يتكرر التوجيه في القرآن الكريم للمؤمنين بتجنب الحسد وفي أكثر من سورة من القرآن الكريم يأتي توجيه المولى سبحانه وتعالى للمسلمين بالابتعاد عن الحسد.
يقول المولى سبحانه وتعالى في سورة النساء :" ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن واسألوا الله من فضله إن الله كان بكل شيء عليما" ويلاحظ أن التوجيه القرآني في هذه الآية توجه للمؤمنين بتجنب الحسد وذلك بخلاف التوجيه القرآني الذي يتلوه كل المسلمين من سورة الفلق بالاستعاذة من الحاسد وذلك في قوله تعالى في سورة الفلق : قل أعوذ برب الفلق من شر ما خلق. ومن شر غاسق إذا وقب ومن شر حاسد إذا حسد.
ويشير جمهور من مفسري القرآن الكريم أن التحذير من الحسد لم يكن فقط على سبيل الاستعاذة من شر الحاسد فقط على اعتبار أن الحاسد شخص شرير يمكن أن يقوم بعمل إيجابي ضد المحسود.بل أن التوجيه القرآني لتجنب الحسد شمل أيضا المؤمنين من الأخيار بين المسلمين. وذلك لما يشكله الحسد من أذي نفسي وأيضا عضوي على الحاسد وهو ما يؤكده الدكتور والأستاذ المشارك في قسم علم النفس في جامعة نيويورك، يوكي كوهين شاراش الذي يقول إن الدراسات النفسية قد أظهرت أن الحسد هو وجع عاطفي وكثيرا ما يتحول إلى ألم بدني يقض مضجع الحاسد، وعندما يكون الألم حادا يكون الحاسد مستعدا لفعل أي شيء لتقليل شعوره بالألم النفسي والجسمي عبر نشر الشائعات حول المحسود لتدميره مثلا.