تشهد مصر حالة من عدم الاستقرار والتقلبات الجوية خلال الفترة الحالية، ويرجع ذلك لفصل الخريف لما يشهده من تغييرات جوية وأمطار غزيرة ورعدية تصل لحد السيل في عدة مناطق مختلفة وأتربة ورياح وانخفاض وارتفاع مفاجئ لدرجات الحرارة وظواهر جوية غريبة تمر بها البلاد.
صرح الدكتور محمود شاهين، مدير مركز التحاليل والتنبؤات بالهيئة العامة للأرصاد الجوية، أن فصل الخريف سبب التقلبات الجوية التي تشهدها البلاد، مؤكدًا أن هناك ظواهر جوية وكتل هوائية ومنخفضات جوية تتعرض لها البلاد طوال فصل الخريف ولكن فصل الخريف هذا العام يغلبه ارتفاع في درجات الحرارة.
اقرأ أيضًا.. كتل هوائية أوروبية في هذا الموعد.. الأرصاد الجوية: فصل الخريف سبب تقلبات جوية
وأضاف "شاهين" لـ"أهل مصر" أن فصل الخريف مزيج من الصيف والشتاء، مؤكدًا أن درجات الحرارة خلال الفترة الماضية والحالية تنخفض بمعدل 4 و5 درجات لتتراوح ما بين 32 و26 درجة وهذا يعد أقل من المعدل الطبيعي الذي تتعرض له البلاد خلال السنوات الماضية.
وأكد "شاهين" أن موعد الشتاء الرسمي اعتبارًا من يوم 22 ديسمبر 2019.
ومنذ يوم 22 سبتمبر الماضي بداية فصل الخريف لم تشهد البلاد سوى موجة واحدة باردة وأمطار لكن دون إنخفاض لدرجات الجرارة وكان المواطنين في حيرة لنوعية الملابس التي يرتدونها، ليرد عليهم "شاهين" قائلًا:" لابد من ارتداء ملابس خريفية في النهار وملابس ثقيلة في الساعات المتأخرة من الليل" وحذر السايقين من القيادة المتهورة بسبب تكون الشبورة المائية الكثيفة على المناطق الشمالية.
وتابع "شاهين" أنه على المواطنين متابعة النشرات الجوية بشكل يومي لمعرفة التقلبات الجوية وأنواع الكتل الهوائية التي تضرب البلاد لتحديد نوعية الملابس سواء خفيفة أو خريفية أو شتوية ثقيلة.
وتساءل العديد من المواطنين حول التقلبات الجوية وهل تأخر الشتاء عن موعده وهل البلد تعيش حالة من الاستقرار من أم هناك تغيرات جوية في طقس مصر مقارنة بنفس هذه الأيام بالسنوات السابقة لذا رصدت أهل مصر حالة طقس مصر في فصل الخريف آخر عامين.
ففي نوفمبر 2018، تعرضت مصر لكتل هوائية أوروبية مثلما التي تتعرضت لها مصر أمس، فالفرق هنا هو أن العام السابق شهدت المناطق الساحلية والإسكندرية هطول أمطار غزيرة ورعدية تسببت في الشلل المروري وحالات إزدحام بسبب غرق الشوارع، ولكن أمس مر الطقس بسلام دون أمطار وهذا ما تعجب له المواطنين خاصة وأن الأرصاد حذرت من الطقس.
وتعرضت البلاد أيضًا لكتل هوائية أوروبية في نوفمبر 2017 ورفع الإعلام حينها شعار "الشتاء يضرب البلاد مبكرًا"، وشهدت سيناء والمحافظات الساحلية والوجه البحري أمطار وسيول وغلق عدد كبير من الموانئ بمختلف المحافظات الساحلية.
دراسة الأرصاد وصف مناخ مصر
وأرجع الدكتور أحمد عبد العال، رئيس هيئة الأرصاد الجوية سابقًا، أن سبب التغيرات المناخية والموجة الحارة أو الباردة التي تضرب البلاد لفترة زمنية مؤقتة، هو تدخل العنصر البشري في الطبيعة وإدخال عناصر تسبب في ضرر وثقب طبقة الأوزون وظاهرة الاحتباس الحراري، وهي مشتقات البترول والأدخنة الصاعدة من العربات والأتوبيسات وغيرها.
وفيما يخص اتخاذ كافة التدابير بسبب التغيرات المناخية، أكد رئيس هيئة الارصاد الجوية سابقًا، أنها تقوم بعمل تنبؤات وإرسالها للجهات المختصة خاصة في أيام الطورائ لأخذ حذرها في حالة الخطر، وبدء عمل كافة التدابير، مؤكدًا أنه حتى الآن جاري إعداد تطبيق خريطة مخاطر وتهديدات التغيرات المناخية حتى 2100، بالتعاون مع الهيئة والقوات المسلحة ووزارة البيئة والموارد المائية، وتسعى تلك الخريطة لوضع استراتيجية للتوسع العمراني والزراعي بما يتناسب مع التغيرات المناخية حتى عام2100، ويتم ذلك لأول مرة في مصر.
"هناك دراسة جادة وحقيقية لوصف طقس مصر من فريق متنوع وشامل من وزارة التربية والتعليم والارصاد والفلك لدراسة الوصف المناسب لمناخ مصر، مؤكدًا أنه فور الانتهاء من تلك الدراسة والتأكد من صحتها سيتم الإعلان عنها وتغييرها في المناهج الدراسية، هكذا علق "شاهين".