عيد رأس السنة لدي المصريين القدماء ارتبط بالطعام منذ قديم الأزل، إذ كانوا يحرصون خلال احتفالاتهم برأس السنة، على تناول "بط الصيد " و" الأوز " الذى كان يشوى في المزارع بجانب الأسماك المجففة، التي يعدون أنواعا خاصة منها خلال الأعياد، وحرص قدماء المصريون علي تسجيل احتفالاتهم بعيد رأس السنة، فسجلوها على جدران مقابر النبلاء بجبانة طيبة في البر الغربي لمدينة الأقصر، إذ إن هناك قرابة 19 مقبرة تُعدُ بمثابة سجل تاريخي يصور لنا كيف كان يستقبل قدماء المصريين عامهم الجديد، وكيف كانوا يحتفلون بليلة رأس السنة.
المصريون القدماء ورأس السنة
فكانوا يفتخرون بمشاركتهم في احتفالات الأعياد ورأس السنة، ويسجلونها في صورة لوحات ونقوش على جدران قبورهم الخاصة، وصورة الأعياد في مصر القديمة شغلت الكثيرين من علماء المصريات والمؤرخين، من أمثال الألماني شوت سيجفريد، والفرنسية كريستيان دي روش نوبلكور، والمؤرخ اليوناني هيرودوت.فرأس السنة كانت بمثابة مناسبة عظيمة، يجتمع فيها كل المصريين وكان يخرج تمثال المعبودة حتحور، في ذلك اليوم للنور لتراه الجموع وكأنه يمنح الحياة لعام آخر جديد، وحتحور هي ربة السعادة والمرح والسرور لدى قدماء المصريين.
رأس السنة لدي القدماء
وكان موكبا مهيبا يرأسه الكهنة، ويسير نحو قدس أقداس المعبد ويعود حاملا تمثالاً على هيئة طائر برأس امرأة مصنوع من الذهب اسمه " باي " وكان يتم وضع هذا التمثال داخل ناووس زجاجي صغير، ويسير به الكهنة في الموكب الذي كان يتوقف في أماكن محددة بالمعبد، لوضع تيجان مختلفة رمزا للقوى المتعددة التي تتمتع بها المعبودة حتحور.اقرأ أيضا..بد رجة 47 تحت الصفر.. مدينة روسية تشهد زمهرير من البرودة هذا العامفخلال تلك الاحتفالات بحلول العام كان على الجميع أن ينسون خلافاتهم ويتجاوزون منازعاتهم، وكان من تعاليم عقيدتهم آنذاك أن يستقبل الناس رأس السنة الجديدة وهم في صفاء وإخاء ومودة.