في مشهد غريب، قام عدد من الرجال الإيرانيين بنشر صور يرتدون فيها الحجاب إلى جانب زوجاتهم أو نساء من عائلاتهم غير محجبات، وذلك بهدف مناهضة قانون الحجاب الإجباري، الذي تفرضه الدولة.
جاءت صور الحملة التي تحمل اسم "حريتي المختلسة" استجابة لدعوة الصحفية والناشطة الإيرانية ماسيح ألينجاد، التي تعيش في نيويورك، حيث حثت الرجال على دعم حملتها ضد الحجاب الإجباري.تلقت ألينجاد 30 صورة منذ بداية الحملة في 22 يوليو، لرجال يرتدون الحجاب لتجسيد معاناة زوجاتهم وقريباتهم المجبرات على ارتداء الحجاب، حسب وصفها.
وتقود مجموعة من النساء احتجاجات ضد الحجاب القسري، حتى أن بعضهن لجأن لحلاقة شعرهن بالكامل لتستطعن الظهور في الأماكن العامة دون حجاب.
من جانبها، أكدت صحيفة "إندبندنت" البريطانية، إن الرجال قاموا أيضا بإطلاق حملة اعتراضا على ذلك القرار فى الآونة الأخيرة.وفي عام 1979 فرضت شرطة الأخلاق الإيرانية ارتداء الحجاب على النساء عقب الثورة الإسلامية، حيث تجبر المرأة على الحجاب وفق "معايير أخلاقية" معينة تحددها شرطة الأخلاق بحيث يمنع على النساء ارتداء "حجاب سيء" يظهر جزءا من الشعر، وتعاقب المخالفات بعقوبات تتراوح بين الغرامة والسجن من أجل السيطرة على سلوكيات النساء في الأماكن العامة بما في ذلك ملابسهن.وعلى خلفية ذلك، علق أحد النشطاء المشاركين في الحملة: "ارتديت الحجاب لعدة دقائق حتى أتفهم كيف تشعر زوجتي حينما تجبر على ارتدائه يوميا".
وتابع: "حينما دخلنا المتجر، وطلبنا من المصور التقاط صورة لنا، سألنا عن الغرض من الصورة، فأجبناه بأن الهدف هو تحدي قانون الحجاب الإلزامي بإيران، فقط أريد أن تكون زوجتي وحدها صاحبة قرار ما ترتديه، وليس ما تحدده القوانين بإيران".
وأردف: "إنه أمر غاية في الصعوبة على المرأة في إيران أن تحتمل ارتداء هذه الملابس في الحر القائظ فقط لأننا نتجنب إثارة حفيظة المسئولين بالبلاد".
في حين رفع شاب آخر النقاب تذكارا من ملابس والدته المتوفاة، موضحا أنه ارتداه دعما للحملة ليتذكر معاناة والدته في أيام الصيف الحارة مع الحجاب الذي أجبرت على ارتدائه دون اقتناع بعد الثورة الإيرانية.وكانت الإعلانات الممولة من قبل الدولة تظهر صور النساء غير المحجبات بأنهن فاسدات وبلا شرف، وبسبب عدم التزامهن بالحجاب يتعرضن للتحرش الجنسي من الرجال.
وعلى جانب ثانٍ، رفض آخرون الفكرة، معتبرين أنه من غير المقبول أن يرتدي الرجال الحجاب حتى ولو كان بهدف دعم النساء في قضيتهن، وإلا عليهم ارتداء الملابس النسائية واستخدام أدواتهن الصحية ووضع المكياج، ووصف البعض الحملة بانتقاص للرجولة.