لماذا رفض النبى زواج عليا من امرأة ثانية .. وهل نقيد تعدد الزوجات ؟

تثير قصة منع النبى صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب بعض الشبهات حول وجود أصل شرعي لتقييد تعدد الزوجات، فقد جاء في السيرة النبوية الشريفة رواية صحيحة السند حول غضب النبى صلى الله عليه وسلم عندما علم أن عليا بن أبي طالب يريد الزواج من امرأة أخرى لتكون ضرة للسيدة فاطمة، فَلَمَّا سَمِعَتْ بِذَلِكَ فَاطِمَةُ أَتَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَتْ لَهُ : إِنَّ قَوْمَكَ يَتَحَدَّثُونَ أَنَّكَ لَا تَغْضَبُ لِبَنَاتِكَ ، وَهَذَا عَلِيٌّ نَاكِحًا ابْنَةَ أَبِي جَهْلٍ . فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَسَمِعْتُهُ حِينَ تَشَهَّدَ يَقُولُ : ( أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّي أَنْكَحْتُ أَبَا الْعَاصِ بْنَ الرَّبِيعِ فَحَدَّثَنِي فَصَدَقَنِي ، وَوَعَدَنِي فَوَفَى لِي ، وإِنَّمَا فَاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنِّي يُؤْذِينِي مَا آذَاهَا ، وَإِنَّهَا وَاللَّهِ لَا تَجْتَمِعُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ وَبِنْتُ عَدُوِّ اللَّهِ عِنْدَ رَجُلٍ وَاحِدٍ أَبَدًا ) فلماذا رفض النبى صلى الله عليه وسلم الزواج الثاني لعلى بن أبي طالب ؟

اقرأ ايضا .. وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُم بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ .. ما معنى عَرَّضْتُم ؟ وماذا يقول الرجل للمرأة في فترة عدتها ليتزوجها ؟

قال ابن القيم حول تفسير هذا الموقف: " وفى ذكره صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صِهره الآخر ، وثناءَه عليه بأنه حدَّثه فصدقه ، ووعده فوفى له ، تعريضٌ بعلي رضي الله عنه ، وتهييجٌ له على الاقتداء به ، وهذا يُشعر بأنه جرى منه وعد له بأنه لا يَريبها ولا يُؤذيها ، فهيَّجه على الوفاء له ، كما وفى له صهرُه الآخر" . وذهب ابن القيم في زاد الميعاد أنه مما سبق لا ينطبق على امرأة أخرى غير فاطمة رضي الله عنها .

اقرأ ايضا .. أحمد كريمة: يحق للزوجة أن تشترط على زوجها عدم الزاوج عليها (فيديو)

أما البخاري فقد فسر موقف النبى صلى الله عليه وسلم من رفض النبي صلى الله عليه وسلم الزواج الثاني لعلى بن أبي طالب بأن هذا الرفض جاء خشية الفتنة على فاطمة في دينها كما جاء في رواية البخاري : ( وَأَنَا أَتَخَوَّفُ أَنْ تُفْتَنَ فِي دِينِهَا ).

وفي صحيح مسلم : ( إِنَّ فَاطِمَةَ مِنِّي ، وَإِنِّي أَتَخَوَّفُ أَنْ تُفْتَنَ فِي دِينِهَا ) . فإن الغيرة من الأمور التي جبلت عليها المرأة ، فخشي النبي صلى الله عليه وسلم أن تدفعها الغيرة لفعل ما لا يليق بحالها ومنزلتها ، وهي سيدة نساء العالمين. خاصة وأنها فقدت أمها ، ثم أخواتها واحدة بعد واحدة ، فلم يبق لها من تستأنس به ممن يخفف عليها الأمر ممن تُفضي إليه بسرها إذا حصلت لها الغيرة ، قال الحافظ ابن حجر : " وكانت هذه الواقعة بعد فتح مكة ، ولم يكن حينئذ تأخر من بنات النبي صلى الله عليه وسلم غيرها ، وكانت أصيبت بعد أمها بأخواتها ، فكان إدخال الغيرة عليها مما يزيد حزنها ".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً