حملات انتخابات الرئاسة الجزائرية تنطلق وسط غضب شعبي واستنفار أمني.. 5 مرشحين يوقعون للمرة الأولى "ميثاق أخلاق الحملة".. وجوه من حكومة "بوتقليقة" ضمن المرشحين

رغم الحراك الشعبي الواسع الذي يشهده الشارع الجزائري، تنطلق اليوم الأحد، حملة الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في 12 ديسمبر المقبل، بالرغم من الرفض الشعبي لها، ووجود تخوفات من وقوع اعتداءات حتى على مرشحي الرئاسة أنفسهم.

أجواء غير مطمئنة

تنطلق الحملة الانتخابية في الجزائر، اليوم وتستمر لمدة 25 يومًا، لكن شهدت الجزائر الجمعة مظاهرات أسبوعية مازالت مستمرة منذ فبراير 2019، حيث يرفض المحتجون الانتخابات الرئاسية التي يقولون إن غايتها إعادة إنتاج النظام السابق.

ويرفض المحتجون الذين يتظاهرون منذ نحو تسعة أشهر إجراء الانتخابات مع بقاء رموز "النظام" الموروث من عشرين سنة من حكم بوتفليقة، ويطالبون بمؤسسات انتقالية، وفقًا لما ذكرته شبكة "فرانس24".

كما أن هناك جود تخوفات من وقوع اعتداءات حتى على مرشحي الرئاسة أنفسهم، حيث أنه من بين المرشحين الخمسة من هم من حقبة الرئيس المستقيل عبد العزيز بوتفليقة.قائمة المرشحين لانتخابات الرئاسة الجزائريةوالمرشحون الخمسة هم عز الدين ميهوبي الأمين العام بالنيابة لحزب التجمع الوطنى الديمقراطي، وعبد القادر بن قرينة رئيس حزب حركة البناء الوطني، وعبد العزيز بلعيد رئيس حزب جبهة المستقبل، ورئيس الوزراء الأسبق عبد المجيد تبون، وعلي بن فليس رئيس حزب طلائع الحريات، وكلاهما من حقبة الرئيس المستقيل "بوتقليقة".

0

ميثاق أخلاق الحملة الانتخابيةبهدف ضمان حسن سير الحملة الانتخابية، وللمرة الأولى في تاريخ البلاد، وقّع المرشحون الخمسة للانتخابات الرئاسية في الجزائر "ميثاق أخلاق الحملة الانتخابية" في العاصمة، وهو ميثاق يهدف إلى ضمان حسن سير الحملة الانتخابية، وقد تمت صياغته من قبل السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات.وينص الميثاق الذي على "المبادئ التوجيهية والممارسات الخاصة التي تشكّل إطار السلوك الأخلاقي المنتظر من الفاعلين والمشاركين في العملية الانتخابية، ووقع المرشحون الخمسة الوثيقة قبل أن يدلي كل منهم بتصريح، وتعهّد موقعو الميثاق "الامتناع عن الإدلاء بأي تصريحات تنطوي على تشهير وشتائم وإهانات تجاه مرشح آخر أو طرف في العملية الانتخابية وبأي تصريحات أخرى مغلوطة".البرامج الانتخابية للمرشحينذكرت صحيفة "المساء" الجزائرية أنه فور الموافقة على ملفاتهم، شرع المترشحون الخمسة خلال الندوات الصحفية في الكشف عن الخطوط العريضة لبرامجهم الانتخابية التي سيقابلون بها المواطنين خلال الحملة الانتخابية، حيث أكّد المترشح عبد العزيز بلعيد أن برنامجه الذي يحمل شعار "الشعب يقرر"، يرتكز أساسًا على إصلاحات عميقة تتماشى وطموحات الشعب الجزائري، ويهدف إلى بناء مؤسسات قوية تعكس قوة ومكانة الدولة الجزائرية، وتقوية الانتماء الوطني بما يتماشى والبعد المغاربي والإقليمي والدولي، وفتح حوار جامع يضم كل الأطياف السياسية في البلاد.أما المترشح علي بن فليس رئيس حزب طلائع الحريات، فأكد أن برنامجه الذي يحمل شعار "الجزائر بلادنا ورفعتها عهدنا" يهدف إلى إحداث تغيير شامل وتحول سياسي في منظور تحقيق عصرنة سياسية واقتصادية واجتماعية للبلاد، يقوم على سبع ورشات كبرى مؤسساتية ودستورية وقضائية وكذا ورشات تخص الحريات والحقوق ووسائل الإعلام والاتصال وأخلقة الممارسة السياسية والحياة العمومية والحوكمة العصرية.اقرأ أيضًا.. إضراب القضاة.. زلزال جزائري على أعتاب الانتخابات الرئاسية.. شلل بالمحاكم اعتراضا على هيمنة السلطة.. "الحكومة": الحوار سبيل الحل.. وتخوفات بشأن الإشراف القضائي على الانتخاباتمن جانبه، أعلن المترشح عبد المجيد تبون أن برنامجه الانتخابي الذي يحمل شعار "بالتغيير ملتزمون وعليه قادرون" ويتضمن 54 التزاما لتأسيس "جمهورية جديدة" من بينها مراجعة واسعة للدستور وإعادة صياغة الإطار القانوني للانتخابات وتعزيز الحكم الراشد عن طريق الفصل بين المال والسياسة، بالإضافة إلى وضع آليات لضمان نزاهة الموظفين العمومين وإصلاح شامل للعدالة وللتنظيم الإقليمي وتسيير الإدارة المحلية.أما المترشح عز الدين ميهوبي فالتزم بالعمل على الدفاع عن القيم الجزائرية في برنامجه الانتخابي الذي وصفه بـ"الواقعي والخالي من الوعود الخيالية"، مضيفا أن برنامجه يتضمن "رؤية جديدة" ونموذج تنموي هدفه تحقيق الأمن بمختلف أبعاده، الغذائية، الطاقوية، التربوية والفكرية.في حين أشار المترشح عبد القادر بن قرينة إلى أن برنامجه يعتمد على الاستثمار في رأس المال البشري من خلال التكوين والتعليم والصحة، وفي المؤسسة التي تساهم في خلق الثروة وليست التي تستنزفها، كما يهدف إلى دعم القطاعات الأساسية الداعمة للنمو ورفع نسبة تأثيرها في الناتج الخام كالفلاحة والصناعة والسياحة، مع التركيز على تحسين بيئة الاستثمار من خلال وضع رؤية اقتصادية واضحة المعالم.واختار أغلب المترشحين أن تكون انطلاقاتهم من ولايات الجنوب، حيث ينشط كل من المترشح عز الدين ميهوبي، عبد العزيز بلعيد وعبد المجيد تبون تجمعات بولاية أدرار، فيما اختار المترشح علي بن فليس أن تكون انطلاقته من ولايتي تمنراست وتلمسان، أما المترشح عبد القادر بن قرينة فاختار أن تكون بداية حملته من العاصمة.بيان من الدفاع الجزائريةأمام الحراك الشعبي استنفرت وزارة الدفاع الجزائرية، مساء السبت، وقوى الأمن في البلاد لتأمين الحملات الدعائية. وقال بيان للوزارة" إن قيادة الجيش أعطت التعليمات الكافية والتوجيهات الضرورية لكل القوات الأمنية المعنية لتوفير الشروط الملائمة لتمكين الشعب الجزائري من المشاركة القوية والفعالة في الحملة الانتخابية وفي الاستحقاق الرئاسي المقبل بكل حرية وشفافية".وأضاف البيان أن هذا التحرك يأتي "لتمكين المواطنين والمترشحين من التحرك والتعبير في جو يسوده الاطمئنان والأمن عبر مختلف أرجاء الوطن عشية انطلاق الحملة الانتخابية"، ودعت الوزارة المواطنين والذين وصفتهم "المواطنين الغيورين على وطنهم" إلى "المساهمة النشيطة إلى جانب قوات الجيش الوطني الشعبي ومختلف مصالح الأمن"؛ لإنجاح الاستحقاق الانتخابي.وجرت العادة أن يترأس قائد الأركان الجزائري الفريق أحمد قايد صالح الذي يشغل أيضا منصب نائب وزير الدفاع اجتماعات تحضرها قيادات الجيش وكافة الأجهزة الأمنية‎، ويوجه خلالها تعليمات تخص الأمن في البلاد، ويعد الدرك الوطني التابع لوزارة الدفاع قوة شبه عسكرية تتولى حفظ الأمن خارج المدن فيما تنتشر الشرطة التابعة لوزارة الداخلية داخلها.وجاء بيان الوزارة قبل ساعات من انطلاق الحملة الدعائية للانتخابات صبيحة اليوم الأحد؛ حيث يبدأ المرشحون الخمسة المشاركة في مؤتمرات عبر مختلف ولايات البلاد لشرح برامجهم.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
لم يتحمل ألم الفراق.. أب يلحق بنجله المتوفى بعد ساعات بالمحلة الكبرى