أعلن ملك الأردن إنهاء العمل باتفاق الباقورة والغمر، ومثل هذا الإعلان فرحة للشعب الأردني، ولاقى ارتياحا لدى الشارع الأردني عامة، وخصوصًا أهالي الباقورة والغمر، ورحبت كثير من الدول العربية بهذا القرار التاريخي والمهم، لما له من أثر ايجابي في إنعاش السياحة وجلب الاقتصاد.
هذه القرارات تاريخية ومفصلية في تاريخ الأردن، وهذا هو الأردن على مر التاريخ يأخذ القرارات الصعبة والمهمة في الوقت المناسب، وجاء اتخاذ القرار في هذا الوقت ليحسم كل الأقاويل والتكهنات التي تدور حول الباقورة والغمر، ففي هذه الفترة تداولت وسائل الإعلام كثيرًا من الأخبار المغلوطة حول هذا الموضوع، وهذا القرار وضع الحد لهذه الأقاويل والشائعات.
الآن الباقورة والغمر أصبحت تحت سيطرة الأردن، بعد انتهاء عقد الإيجار المبرم بين الأردن وإسرائيل لمدة 25 عامًا، ورفع العلم والسلام الملكي الأردني على أراضي الباقورة المستعادة من قبل الجيش الأردني، ومنعت إسرائيل المستوطنين من الدخول إليها بعدما كانوا يسرحون ويمرحون بها.
هذه الخطوة جاءت في وقت حرج وحساس جدًا لما يشهده العالم هذه الفترة من نزاعات كبيرة ومهمة في الشرق الأوسط، ومحاولة فرض صفقة القرن الفاشلة، ومحاولة إسرائيل التطبيع مع معظم الدول العربية، لتكون هذه ضربة قوية لإسرائيل بأن الأردن ومعاهدة السلام معها لا تعني شيئا مقابل استعادة الأرض وانتهاء الاتفاقيات بينها مهما كانت هذه الاتفاقيات، وكثير من المراقبين وجدوا أن معاهدة السلام بين الأردن والكيان الإسرائيلي أصبحت الآن هشة وضعيفة.
العالم العربي تحديدًا والذين يحاولون التطبيع مع الكيان الغاصب الإسرائيلي، عليهم الانتباه جيدًا إلى أن إسرائيل دولة مارقة وستزول في أي لحظة، والمراهنة دائمًا تكون على الحصان الرابح وليس الخاسر، فالشعوب العربية مؤخرًا أثبتت وقوفها ضد الكيان الغاصب وما تقوم به من تنكيل ضد الشعب الفلسطيني القابع تحت هذا الاحتلال.
الواضح أن هناك صحوة شعوب عربية ضد الإسرائيليين والعمل على تفعيلها ومحاربة هذا الكيان بكل الوسائل المتاحة، وما حدث مؤخرًا بين إسرائيل والجهاد الإسلامي كان دليلًا على وحدة الشعب الفلسطيني والوقوف خلف المقاومة مهما كلفه الثمن، وكثير من الدول العربية أيضًا تدعم الشعب الفلسطيني، وشعوب ما يسمى بالربيع العربي اتحدت لكي يصبح تجمع شعوب ضد الصهاينة، والحاصل مؤخرًا في تونس دليل على ذلك وباقي دول العالم العربي.