"خيوط شيطان نًسجت من شك الخيانة انتهت بجريمة كبرى".. كلمات حملت بداخلها مصطلحات كثيرة، لكن يبقى مصطلح الخيانة أقسى الأمور إيلاما على مر التاريخ وخصوصا إذا كان من شخص وثقت به وائتمنته على روحك، لكن دائما تنتهى بكارثة يقف لها الكائن البشرى في ذهول تام، هائما بين حالتي الوعي واللاوعي.
كان الزوج يحلم بالزوجة الصالحة التي تشعل له قناديل الحب كزهرة متفتحة فى حدائق الربيع اليافعة، فهام بالغوص في بحار العشق، لكن دوام الحال من المحال ليأتى الكسوف يأخذ كل الحب تحت نعليه، فى البداية تعلق الأمر بأزمات مادية لكنه انحدر نحو اتجاه الشرف والشك ليتنهى بخيانة زوجته له مع شقيقه الأكبر الذي انهال عليه وقتله فعالج غدر الخيانة بدم قتل شقيقه.
الخطوط التالية تكشف حكاية نقاش أقدم على قتل شقيقه الأكبر، بعد شكه بخيانته مع زوجته، وأخفي معالم الجريمة وكذلك الجثة أسفل سلم البيت.
بعد مرور عدة سنوات من زواجهما أقدمت الزوجة على إعانة زوجها، للتخلص من الأزمة المادية وتيسير قوتهم اليومي، فيخرج الزوج إلى تحصيل قوتهما، وتبقى الزوجة في البيت ترعى شئونه وتمارس دورها كربة منزل، لكن زادت الأحمال فتحولت من كونها مادية إلى أزمات شخصية تتطاوح بين الشك والخيانة.
أخذ يراقبها عن كثب لعدة أيام حائرًا في كيفية مواجهتها بالأمر، حتى جاء ما قطع كل تلك الحيرة وتحلى بالشجاعة، صارح النقاش زوجته بما يدور فى خلده، وواجهها واتهمها صراحةً بانها تخونه مع شقيقه، وهو ما لم تقبله الزوجة، وحدث على إثر ذلك مشادة عنيفة تطورت إلى شجار، تعدى خلالها الزوج على زوجته، مما دفعها لترك منزل الزوجية إلى بيت أبيها.
لكن تأتى الرياح بما لا يشتهي كلاهما، "سى ديى" يحمل بداخله مقطع فيديو إباحي لزوجته وشقيقه وهما فى وضع مخل ويمارس علاقة غير شرعية، فيديو وقع تحت قبضته بالصدفة بعدما تداوله عدد من أشخاص القرية، جاء وقع المشاهد كزوبعة فى نفس الزوج وبات فى حالة هستيرية غير قادر على الاستيعاب فلطالما كان يكذب شكوكه لكن الأمر أصبح في محض عين الشمس للجميع.
لم يتمالك الزوج نفسه وانقض على شقيقه كالذئب المجروح وراح يوبخه بالكلام، الذى ثقل على قلب شقيقه ودفعه الى تبادل محاور الحديث الذي كان أشبه بمشاجرة على وشك الانفجار، لم يتحمل الزوج ما فعله شقيقه فأقدم على هشم رأسه بالشاكوش، ظل الزوج فى حالة من الغياب التام لكنه سرعان ما أقنع نفسه أن ذلك هو الحق، حق شرفه الذي أهدر من قبل شقيقه والذي كان لابد من الانتقام منه، وسرعان ما تمالك الزوج أعصابه وحمل الجثة لإخفائها أسفل سلم البيت، وأحرق كل معالم الجريمة.
الواقعة بدأت بتلقى مركز شرطة منشأة القناطر، بلاغا من ربة منزل 17 سنة، بغياب والدها "نجار" 50 سنة، عقب حدوث مشاجرة بينه وبين عمها "نقاش" 39 سنة، داخل غرفة الأخير.
اقرأ أيضا: حسام لـ قاضي الأسرة: "عايز بنتي لأن أمها مقضياها فسح وسفر "
وسرعان ما تم تشكيل فريق بحثى برئاسة قطاع الأمن العام، ومديرية أمن الجيزة، أسفرت جهوده إلى صحة أقوال المبلغة، وأن شقيق المتغيب وراء اختفائه، وبالقبض عليه ومواجهته اعترف بارتكاب الجريمة، وأرشد عن مكان إخفائه الجثة، وأداة الجريمة.
استخرجت قوات الأمن جثة المجني عليه من مكانها أسفل سلم المنزل، وناظرتها النيابة العامة، وتبين وجود تهشم في رأس الضحية، وأمرت بعد ذلك بتشريح الجثة، كما طلبت تحريات الأجهزة الأمنية حول الواقعة للوقوف على ظروفها وملابساتها.
وفور انتهاء التحقيق معه صدر قرار بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات.