لم ينظر محمود إلى نفسه أنه شخص من ذوي الإحتياجات الخاصة، وخاصة بعد ما وجده في طفولته بأن أطفال قريته بعيدون عنه، ومنذ ذلك الوقت وهو قرر أن يتحدى إعاقته بالنجاح ويعمل في مواهبه التي أحبها منذ طفولته وكان والتي كان يلقيها على عائلته وهي الإنشاد الديني والتجويد في قراءة القرآن إضافة إلى الموهبة التي أتقنها ويريد تطويرها أكثر وهي "العزف على الأورج" وتلك الموهبة هي التحدي بالنسبة له بأنه يستطيع.
هو محمود محمد حامد، 25 عامًا، ابن قرية هو، بمركز نجع حمادي، شمالي قنا، في الفرقة الثالثة بقسم اللغة العربية، في كلية الآداب بجامعة جنوب الوادي، وخريج معهد النور للمكفوفين، بدأ محمود حياته كعابر سبيل يبحث في كل مرحلة على ما يحتاجه لينمي مواهبه التي يقضي وقت طويل في إلقائها وعرضها على عائلته وأصدقائه.
اقرأ أيضًا...الإعدام لشقيقين والمؤلد لوالدهما بتهمة قتل مزارع وإصابة زوجته في قنا
قال محمود لـ"أهل مصر" بأنه منذ طفولته وهو يجيد الإنشاد الديني وطور منه كثيرًا خلال فترة دراسته، إضافة إلى قراءة القرآن الكريم، والذي كان صوته يعجب الجميع، كان هدفه في ذلك الوقت أن أهدافه في الحياة لا تقتصر على الدراسة فقط ولكن أن يكون له دور في الأنشطة والمسابقات ويكون علامة مميزة وسط قريته، وذلك توضح من خلال الإنشاد الديني الذي أصبح متمكن فيه والذي حصل من خلاله على جوائز عديدة في معهد النور للمكفوفين ولكن كان الإهتمام مُقتصر على المعلمين داخل المعهد فقط ولا يوجد أدنى إهتمام من قبل المسئولين خارج المعهد بالمكفوفين ولا بتنمية مواهبهم وأن هناك نماذج تستطيع إجتياز الكثير أفضل من الآخرين.
وأضاف أيضًا إلى أنه بعد إنهاء فترة دراسته داخل المعهد، لم يترك موهبته بل أكملها بعد إلتحاقه بالجامعة، وأصبح مشهورًا أكثر فيه فقد شارك في مسابقة "الحلم المصري" بجامعة الإسكندرية والتي حصل فيها على المركز الثاني على مستوى الجمهورية مرتين متتاليتين وكان الأخيرة العام الماضي.
إلى جانب الإنشاد الديني موهبة أخرى صاحبت "محمود" منذ فترته الإعدادية وهي "العزف على الأورج" فتلك الهواية السعادة الحقيقة بالنسبة له لذلك نجح فيه شارك في مسابقات عديدة أثناء المعهد وداخل الجامعة وتم تكريمه وتسليمه جوائز على طريقة عزفه.
ولكنه شكى بأن موهبته بالأورج يجد صعوبة كبيرة فيها، لأنه بعد خروجه من المعهد لم يجد الآلة التي يكمل بها مسيرته مع العزف، وداخل الجامعة لم يوجد سوى مركز الفنون فقط الذي يذهب إليه للعزف وتنمية هوايته بها، فلا يوجد من يدعمه بآلات تساعده في التطوير من موهبته في العزف لذلك يتمنى من المسئولين الإهتمام أكثر بذوي الإحتياجات الخاصة لأن بالنسبة له فيها نماذج تستحق الرعاية لأنها سوغ تفيد المجتمع.
يحلم محمود بعد دراسته الإلتحاق بإذاعة القرآن الكريم، بجانب ممارسة هواياته الأخرى الإنشاد الديني والعزف أكثر على آلة الأورج.
لم ينسى محمود أيضًا أن عائلته لها فضل فيها وصله من تطوير مواهبه لأنها ساعدته كثيرًا، وكانو مصدر القوة والتشجيع له، كما أن لأصدقائه بمعهد النور للمكفوفين فضل كبير في إكمال مسيرته خاصة في العزف فكانو يعجبو كثيرًا بعزفه.