"لا الأحياء عايشين ولا الأموات متكرمين" بهذة الكلمات والعبارات المؤسفة تحدث بعض أهالى قرية السبيل التابعة لمجلس قروي بياض العرب بمدينة شرق النيل ببني سويف، حول غزو مياه الصرف الصحي والمياه الجوفية تجاه منازل ومقابر الأهالى، التى نتج عنها غرق مقابر الموتى، وتهديد منازل المواطنين والأهالي بالانهيار، التقت جريدة أهل مصر، ببعض المواطنين والأهالى، لرصد المعاناة بهذا التقرير.
وأوضح، أنه يوجد مواسير للصرف الصحي على بعد 200 متر فقط بقرية الشيخ على، وعلى بعد 500 متر فقط من محطة الصرف الصحي بقرية الحمرايا، مشيرا إلى وجود هذه المعاناة للأهالى والمواطنين منذ أكثر من 15 عاما.
وأشار إلى أن مياه الصرف الصحي، نتج عنها مزيدا من الأضرار فى الأراضى الزراعية، وما نتج عنها من غرق الأراضي بمياه الصرف الصحي، فضلا عن تهديد المنازل بالانهيار، نظرا تخلل المياه في جدران المنازل، دون وجود أي من الحلول المناسبة من جانب المسؤولين، وكأنهم ينتظرون حدوث الكارثة الإنسانية.
وأكد على أن مقابر الموتى أصبحت تعبر عن واقع مرير، ومؤسف، لكل من ينتمى للإنسانية، وذلك بعد ما أصبح الموتى يسبحون في مياه الصرف الصحي، والمياه الجوفية، دون وجود أدنى مسؤولية، أو شعور من جانب المسؤولين بالمحافظة، تجاه هذة المصيبة، حتى اختلط رفات الموتى، بالحشائش بأنواعها المختلفة، والتى تكمن بداخلها كافة أنواع الحشرات الضارة.
وأشار إلى أن أهالى قرية السبيل بشرق النيل ببني سويف، لا يمكنهم أن يعيشوا عيشة كريمة، ولا موتاهم يسكنون بمقابرهم بشكل إنسانى كريم، مما يؤكد على مدى الوضع الإنساني الأليم الذى يتواجد فيها أهالى قرية السبيل بموتاهم أيضا.
وأكد محمد عبدالله، أحد الأهالى بقرية السبيل، على أن مياه الصرف الصحي تهدد سلامة وأمن واستقرار الأهالى لمنازلهم التى لا يملكون غيرها، مشيرا إلى أن المقابر ومنازل الأهالى أصبحت مدمرة بشكل كبير.
وأضاف أن بسبب غزو مياه الصرف الصحي والمياه الجوفية، قام الأهالى بنقل موتاهم ورفاتهم مرة اخرى الى احدى المقابر بشكل يعبر عن الواقع المأساوي لهم، دون تحرك من جانب المسؤولين.
ومن جانبه تقدم الدكتور عبدالرحمن برعي، عضو مجلس النواب بدائرة مركز ومدينة بنى سويف، بطلب إحاطة إلى رئيس الوزراء، ووزير الإسكان، للعمل على الحد من هذة الكارثة الإنسانية التي تهدد سلامة وأمن الأهالى والمقيمين بقرية السبيل التابعة لمجلس قروي بياض العرب بمدينة شرق النيل.
وأوضح " برعي " أن معاناة المواطنين والأهالى مستمرة منذ أكثر من 15 عاما، مشيرا إلى أن مقابر قرية السبيل بشرق النيل تحتوى على غالبية موتى المحافظة، فضلا عن تكاثر ووجود الحشائش المرتفعة بين المقابر، وارتفاع منسوب مياه الصرف الصحي والمياه الجوفية بداخلها.