أطلقت نانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب الأمريكي، والتي وصفت الرئيس دونالد ترامب بأنه "تهديد مستمر لأمننا القومي وسلامة انتخاباتنا"، اليوم، عملية التصويت على تهمتين موجهتين لـ ترامب خلال إجراءات مساءلته تمهيدا لعزله، وهما إساءة استخدام السلطة وعرقلة عمل الكونجرس، في وقت من شأن التصويت على أي من التهمتين بالأغلبية البسيطة أن يؤدي إلى عزل الرئيس الأمريكي، فيما يحتج الجمهوريون بأن ديمقراطيي مجلس النواب يسيؤون استخدام أغلبيتهم في تمرير ما هو في مصلحتهم بصرف النظر عن الحقيقة والواقع، بينما يرى الديمقراطيون ألّا خيار آخر أمامهم بسبب تصرفات الرئيس المتهورة.
في هذه الأثناء، توجه "ترامب" إلى مدينة صغيرة بولاية ميشيجان مساء اليوم الأربعاء، لحضور تجمع انتخابي في إطار استعداداته لانتخابات العام المقبل.
وقال "ترامب"، في تغريدة صباح اليوم: "هل تصدقون أنني سوف أُقال اليوم من قبل اليسار الراديكالي، لم أفعل شيئًا للديمقراطيين، ولم أخطئ!، شيء رهيب". ولاحقا، غرد الرئيس الأمريكي أيضا: في كل الأحوال، "هذا اعتداء على أمريكا".
ولكن، وفقا لصحيفة "الجارديان" البريطانية، فإن تلك الجهود التي بذلها "ترامب" لوضع نفسه في فقاعة من التصريحات، وإصراره على أن يتظاهر الجمهوريون بوجود حقائق تهدد باختراق تلك الفقاعة، لا يمكن أن يغير الواقع في الكونجرس.
وحذرت "بيلوسي" خلال حديثها في قاعة مجلس النواب، من "رؤية جمهوريتنا تتعرض للتهديد من جراء تصرفات البيت الأبيض"، وقالت: "من المأساوي أن تصرفات الرئيس المتهورة تجعل المساءلة ضرورية"، مضيفة أن ترامب "لم يعطنا أي خيار"، مشيدة "بالشجاعة الأخلاقية لأعضائنا"، الذين يلجأ بعضهم إلى المجازفة السياسية من خلال دعم عملية العزل.
من جانبه، رد النائب الجمهوري "دوج كولينز" عن ولاية جورجيا، والعضو البارز في اللجنة القضائية، أن العزل كان دائمًا أمر "حتمي" بالنسبة للديمقراطيين، وقال: "كان المؤسسون قلقين جدًا بشأن المساءلة الحزبية التي يمكن للأغلبية في قوتها فعل كل ما يريدون القيام به بغض النظر عن الحقائق".
وبعد تحقيق دام ثلاثة أشهر، كان أعضاء الكونجرس على استعداد للعمل ضد "ترامب" بسبب خططه لتزوير انتخابات الرئاسة عام 2020، وفقا للديمقراطيين، من خلال الضغط على أوكرانيا لتشويه صورة نائب الرئيس السابق، جو بايدن، أحد منافسي ترامب، ثم عرقلة عمل الكونجرس.
وقال "جيم ماكجفرن"، عضو الكونجرس عن ولاية ماساتشوستس، إن "هذه لحظة تحدد الديمقراطية"، مضيفا "سيحكم التاريخ على ما إذا كنا سنُبقي تلك الجمهورية الهشة التي سُلمت لنا منذ أكثر من 200 عام على حالها".
وفي حال عزله، يصبح "ترامب" ثالث رئيس يُعزل في تاريخ الولايات المتحدة، وينضم إلى أندرو جونسون في عام 1868 وبيل كلينتون في عام 1998، فيما استقال ريتشارد نيكسون في عام 1974 قبل أن يتم عزله.
وبعد عزله أيضا، سيواجه "ترامب" محاكمة العام المقبل بمجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الجمهوريون، حيث ستكون هناك حاجة إلى أغلبية الثلثين لإدانة "ترامب" وإزاحته من منصبه. ولكن مع عدم وجود أعضاء جمهوريين في مجلس الشيوخ يعربون حاليًا عن تأييدهم لعزلهم، بدا ترامب في مأمن من الإقالة.
بالإضافة إلى ذلك، لم يصوت نواب جمهوريون، اليوم، على قضية عزل الرئيس، مما زاد من اتهامات الحزب الجمهوري بأن إجراءات العزل كانت مدفوعة بميول حزبية. وفي المقابل، ردّ الديمقراطيون أن الجمهوريين كانوا رهينة لترامب وغير قادرين على إصدار حكم سليم في هذه المسألة.
اقرأ أيضاً: "التايمز" البريطانية: ترامب متهم باستغلال السلطة وإعاقة عمل البرلمان الأمريكي
وانشق اثنان من الديمقراطيين- أحدهما قال أحد موظفيه إنه سيتحول في وقت قريب إلى الحزب الجمهوري- عن حزبهم في تصويت إجرائي مبكر. ومع وجود أربعة مقاعد شاغرة في مجلس النواب، سيحتاج الديمقراطيون- الذين يحصلون على أغلبية 233 مقعدًا- إلى 216 صوتًا لإقالة ترامب.
وقدم زعيم الأقلية في مجلس النواب، كيفن مكارثي عن ولاية كاليفورنيا، قرارًا يهدف إلى إدانة آدم شيف، رئيس لجنة الاستخبارات، وجيري نادلر، رئيس اللجنة القضائية، لما قاله "مكارثي" أنهما أساءا استخدام السلطة وانتهكا الإجراءات. ولكن لم يُصوت بعد على هذا القرار.
اقرأ أيضاً: أول تعليق من ترامب على بدء إجراءات عزله اليوم
وكان من المقرر أن يغادر "ترامب" البيت الأبيض في الساعة 4 مساءً لحضور تجمع انتخابي والاحتفال بعيد الميلاد في بلدة باتل كريك بولاية ميشيجان، وهي مركز لصناعة الأغذية في الولاية التي تحولت من دعم باراك أوباما عام 2012 إلى دعم ترامب عام 2016.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
