"اطلع ياضنايا، يابن عمرى، اطلع يا نادر ومش هغصبك تشتغل تانى، ضحكوا عليك يابن قلبى ورموك للهلاك، طلعوه أدفنه"، بتلك الكلمات تمتمت تلك السيدة الأربعينية الثكلى، وهى ترثي نجلها، جلست على رصيف منزل متهدم، يحاوطه قوات الأمن المركزى، ترفض الحديث مع أى من المارة أو تنصاع لكلمات التعاطف والتي تطالبها بالراحة حتى يخرج جثمانه.
اقرأ أيضا..مصدر يكشف مفاجأة عن موقع اختفاء الشاب بحثا عن الآثار في الغربية
قالت" درية سالم" إحدى قاطنى شارع أولاد البيطار: تجلس تلك السيدة منذ السبت الماضى، تهب واقفة تارة، وتبكي تارة، تمر على البيت ذهابا وإيابا للبحث عن جثة نجلها، حيث فوجئنا بمجموعة من الأشخاص، يتشاجرون خارج منزل قديم وسط الشارع، ويتردد اسم "نادر"، وعلمنا فيما بعد بأن أحدهم سقط في حفرة داخل المنزل، أثناء التنقيب عن الآثار".
وأضافت"سالم": يتردد عدد ليس بقليل على ذلك المنزل منذ قرابة العام ونصف، وظننا في بداية الأمر أنهم عمال ترميم يعملون بالمنزل، وخاصة أن صاحب العقار معهم، ولكن بدأ الصرف الصحى يطفح بالشارع، إثر ترسبات طينية، وعلمنا فيما بعد أنهم يمزجون الطين بالمياه، ويلقونه فى بالوعات الصرف ليلا.
فيما تناول "طارق رفيق" أحد الجيران طرف الحديث قائلا: ترددت عدد من الشائعات عن وجود كنز بتلك المنطقة، حيث أوهم شيخ أصحاب المنزل، وأغراهم، واستقطب عدد من الشباب للحفر لإيجاد الكنز، فيما سمعنا أن الحفر يحتاج أضحية بشرية، وبعد سقوط الشاب، اعتقدنا أنها جريمة وأنهم قتلوه".
وأضاف "رفيق": كان "نادر" هادئ الطباع، حلو الكلام، يعمل بإحدى ورش صناعة الأحذية، لمساعدة والده في تربية شقيقه وشقيقته، إلا أن أصدقاء السوء أغروه، وزعموا أن الجن اختطفه، لكن الأمن اكتشف وجود جثته أسفل حفرة بعمق 15 متر، ولكن ظل أسفل المنزل، لأكثر من 72 ساعة، حيث دفن وسره معه، وعند استخراجه تفسخت جثته أمام عين والدته، والتى فقدت الوعى عند رؤية جسد ولدها يتفكك".
تعود أحداث الواقعة لوقوع مشاجرة بين أهل أحد الشباب، ومجموعة شباب حديثى السن، يدعون أن نجل تلك الأسرة اختفى وخطفه الجن.
ورد إخطار لمدير أمن الغربية اللواء محمود حمزة من مأمور قسم ثان طنطا، يفيد بنشوب مشاجرة بين أهل الشاب "نادر رضا"، 18 عام، ومجموعة من الشباب بشارع أولاد البيطار بالقرشى، بعد اختفاء الشاب أثناء الحفر والتنقيب عن الآثار، حيث ادعى الشباب أن زميلهم سقط في الحفرة التي يبلغ عمقها 18 متر، أثناء الحفر، وعلى الفور تم استدعاء الحماية المدنية والتى اقتحمت المنزل، وتم شفط المياه من داخل الحفرة، وتم البحث عن جثة الشاب، ولم يتم العثور عليها.
واقتادت القوة الأمنية الشباب المتهمين بالحفر لقسم الشركة، والذين أصروا على أقوالهم بأن الشاب سقط فى الحفرة واختطفه الجن، وتحرر المحضر وأخطرت النيابة.
ذكر شهود عيان أن الشباب يحفرون داخل المنزل القديم منذ أكثر من عام، حيث بلغ العمق أكثر من 19 مترا، وكان أحد المنقبين عن الآثار أقنعهم بالحفر لوجود كنز أسفل المنزل، كما أقنعهم بوجوب تقديم أضحية للجن، حتى يظهر الكنز، فألقوا بصديقهم.
يذكر أن محافظة الغربية من أكثر المحافظات تنقيبا عن الآثار، وذلك لمعاصرتها حقبات تاريخية مختلفة، ووجود ثلثى آثار الدلتا بالغربية فقط، إلى جانب انتشار أعمال السحر والشعوذة والبحث عن الآثار بالمحلة الكبرى.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
