تظهر حالات لأزواج يشكون في زوجاتهم، وزادت حالات الشك بين الزوجين بعد انتشار وسائل التواصل الاجتماعي وهو ما أدى إلى ظهور حالات شقاق بين الأزواج وحالات طلاق وأحيانا تحدث جرائم، فماذا يفعل الزوج الذي يشك في زوجته؟ وهل يحق للزوج الذي يشك في زوجته أن يتجسس عليها ؟ وما هو موقف الشرع من مثل هذه الحالات؟ حول هذه الأسئلة يقول الأستاذ الدكتور علي جمعة محمد، مفتي الديار المصرية السابق، أن تعقب خصوصيات الآخرين خروج عن الأدب، بل فيه قلة حياء، لأنه ينبغي غض البصر عن خصوصيات الآخرين، لأن التجسس محرّم شرعاً وينهى عن الدين، لما فيه من تتبع عورات الناس وأسرارهم بدافع الفضول وإشباع غريزة حبِّ الاستطلاع، من دون أن تكون له ضرورة مباحة شرعاً، فهذا سلوك مرضي مرفوض شرعاً، ولهذا قال الله تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ» .
اقرأ ايضا .. الزواج بنية الطلاق وزواج المتعة هذا هو حكمه الشرعى ورأى دار الإفتاء
وأوضح الدكتور علي جمعة، أن العلاقة الزوجية يجب أن تكون قائمة على الثقة التامة والاحترام المتبادل والابتعاد عن الشكوك والظنون وتتبع العورات، ولهذا قال النبي (صلّى الله عليه وسلّم): «يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه، لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم، فإن من تتبع عوراتهم تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحه في بيته»، ومثل هذا الزوج المبتلى بزوجة غير أمينة، نقول له: «طلّقها ولا تتجسس عليها»، والوضع نفسه بالنسبة الى الزوجة الشريفة المبتلاة بزوج شكاك وجاسوس ومتسلط، فمن حقها طلب الطلاق لأنه سيحول حياتها إلى جحيم.