شهدت جامعة أسيوط استمرار ندوتها الموسعة والمنعقدة تحت عنوان "الإرهاب والتطرف الديني ودور المجامع في مكافحته"، والتي تنظمها إدارة التدريب والبحوث الاجتماعية بقسم الاجتماع كلية الآداب بالتعاون مع كلية الخدمة الاجتماعية والمنظمة تحت رعاية الدكتور طارق الجمال رئيس الجامعة وقطاع خدمة المجتمع وتنمية البيئة رئاسة الدكتورة مها غانم، وذلك بحضور الدكتور شحاتة غريب نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، والدكتور أحمد صابر عميد كلية الآداب ورئيس الندوة، والدكتور حمدى أبو مساعد عميد كلية الخدمة الاجتماعية، والدكتور مجدى علوان وكيل كلية الآداب لشئون خدمة المجتمع ومقرر الندوة، والدكتور حمد الله كيلانى رئيس قسم الاجتماع بكلية الآداب، والدكتور ثابت عبدالمنعم مدير مركز البحوث والدراسات البيئية، واللواء طارق حسين مساعد مدير الإدارة العامة للأحوال المدنية بوزارة الداخلية، والدكتور محمود عبد الرحمن عميد كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر أسيوط، الأنبا لوكاس أسقف أبنوب والفتح وأسيوط الجديدة وعدد من رجال الدين وبيت العائلة المصرية، هذا إلى جانب مشاركة لفيف من رؤساء الأقسام والأساتذة بكلية الآداب والخدمة الاجتماعية.
اقرأ أيضا.. جامعة أسيوط الأولى في عدد الدرجات العلمية الممنوحة في 2018
استعرض اللواء طارق حسين محمود مساعد مدير الإدارة العامة للأحوال المدنية بوزارة الداخلية محاور الإستراتيجية الأمنية التي تنتهجها الدولة والهادفة إلى محاصرة الإرهاب والقضاء على بؤر التطرف والتكفير والتي حرصت خلالها على تطوير قواعد النظم والمعلومات والقيام بضربات أمنية استباقية؛ لإجهاض المخططات الإرهابية وضبط عناصرها، والاهتمام كذلك بمحاصرة الجرائم الجنائية والداعمة للجرائم الإرهابية بما تتضمنه من جرائم تصميم للملابس العسكرية وسرقة السيارات والدراجات البخارية والمستخدمة في ارتكاب الجرائم الإرهابية.
وأشار إلى نجاح الإستراتيجية الأمنية كذلك في تشديد إجراءات التأمين على الشخصيات الهامة والعامة والمنشآت الحيوية من سفارات ووزارات وهيئات حكومية أو خاصة، مع سعي الأجهزة الأمنية لبناء جسور الثقة بينها وبين المواطنين وتفعيل أواصر التعاون المشترك مع كافة الهيئات الأمنية الدولية وذلك لمراجعة أنشطة العناصر الهاربة ومتابعة تحركاتهم مع زيادة التنسيق بين مختلف الهيئات الأمنية داخل مصر في إطار تكوين منظومة أمنية شاملة متكاملة دقيقة وفاعلة مع التوسع الكمي في أعداد الضباط والأفراد والوسع الكيفي فى استخدام أنواع متقدمة من الأسلحة والمركبات التي تمكنهم من أداء مهامهم القتالية لمحاصرة الإرهاب مع تعظيم دور الإعلام في تبصير المواطنين وإجلاء الحقائق وكشف المتورطين في الجرائم الإرهابية ودعم مشاعر انتماء المصريين لوطنهم والرد على الشائعات وهو ما يتم عن طريق مركز إعلامي أمنى متطور، وكذلك حرص الأجهزة الأمنية على التواصل الدائم مع كافة وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية.
وأكد مساعد مدير الإدارة العامة للأحوال المدنية بوزارة الداخلية، أن دراسة قضية الإرهاب وسبل مواجهته كظاهرة عالمية تهدد أمن واستقرار المصير الإنساني وتمس حريات وحقوق الإنسان أصبح واجبًا ومسؤولية يجب أن تشترك فيها كافة دول العالم وليس الدولة المصرية فقط موجهًا تحيته للرجال البواسل من القوات المسلحة والشرطة والذين يقدمون ملحمة وطنية في تطهير أرض مصر من البؤر الإرهابية، موجهًا تحية إجلال وتقدير إلى منقذ مصر وزعيم القارة الأفريقية والدول العربية الرئيس عبد الفتاح السيسى فى جهوده الساعية إلى محاصرة الإرهاب والحفاظ على أمن واستقرار مصر مع تحقيق التنمية والتقدم المنشودين.
ومن جانبه أكد نيافة الأنبا لوكاس أسقف أبنوب والفتح أسيوط الجديدة على أن المحبة هى الفضيلة الأولى والجامعة لكافة الفضائل وهى الوصية الأولى لسيدنا عيسى عليه السلام والذي دعا إلى محبة الآخر كمحبة النفس، والذي جاءت رسالة لنشر المحبة، وهو الأساس الذي يجب أن يجب أن يتوحد عليه المجتمع ليسود السلام والأمن والأمان، والمحبة هى الركيزة الأساسية والقاعدة التي تبنى عليه كافة علاقات العمل والأسرة والوطن، مشيرًا إلى أن علاقتنا بالله عز وجل يجب أن تقوم على المحبة وليس فقط على الخوف مشيرًا إلى أن الإنسان الذي يحيا بمحبة الله لا تهزمه خطيئة.
كما أوضح الأنبا لوكاس أن السلام اسم من أسماء الله والذي يتضمن ثلاث أنواع وهم سلام الإنسان مع الله ومع نفسه ومع الإنسان الآخر، مشيرًا إلى أهمية الأسرة والتي تُعد المدرسة الأولى لتعليم الحب والسلام، موضحًا أن الشعب المصري هو شعب محب ومسالم بطبعه ومتسامح ومتماسك.
كما أكد أن المسيحية كسائر الشرائح والأديان السماوية ترفض العنف والكراهية بما يمثله من خطيئة مركبة والعنف دليل على قسوة القلب والشخص الذي يلجأ للعنف يفقد قدرته على الوداعة وهى أحد القيم الإنسانية التي دعت لها المسيحية والتي تمنع غضب الإنسان وتبادله العنف بالعنف، وعن أسباب العنف والاضطراب، أشار نيافته إلى أن العنف قد ينبع من قسوة فى الطباع، أو اضطراب نفسي يرجع إلى الشعور بالضعف أو الخوف أو الاكتئاب أو قلة الحيلة أو مرض عصبي أو عقلي.