اعلان

بعد أسره 17 عامًا.. ودّع حضن أمه ثم مات في سجون المحتل .. ماهي قصّة الأسير الفلسطيني سامي أبو ديّاك، وماهي رسالته الأخيرة؟

سامي أبو دياك

لفظ الأسير الفلسطيني سامي أبو ديّاك أنفاسه الأخيرة، في الساعات المبكرة من صباح اليوم ، بعد طول معاناة في سجون الاحتلال، إذ أعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين صباح اليوم الثلاثاء، عن وفاة الأسير المريض سامي أبو دياك في مستشفى سجن الرملة.

من هو سامي أبو دياك؟

سامي عاهد عبد الله مصلح أبو دياك، من مواليد سيلة الظهر بجنين، وُلد في السادس والعشرين من أبريل عام ألف وتسعمائة وثلاث وثمانون، واعتقلته قوات الاحتلال الإسرائيلي يوم السابع عشر من يوليو عام 2002، بسجن الرملة، بعد أن حاولت اعتقاله بالسابق إلا أن محاولة الاعتقال فشلت، حيث أصيب سامي في حينها في ساقه ولكنه تمكّن من الهرب، وفي المرة الثانية اقتحمت قوات الاحتلال الخاصة قريته سيلة الظهر لاعتقاله وأصيب بيده وبرأسه كما أصيب شخص آخر معه، واستشهد أثناء اعتقاله اثنين من رفاقه، وقد حكم عليه بثلاث مؤبدات و30 عام.

مات بين شقي الرحى "الأسر والإهمال"

بدأ أبو دياك، رحلته مع المرض منذ عام 2015، إثر تعرضه لخطأ طبي عقب خضوعه عملية عملية الزائدة الدودية في مستشفى "سوروكا" الإسرائيلي، حيث تم استئصال جزء من أمعائه، وأُصيب جرّاء نقله المتكرر عبر ما تسمى بعربة "البوسطة" - التي تمثل للأسرى رحلة عذاب أخرى - بتسمم في جسده وفشل كلوي ورئوي، وعقب ذلك خضع لثلاث عمليات جراحية، وبقي تحت تأثير المخدر لمدة شهر موصولا بأجهزة التنفس الاصطناعي، إلى أن ثبت لاحقا إصابته بالسرطان، وبقي يقاوم السرطان والسجّان إلى أن قضى نحبه اليوم بعد 17 عاما من الاعتقال.

ودّع حضن أمه ثم مات شاهدًا على جرائم الاحتلال

وقبل أيام من وفاته تمكنت والدة الأسير سامي وأفراد من عائلته من زيارته في سجنه. وقالت والدته في حديث إعلامي إن اللقاء لم يدم أكثر من ربع ساعة، ولم يتمكن خلالها من الحديث معهم أو حتى رؤيتهم "فقد كان غائبا عن الوعي وبالكاد يعرف من حوله".

وتركزت مطالب الأسير أبو دياك وعائلته في الإفراج عنه ولو ساعة يحتضن فيها والدته ويموت بجانبها.

موت دياك أحيا روح المقاومة الفلسطينية

حملت الرئاسة الفلسطينية، في بيان لها، اليوم الثلاثاء حكومة الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية استشهاد الأسير سامي أبو دياك، الذي تعرض إلى إهمال طبي متعمد تمارسه سلطات الاحتلال بحق كافة الأسرى، وذلك حسب وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".

وتقدمت الرئاسة، من "عائلة الشهيد وأبناء الشعب الفلسطيني بأحر التعازي والمواساة"، داعية الله سبحانه وتعالى أن يتغمده بواسع رحمته وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.

كما دانت الحكومة على لسان المتحدث باسمها إبراهيم ملحم، جريمة الاحتلال بحق الشهيد الأسير سامي أبو دياك، الذي ارتقى صباح اليوم الثلاثاء، في سجن الرملة. وقال ملحم لإذاعة "صوت فلسطين" الرسمية، إن هذه الجريمة تتطلب تدخلا دوليا عاجلا، مشيرا إلى أنه سيتم التحرك لدى كل الجهات القانونية والحقوقية والدولية لإنقاذ الأسرى في سجون الاحتلال خاصة المرضى في أعقاب هذه الجريمة.

وقالت وزارة الخارجية أيضًا، إنها ستتابع ملف استشهاد الأسير سامي أبو دياك، مع المنظمات الأممية المختصة، وعلى المستويات كافة، خاصة الجنائية الدولية، وحثها على الاسراع في فتح تحقيق في جرائم الاحتلال ومستوطنيه.

اقرأ أيضًا.. الرئاسة الفلسطينية تحمل الاحتلال الإسرائيلى مسؤولية مقتل الأسير سامي أبو دياك

واعتبرت الوزارة، في بيان صادر عنها، أن عدم محاسبة قادة الاحتلال ومصلحة ادارة السجون على جرائمها المتواصلة بحق الأسرى جميعا، وعدم فرض عقوبات على دولة الاحتلال يدفعها باستمرار لارتكاب المزيد من انتهاكاتها وجرائمها بحق الأسرى وعائلاتهم، وهو ما يلقي بمسؤولية كبيرة على عاتق المنظمات الأممية المختصة، بما فيها الصليب الأحمر الدولي ومجلس حقوق الإنسان، والمنظمات الحقوقية المختلفة، ويفرض عليها رفع دعاوى قضائية على سلطات الاحتلال ومسؤوليها المتورطين في تلك الجرائم أمام المحاكم المختصة.

وأدانت الوزارة، بأشد العبارات "جريمة القتل المتعمدة البشعة التي أقدمت عليها سلطات الاحتلال وإدارة سجونها وأذرعها المختلفة، والتي أدت الى استشهاد الأسير البطل سامي أبو دياك، نتيجة لسياسة جريمة الاهمال الطبي المتعمد التي مارستها بحقه، كسياسة قديمة جديدة تتبعها أدت الى استشهاد العشرات من السجناء الفلسطينيين والعرب".

وشددت الخارجية الفلسطينية، على أن استشهاد الأسير أبو دياك بهذه الطريقة الوحشية يفضح من جديد عمق الانحطاط الاخلاقي الذي يسيطر على مؤسسات الاحتلال، ويعكس حجم الاستهتار بحياة الانسان الفلسطيني، ويجسد من جديد عمق الاستخفاف الاسرائيلي بمبادئ حقوق الانسان واتفاقيات جينيف والقانون الإنساني الدولي.

وتقدمت الوزارة ممثلة بالوزير رياض المالكي، وسفرائها في المقر والسفارات وجميع العاملين في السلك الدبلوماسي الفلسطيني، بالتعازي إلى ذوي الشهيد أبو دياك ووالدته بالتحديد وإلى عموم أبناء شعبنا.

كما حمّلت منظمة التحرير الفلسطينية السلطات الإسرائيلية مسؤولية القتل المتعمد لأبو دياك نتيجة الإهمال الطبي المتعمد من إدارة السجون.

وقالت دائرة حقوق الإنسان والمجتمع المدني في المنظمة، "إن سلطات الاحتلال قتلت الأسير سامي أبو دياك، في إطار سياسة القتل البطيء التي تمارسها بحق الأسرى عبر عدة وسائل، منها الإهمال الطبي المتعمد، والذي كان الأسير أبو دياك أحد ضحاياه".

وأشارت إلى أنه ومنذ بداية العام الجاري "توفي في سجون إسرائيل 4 أسرى آخرون هم فارس بارود، وعمر عوني يونس، ونصار طقاطقة، وبسام السايح، الأمر الذي يؤكد أن السلطات تمارس عمليات إعدام غير معلنة وخارج القانون وتنتهك كل الأعراف والقوانين والاتفاقات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، خاصة في ما يتعلق بالأسرى وحماية المدنيين تحت الاحتلال".

وفي سياق متصل، دعت هيئة شؤون الأسرى ليوم غضب عارم لروح الشهيد الأسير سامي أبو دياك، وجاء ذلك بالتزامن مع دعوات القوى الوطنية اليوم للتنديد بالسياسة الأمريكية الإسرائيلية.

الرسالة الأخيرة

"إلي كل ضمير حي، أنا اعيش في ساعاتي وأيامي الأخيرة، لا أريد الآن سوى أن أفارق الحياة وأنا في أحضان والدتي، لا أريد الموت وأنا مكبل اليدين والقدمين أمام سجان يعشق الموت، ويتغذى على آلامنا وأوجاعنا".. الأسير سامي أبو دياك

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً