تُجري أعمال تطوير وترميم المتحف اليونانى الرومانى بالإسكندرية التي تتم بواسطة الهيئة الهندسية للقوات المسلحة علي قدم وساق لسرعة الانتهاء من المشروع قبل الموعد المحدد لافتتاحه في يونيو 2020، والذي يحتل مكانة خاصة على خريطة السياحة العالمية، وذلك بعد أن كان مغلقًا لقرابة الـ8 سنوات قيد الترميم حتي أعادت وزارة الآثار روح الحياة إليه من جديد باستئناف تطويره وترميمه في شهر فبراير 2018.
ويُعد المتحف اليوناني الروماني من أهم وأقدم المعالم السياحية والأثرية المتخصصة في الحضارة اليونانية الرومانية بحوض البحر المتوسط، ويقع في قلب الإسكندرية بالقرب من مكتبة الإسكندرية والمسرح الروماني، وهو يعتبر ثاني أقدم المتاحف في مصر بعد المتحف المصري بالتحرير، وقد انتهت اللجنة العليا لسيناريو العرض المتحفي من وضع التصور النهائي لسيناريو العرض المتحفي الجديد للمتحف وتوزيع القطع الأثرية المختارة، آخرهم الفسيفساء التي تم الإعلان عن اكتشافها مؤخرا في منطقة آثار كوم الدكة بالإسكندرية، ويتم تنفيذ المشروع الشامل لتطوير المتحف واستحداث نظم العرض المتحفي لتواكب المتاحف العالمية ووفقا للنظم الأوروبية بتكلفة مبدئية تقدر بنحو 120 مليون جنيه، ومن المقرر أن يضم 90 ألف قطعة أثرية، مشونة حاليًا بمخزن وزارة الآثار في ماريا غرب الإسكندرية تحت ظروف بيئية وتخزينية مناسبة.
وكان أعلن الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام لمجلس الأعلى للآثار، أنه سيتم افتتاح المتحف اليوناني الروماني خلال الربع الأول من عام 2020، بعد انتهاء أعمال الترميم التي استمرت لنحو عامين، بتكلفة بلغت 356 مليون جنيه.
وقال محمد متولي، مدير عام آثار الإسكندرية والساحل الشمالي، إن الأعمال تُجري حاليًا علي قدم وساق للانتهاء من مشروع تطوير وترميم المتحف اليونانى الرومانى وفقًا لتعليمات الدكتور خالد العناني وزير الآثار، مؤكدًا أنه سيتم الانتهاء من المشروع في الموعد الذي حدده الوزير لافتتاحه.
وأشار متولي، في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، إلي أن المتحف مُسجل بعداد الآثار الإسلامية والقبطية بقرار رئيس مجلس الوزراء رقم ٨٢٢ لسنة ١٩٨٣م، وصادر له قرار بالحرم برقم 52 لسنة 2013م وجاري حاليا العمل علي تعديل القرار، مشيرا إلي أن افتتاح المتحف يعود إلي عصر خديوي مصر عباس حلمي الثاني بتاريخ 2691895م، وقد بدأت فكرة إنشاؤه بالإسكندرية في حوالي عام 1891 وذلك حفاظا علي الآثار المكتشفة من الحفائر والآثار المحتفظ بها في المجموعات الخاصة.
وتابع مدير عام آثار الإسكندرية والساحل الشمالي، أنه بفضل تعاون بلدية الإسكندرية مع مصلحة الآثار تم تشييد المبني الحالي وهو من تصميم ديتريش وستيون وكان يتكون من 10 قاعات عند افتتاحه في عام 1895 ثم أُضيف لمساحته قاعتين رقم (11، 12) عام 1896، ونتيجة للنشاط الأثري وتزايد الاكتشافات تم زيادة عدد القاعات عام 1899 إلي 16 قاعة، وفي عام 1900 تم إنشاء الواجهة الحالية لمدخل المتحف علي الطراز اليوناني الوماني (الواجهة الغربية)؛ ونظرًا للإقبال المتزايد علي الزيارة تم إضافة عدد من القاعات لتصبح عدد القاعات 27 قاعة تعرض الآثار المكتشفة من الحفائر والآثار التي تم الحصول عليها من ضمن المجموعات الخاصة وهي تمثل العصور التاريخية بداية من العصر الفرعوني حتي العصر الإسلامي.
وحول إمكانية استغلال الأثر سياحيًا، أوضح أن المتحف يُعد من أبرز المعالم السياحية في الإسكندرية حيث كان دائما مكتظا بأعداد غفيرة من السائحين الأجانب والعرب إضافة إلي الزيارات المحلية من المصريين؛ ويجري حاليا العمل بمشروع الترميم والتطوير بمعرفة الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، تمهيدًا لافتتاحه بعد إعداده وتجهيزه كمتحف عالمي.