في زيارة بابوية هي الأولى منذ 38 عام مضت إلى اليابان، يزور البابا فرنسيس، اليابان الدولة الوحيدة في العالم التي عانت من هجمات بالقنابل الذرية، في جولة تستمر 4 أيام.
ووصل البابا فرنسيس إلى طوكيو قادمًا من تايلاند في زيارة تهدف لإيصال رسالة مناهضة للاستخدام النووي إلى ناجازاكي وهيروشيما، المدينتان الوحيدتان في العالم اللتان شهدتا تفجير قنبلتين نوويتين، حيث قُتل أكثر من 210 ألف شخص عندما ألقت الولايات المتحدة قنابل نووية عليهم في نهاية الحرب العالمية الثانية.
كما أن الهدف الآخر للزيارة هو دعم الكاثوليك في اليابان، فقد عبّر البابا فرنسيس مرات عدة عن إعجابه باليابان حيث كان يرغب في التبشير خلال شبابه لكنه تخلى عن الفكرة لاحقًا بعد عملية في الرئة، لكن ماذا تعرف عن الطائفة الكاثوليكية في اليابان، ولماذا تم اختيار ناجازاكي؟
"ناجازاكي" مركز الكاثوليكية اليابانية
تحمل زيارة البابا إلى الأرخبيل طابعًا رمزيًا كبيرًا إذ إنها ستقوده إلى هيروشيما وناجازاكي حيث أوقعت قنبلتان ذريتان العام 1945 ما لايقل عن 140 الف قتيل و74 ألفًا على التوالي.
كما تضم اليابان نحو 450 ألف كاثوليكي من أصل السكان البالغ عددهم 127 مليون نسمة، لكن تختلف التقديرات حول نسبة المسيحيين في اليابان حيث تتراوح بين 2.3% إلى 6% في سنة 2006 وذلك حسب إحصائية مؤسسة غالوب مقارنة ب 1% سنة 2000، وتأتي في مقدمة الطوائف المسيحية الكنائس البروتستانتية، وتليها كل من الكنيسة الرومانية الكاثوليكية والأرثوذكسية الشرقية.
وقد وصلت الكاثوليكية إلى اليابان في منتصف القرن السادس عشر، وكان المذهب الكاثوليكي أولى المذاهب المسيحية المعروفة في اليابان، والمصدر الرئيسي التنصيري الوحيد في اليابان حتى سقوط شوغن واستعادة ميجي.
اقرأ أيضًا.. نزع الأسلحة النووية والتخلص من خطرها.. رسالة البابا فرنسيس خلال زيارته لليابان
في عام 1570 كان هناك عشرين مبشّر كاثوليكي في اليابان، الأكثر شهرة منهم كان فرنسيس كسفاريوس الذي وصل في عام 1549 ليكون أول من يدخل المسيحية إليها بشكل نظامي من خلال إقامته في هيرادو، وياماغوتشي، وبونغو.
وقد أضحت ناجازاكي مركز الكاثوليكية اليابانية، وحافظت على علاقات وثيقة وثقافية ودينية مع أصولها البرتغالية، لكن قطعت هذه العلاقات مرة واحدة عندما تم حظر المسيحية، وفي هذه النقطة، ذهب الكاثوليك للممارسة المسيحية المتخفية، وهي الطقوس التي يرعاها الكاكوري كيريشتيان، أو "المسيحيين الخفيين"، الذين واصلوا ممارسة شعائرهم في السر.
الكنيسة الكاثوليكية اليابانية
هي جزء من الكنيسة الكاثوليكية العالمية في ظل القيادة الروحية للبابا في روما ومجلس الأساقفة الياباني، حيث تصل أعداد الكاثوليك إلى حوالي 509 ألف ويتوزعون في ستة عشرة أبرشية في اليابان.
وتملك الكنيسة الكاثوليكية شبكة واسعة من المدارس الكاثوليكية، الجامعات والكليّات وأحد أبرز الجامعات الكاثوليكية في البلاد جامعة "صوفيا".
وفي عام 1981، قام البابا يوحنا بولس الثاني بزيارة إلى اليابان، التقى خلالها مع الشعب الياباني، ورجال الدين، والعلمانيين الكاثوليك، وأقام قداس في استاد كوراكوين في مدينة طوكيو، وزار متنزه السلام التذكاري في هيروشيما.
كما سيقيم البابا فرنسيس قداسين أحدهما في ناجازاكي والآخر في طوكيو وسيلتقي بمسؤولين يابانيين وبالإمبراطور الياباني ناروهيتو.