قال نزار قباني "لا يعرف الإنسان كيف يعيش في هذا الوطن ولا يعرف الإنسان كيف يموت في هذا الوطن"، كأنه يشبه عالم الفن بالوطن الذي لا يعرف أى إنسان مصيره داخل الوسط الفني، أو كما قال الفنان الكوميدي إسماعيل يس "يا عيني يا أهل الفن".
يمكن أن تكون فنان صاحب تذاكر الشباك الأول وأعلى إيرادات وأكثر جماهيرية وخلال سنوات إذ تنظر تلقى نفسك مستلقي على فراشك وحيدًا، وقت احتياجك لم تلقى من تستند عليه، على الرغم من الشهرة العظيمة التي تتمتع بها.
كثير من الفنان الذين ذاع صيتهم فى عالم الفن وكانت لهم جماهيرية كبيرة ويتمتعون بحب الجمهور ماتوا وحيدين لم يلقوا من يساندهم ومنهم من لم يلقى من يستلم جثته لا قريب أو غريب وآخرهم الفنان الشاب هيثم أحمد زكي، الذي وافته المنية أمس الخميس الموافق 7112019.
وكان يعاني من الوحدة بعد وفاة والده الفنان أحمد زكي ووالدته الفنانة هالة فؤاد بعد معاناة قصيرة مع المرض، وكشفت التحقيقات أن وفاة هيثم طبيعية، نتيجة هبوط حاد في الدورة الدموية بعد شعوره بـ المغص والتقلصات نتيجة تناوله العقاقير ومقويات العضلات.
وجد وحيدًا فى منزله متوفيا ولا نعلم هل مر يوم أو يومين أو مرت ساعات على وفاته، ولكن لم تكتفي الدنيا بهذا القدر أن يموت وحيدًا بل أيضًا بعد تشريح جثته لمعرفة سبب الوفاة عانى من وحدة أكبر لم يلقى من يستلم جثته لنقله لمثواه الأخير ويرتاح جسده الذي عانى الكثير وروحه التي ذهبت قبله لأحبائه ولرب الرحمه، ليتقدم نقيب الممثلين الإنسان الفنان أشرف زكي ليستلم جسده.
وظهر الراحل هيثم أحمد زكي فى أكثر من لقاء يعلن عن وحدته الخالية من الأهل والأقارب والأصدقاء الذي قال أنه ورثها عن والده، ولكن هذه الكلمات لم ترقق قلب أى من أصدقاء والده من الفنانين المشاهير، ولكن بعد وفاته الكل رثى بعدد من الكلمات التي تدل على الندم من عدم الاستجابة للنداء الصارخ الذي كان يصرخ به إلا بعد رحيله.
"أهل مصر" ترصد عدد من الفنانين الذين كانوا يتمتعون بشهرة واسعة ولكنهم ماتوا وحيدين.
إسماعيل يس
"صاحب المونولوج الحلو"، استطاعت ذكراه أن تخلد في أذهاننا حتى الآن، يشهد له الجميع أن في بدايته كان المنتجون يتسابقون لتوقيع العقود معه، بدأ كمغني "مونولوج " حتى أصبح من نجوم الصف الأول، عرف بأدوار إسماعيل ياسين في الحربية، الجيش، ومستشفى المجانين، في سلسلة من الأفلام التي حملت اسمه وكانت مصدر شهرة كبيرة له.
"ياعيني يا أهل الفن"، ربما لم يعلم إسماعيل ياسين وهو يغني هذا المونولوج أنه سيمر بما هو أسوأ، فعندما غابت شمس الشهرة عن إسماعيل ياسين، بعد أن حجزت الضرائب على أغلب ممتلكاته وأمواله، ليخسر كل شيء ويعود من حيث بدأ عاد ليغني في ملاهي ليتمكن من توفير المال، وعند وفاته لم يستطع ذويه توفير تربة للدفن، وتتطوع وقتها زوج الممثلة فتحية محمود بتربته لدفنه، ولم يحضر جنازته أكثر من 15 شخص.
اقرأ أيضًا...خطيبة الراحل هيثم أحمد ذكي تستنجد بجمهوره لهذا السبب
الشحرورة
الفنانة اللبنانية "صباح" التي كانت تتمتع بشهرة على مستوى العالم العربي بسبب أعمالها الفنية وكانت في وقت ما صاحبة الصف الأول، وتزوجت أكثر من مرة من الوسط الفني أشهرهم الفنان رشدي أباظة، وعازف الكمان أنور منسي والذي أنجبت منه ابنتها هويدا، إلا أنها قبل وفاتها بسنه لم تلقى حتى البيت الذي تسكن به، وكانت تقيم في غرفة بإحدى الفنادق بعد بيعها لبيتها بسبب عدم قدرتها لسد احتياجاتها الأساسية من أكل وشرب وخادمات ومصاريف العلاج.
وبعد انفصالها عن فادي لبنان دخلت المستشفى وبدأت حالتها الصحية تتراجع، توفيت فجر يوم الأربعاء 26 نوفمبر 2014 عن عمر ناهز 87 عامًا وتعتبر جنازة صباح من أغرب الجنازات في العالم حيث أنها أوصت قبل موتها بأن لا يحزنوا عليها وتريد أن تشيع على أنغامها، وهذا ما تم تنفيذه من قبل الشعب اللبناني وأهلها تبرع البعض لتشيع جثمان الشحرورة لمثواها الأخير لأنها كانت لا تملك أى نقود، حيث أن جنازتها امتلأت بأغانيها والرقصات الشعبية.
محمد شرف
بعد رحلة طويلة مع المرض، الذي أنفق عليه كل ما يملك، كان "المعلم مشمش"، يعاني من بعض المشاكل بالقلب، مما اضطره إلى الخضوع إلى الجراحة، لكنه رحل في هدوء ولم يودعه أحد.