صباح يوم السبت، استيقظ مصطفى وأصدقائه مبكرًا حتى يتسنى لهم الانتهاء من عملهم عصرًا؛ للذهاب إلى ستاد السلام الأهلي كما يحلو لهم تسميته "الأهلي"، حيث مباراة الأهلي وبلاتينيوم في دوري أبطال إفريقيا، وبعد رحلة طويلة استقر الأصحاب في "الثالثة شمال".
وفي أثناء المباراة وبين مغادرة جمهور الأهلي وعودته مرة أخرى إلى المدرجات، كان مصطفى على موعد مع الشهرة، بعد أن اقترح أحد أصدقائه عليه أن يعلق لهم على المباراة من المدرجات، وعندما شرع "درش" في وصف أحداث اللقاء، اعتقد الحضور غير زملائه أن معلق مجموعة قنوات بي إن سبورت، علي محمد علي متواجد معهم في المدرجات.
مصطفى ومن ستاد القاهرة إلى منطقة فيصل بالجيزة، حيث يقطن مصطفى مع أصدقائه في الدور الخامس بإحدى العقارات المتواجدة في منطقة سماها أصحابها بـ "الطوابق"، بدأ مصطفى حديثه مع "أهل مصر":" أنا مش مصدق نفسي أني بقيت مشهور بعد فيديو مباراة الأهلي وبلاتينوم".بداية القصة لم تكن في ستاد السلام، ولكنها كانت في إحدى محافظات إقيلم شمال الصعيد وبالتحديد "الفيوم"، فهناك بدأ مصطفى في التعليق على مباريات الدورات الرمضانية في سن الثانية عشر، فتارة يبهر الجمهور بتقليد المعلق التونسي رؤوف خليف، وتارة أخرى يجد الأهالي أنفسهم أمام حفيظ دراجي جديد.مصطفى يقلد مجموعة من المعلقين مثل الشوالى والكوالينى وخليفالأمر لم يتوقف عند التعليق على الدورات الرمضانية، بل امتد إلى جلسات أصدقائه والتي كان يتولى فيها التعليق على مباريات "البلايستشن" والتي أصقلت موهبته وجعلته يتقن تقليد علي محمد علي، فالأخير كما يقول مصطفى بعد ضحكة كبيرة "أنا لابسه".الشاب الذي يبلغ من العمر "26" عامًا، جاء إلى القاهرة باحثًا عن فرصة من خلال اختبارات الإذاعة والتليفزيون، أثناء دراسته في إحدى المعاهد الفنية، ولكن كما يقول:"الشروط غير منطقية فأنا وبالرغم من حصولي على مؤهل فوق متوسط إلا أنهم يريدون مؤهل عالي.. فأنا لغتي العربية سليمة كما أنني أملك الموهبة فأين تكمن المشكلة".
مصطفىوفي اليوم الإفريقي بجامعة القاهرة وبحضور وزير الشباب والرياضة أشرف صبحي، أبهر مصطفى الحضور في فقرة "تقليد المعلقين"، فتواصل معه الوزير شخصيًا وقال له "عاوزينك معانا"، ولكنه لم يرى صبحي مرة أخرى، وما زال البحث عن فرصة مستمر."أنا محتاج فرصة واحدة بس ومستعد أن أدخل في أي اختبار بس حد يحطني على الطريق"، يحكي مصطفى عن طموحاته في الفترة المقبلة، فهو يستعد للتقديم في مسابقة "ألو بي إن"، كما أنه يحلم بمقابلة علي محمد علي والتعليق أمامه فهو بالنسبة له "المثل الأعلى".اقرأ أيضًا:مختار مختار لـ "أهل مصر": تدريب الأهلي "مش شاغلني".. ومشروع بيراميدز "فنكوش".. واتحاد الكرة "حاطط" سيف على رقبتي (حوار)وبالعودة مرة أخرى إلى الفيوم.. "محمد" صديق مصطفى يهرول مسرعًا إلى منزل صاحبه، الذي أصبح حديث مواقع التواصل الاجتماعي، حتى يخبر عائلة مصطفى التي لم تصدق أن نجلهم قد يصبح في يومًا من الأيام معلقًا على إحدى شاشات التليفزيون.مصطفى يعلق على هدف أبو تريكة في نهائي دوري أبطال إفريقيا 2013مصطفى الذي يعمل في محل لـ الأدوات الصحية، يعتقد أن التعليق موهبة ولا يحتاج لمؤهل عالي حتى يحترفه الأشخاص، فهو يرى أن التعليق مثل كرة القدم، متسائًلا:" ما الذي جعل أبو تريكة نجمًا كبيرًا.. موهبته أم مؤهله العالي؟"، فأنا مثل تريكة أملك موهبة كبيرة وحلمي أن أصبح معلقًا.