"إعاقتهم سبب سعادتهم".. رحلة كفاح الأشقاء الثلاثة وعودة أبصارهم بعد 30 عامًا من الظلام.. جابر: "سألتحق بكلية الحقوق وأحقق أحلامي" (صور)

 رحلة كفاح الأشقاء الثلاثة وعودة أبصارهم بعد 30 عامًا من الظ
رحلة كفاح الأشقاء الثلاثة وعودة أبصارهم بعد 30 عامًا من الظ

في قرية صحراوية، منعزلة عن المدينة، داخل كوخ صغير من الطوب اللبن، وبشكل غير آدمي كان يعيش 3 أشقاء "عطيت الله عيد، ومحمد عيد، وجابر عيد" فاقدين البصر، مع والدهم المُسن، بنجع الألفي، التابع لحاجر الجبل، بمركز الوقف، شمالي محافظة قنا، ذلك النجع الذي لم يعرف عنه المسئولين شيئًا، إلا بعد قصة الإخوة الأشقاء المعاقين، والتي كانت إعاقتهم سبب سعادتهم.

بعد 30 عامًا في الظلام، النور يعود إليهم فجأة، لم يتوقعوا ذلك أبدًا، ولكن إصرارهم على السعي لقضاء احتياجاتهم هو الذي لفت انتباه الجميع إليهما، الأشقاء الثلاثة قبل أن يستردو بصرهم، كان أحدهما يعمل على ماكينة الري بمفرده، علمًا بأن تشغيلها يحتاج النزول إليها 12 مترًا في المياه لأسفل، بينما الثاني كان بارع في زراعة الأرض وتنظيفها، والثالث إضافة إلى مساعدة أشقائه في الزراعة إلى أنه كان بارع في ممارسة الدومينو، تلك الخدمات التي يقومون بفعلها رغم إعاقتهم، كثيرًا من الأشخاص العاديين لا يستطيعون القيام بها، وتلك الخدمات هي السبب فيما توصلوا إليه الآن سواء في إجراء عمليات زرع قرنية لهم، أو رفع كفاءة منزلهم وتطوره وفرشه، هي السبب في تغيير حياتهم كليّا، وذلك من كثرة استغراب الأهالي بما يقومون به جعلهم يتحدثون عنهم كثيرًا، إلى أن وصلت أخبارهم إلى بعض الصحفيين بقنا، ومن هنا بدأوا حياة جديدة.

رصدت "أهل مصر" حياة الإخوة الأشقاء الجديدة، يقول جابر، أصغر أشقائه، إنه أجرى أول عملية زراعة قرنية، وهو طالب بالثانوية العامة، وكان يمارس حياته عادي، ولا يتكاسل عن العمل، ولكن هناك أشياء كثيرة محروم منها نظرًا لإعاقته مثل رؤية مباريات النادي الأهلي المفضل لديه، وقراءة القصص والروايات، والتي كان يلجأ لأحد أفراد جيرانه لقراءته لها خاصة روايات الكاتب طه حسين، وبعد إجراء العملية بدأ يرى بعينه الشمال بنسبة 95%، وذلك ساعده كثيرًا على الإسراع في ممارسة حياته الطبيعية، والقراءة ومشاهدة التلفاز والمباريات الهامة، مضيفًا أنه سوف يلتحق بعد التخرج من الثانوية العامة، بكلية الحقوق، ومنها إلى الدراسات العليا، ولن يتوقف عن ممارسة العمل والدراسة سويًا.

وأضاف شقيقه محمد، 28 عامًا، وهو أوسطهم، والذي برع في ممارسة "الدومينو"، وهو فاقد بصره، أنه سعيد جدًا؛ لرؤية نور الحياة الذي كان محرومًا منه منذ ولادته، كما أنه كان طيلة عمره يتمنى رؤية أشقائه وخدمتهم، ولكن أيقن أذن ذلك مستحيلًا إلى أن شاء القدر، وبمساعدة إحدى المؤسسات الخيرية، بعد أن عرض قصتهم أحد الصحفيين، تم إجراء عمليات زرع قرنية لهم ضمن مبادرة الرئيس السيسي "عنيك في عنيا"، موضحًا أنه يرى الأشياء بصورة أوضح تدريجيًا، وذلك الذي ساعده على ممارسة عمله في الزراعة بشكل أفضل، ومساعدة والده المُسن. 

اقرأ أيضًا..بعد عودة بصرهم..محافظ قنا: للأشقاء الثلاثة شقق الزواج تنتظركم (صور)

وذكر عطيت الله، صاحب الـ30 عامًا، أكبر أشقائه، أنه لم يكن يتوقع، أن إعاقته هو وأشقائه، تكون سبب سعادتهم اليوم، بأنهم وجدوا إهتمامًا كبيرًا من جميع المسئولين داخل قنا وخارجها، ولم يتوقف أحد عن مساعدتهم، موضحًا أن مؤسسة صناع الخير بعد أن أجرت لهم العمليات، لم تتركهم إلى ذلك الحد بل قامت برفع كفاءة منزلهم، وفرشه وتركيب الأرضية من السيراميك، إضافة إلى الأجهزة الكهربائية.

وفي نهاية الحوار قدم الأشقاء الثلاثة الشكر لكل المسؤولين الذين وقفوا بجانبهم وكانوا السبب في رؤية نور الحياة، كما قدموا الشكر إلى محافظ قنا ووكيل وزارة التضامن، الذين توعدوا لهم أثناء افتتاحها لمنزلهم أن شقق الزواج تنتظرهم حينما يقررون ذلك.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً