الحاسة السادسة.. محمد مخلوف يكتب: طومان باي مين!! إبراهيم كسر عنين العثمانيين

كتب :

ممالك النار مسلسل تاريخي إنتاج دولة الإمارات بميزانية بلغت 40 مليون دولار أمريكي، بدأ عرضه لأول مرة عبر شاشة فضائية MBC السعودية في اليوم السابع عشر من شهر نوفمبر الماضي، عبر 14 حلقة تشتعل الأحداث من البداية حول صراع السلاطين على الحكم ويسلط كاتب العمل التعاطف مع طومان باي من البداية ما بين آلام الطعن وأوجاع الحب واعدام النهاية.

مع عرض مسلسل ممالك النار فرض طومان باي نفسه كشخصية مؤثرة على السوشيال ميديا ووسائل التواصل الاجتماعي تعاطفا معه، وانتقل هذا التعاطف بدوره إلى وسائل الإعلام حيث عبر العديد من الإعلاميين والصحفيين على اعجابهم بطومان باي كشخصية رمز وقدوة مصرية في مواجهة الأتراك العثمانيين، وأنا أتسأل لماذا نصبوه قدوة؟!، ماذا فعل؟!، هل انتصر؟!، هل قهر الأتراك؟!، هل كسر عنين العثمانيين؟!، بالطبع الإجابة الصحيحة لتلك التساؤلات هي لا، طومان باي لم ينتصر على الأتراك العثمانيين بل احتلت مصر في عهده، واعدم داخلها على مشانق الأتراك في نهاية مذلة للمصريين أمام الأتراك.

هكذا نصب بعض رواد السوشيال ميديا وعدد من الإعلاميين وآخرين صحفيين طومان باي رمز لمواجهة الأتراك، عن أي رمز يتحدثون؟!، رمز الهزيمة؟!، رمز الانكسار؟! رمز الإعدام؟!!!.

أنا شخصيا أرى تجسيد شخصية طومان باي في عمل درامي ضخم وبثه لملايين أهالي المنطقة العربية في توقيت حرج تمر به المنطقة العربية حاليا حيث تواجة أطماع وأخطار الدولة التركية العثمانية هو بمثابة طاقة سلبية وعمل سيء، تركيا تهدد الأمن القومي العربي، باستخدام الحرب النفسية تظهر للعالم أنها قوية على عكس الحقيقة تماما، وأنها قادرة على هزيمة الجميع وهذا خطأ أيضا، وأنها لا تقهر وهذا بالطبع كلام كاذب وغير حقيقي.

في الواقع تركيا تطمع وتتدخل في سوريا والعراق وليبيا وتهدد الأمن القومي المصري وتعبث بمياه البحر الأبيض المتوسط، ونحن كعرب ننتج ونعرض ونعجب بمسلسل يؤكد قوتها وأنها انتصرت على المصريين واعدمت حاكمهم وسطهم، بالطبع شيء سيء يرفضه العقل السوي السليم.

طومان باي لا يصلح قدوة ورمز في مواجهة الغزو التركي العثماني للمنطقة، أرى أن هناك العديد من القادة العسكريين هزموا تركيا وانتصروا عليها يستحقون تسليط الضوء عليهم وابرازهم في الإعلام أحق منه، إبراهيم باشا الابن الأكبر لمؤسس الدولة المصرية الحديثة محمد علي باشا مثلا نموذج يتحذ به وطاقة إيجابية ومصباح نور يضيء الضوء لتحفيز الأرواح والنفوس على الانتصار على العدو التركي العثماني.

في التوقيت الحالي للمنطقة العربية نحن كمواطنين مصريين بصفة خاصة وعرب بصفة عامة نحتاج إلى قائد عسكري قوي انتصر على الأتراك العثمانيين وهذا لم يتوافر في طومان باي المنهزم الذي احتلت أرضه وأعدم.

طومان باي مين!!.. إبراهيم محمد علي مع المصريين كسر عنين الأتراك العثمانيين، وقهرهم وأذلهم، ويستحق أن تترجم بطولاته إلى أعمال درامية خالدة مجسدة على شاشة التليفزيون بل والسينما أيضا ليرى العالم وتتذكر تركيا من قهرها وهزمها لأنه بطل عسكري فذ.

إبراهيم محمد علي هزم الأتراك العثمانيين هزيمة مذلة في ما يعرف بالحرب المصرية العثمانية الأولى عام 1832، حيث سحق الجيش التركي العثماني، ووصل النفوذ المصري إلى أعالي نهر الفرات في العراق، بقيادة إبراهيم باشا انتصر المصريين على الأتراك العثمانيين واقتربوا من الأستانة عاصمة الخلافة العثمانية، وتكرر الأمر مرة أخرى عام 1839 في معركة نسيب حيث أذاق إبراهيم باشا الأتراك العثمانيين هزيمة منكرة، في ما يعرف أيضا بالحرب المصرية العثمانية الثانية، واستحوذ على جميع أسلحتهم "عشرون ألف بندقية و166 مدفع وغيرهم من الذخائر الأخرى".

في النهاية أؤكد أن رأيي الخاص أن مصر والمنطقة العربية تحتاج إنتاج أعمال درامية تعبر عن طاقة إيجابية محفزة على الانتصار على الأتراك العثمانيين، وكسر شوكتهم في المنطقة العربية وهذا ما فعله إبراهيم باشا وأعلن استقلال مصر التام عن الخلافة العثمانية.

اعرفوا كيف تدار الحرب النفسية، وكيف يكون الاختيار، اختاروا المنتصر لا المنهزم واجعلوه قدوة، طومان باي مين!! إبراهيم محمد علي مع المصريين كسر عنين الأتراك العثمانيين.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً