نقلت عن وسائل إعلام إسرائيلية كتبت عن فشل نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي، وأكّدت أن ثمن الصاروخ الواحد المعترض في منظومة "مقلاع داوود" يبلغ مليون دولار، وما حدث أن أحد الصواريخ دُمّر عبر التفجير الذاتي فوق الجولان، بينما لا أحد حتى في سلاح الجو يعرف ما حدث مع الصاروخ الثاني لكن في كل الأحوال هو لم يصب الهدف".
اقرأ أيضًا.. إسرائيل: عواقب وخيمة لفشل "مقلاع داوود" في اعتراض صواريخ سورية
وكتب يواف ليمور في مقال نُشر في صحيفة "إسرائيل اليوم" آنذاك أن في رأيه، أن تلك الحادثة بمثابة فشل خطير لجيش الدفاع الإسرائيلي، الأمر الذي يتطلب إجراء تحقيق شامل، بالإضافة إلى استنتاجات تكنولوجية وتشغيلية، وفي الوقت نفسه قال الكاتب إنه يعتقد أن نظام الدفاع الجوي "مقلاع داوود"، "لم يُطور بعد" للاستخدام العملي، مشيرًا إلى أن "مقلاع داوود" صمم للحماية من صواريخ حزب الله والصواريخ الإيرانية البعيدة المدى.
كيف حصلت روسيا عليه؟
وفقًا لتقرير أوردته شبكة الأخبار الصينية "سينا"، فقد تم إرسال قوة عسكرية سورية فور سقوط الصاروخ إلى المنطقة والتي تمكنت من العثور على الصاروخ الإسرائيلي الذي لحق به أضرار طفيفة جرّاء سقوطه وقد تم نقله من الساحة إلى قاعدة روسية سورية، ومن هناك نُقل جوًا إلى موسكو لاستكشاف تقنياته.
وحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية: فإن صاروخ "مقلاع داود"، نقل إلى موسكو لفحصه واستخراج أحدث التقنيات والتكنولوجيا، وهو التخوف الذي ساد في إسرائيل من أن تصل شظايا الصاروخ إلى أيدي إيران وروسيا، ما يمكنهما الاطلاع على التكنولوجيا المتطورة للصاروخ، الذي طوّره خبراء إسرائيليون وأمريكيون.