انتشرت مؤخرًا ظاهرة العنف الأسرى بسبب عدة عوامل لم يتم التعامل معها كما يجب، كما أنه لم يتم اكتشافها قبل الزواج حتى يتم علاجها بسبب إغفال إجراء الفحص الطبي اللازم، مثل ما حدث منذ حوالى 4 أشهر في إحدى قرى محافظة المنوفية عندما قام زوج بقتل زوجته في أول ليلة زواج لإخفاء أهله حقيقة مرضه النفسي والذي أودى بحياة عروسه.
الكشف الطبي قبل الزواج.
وشهدت مصر حالة من الجدل فى عام 2008، تحت قبة "البرلمان" حول ضرورة إجراء فحوصاتٍ طبية كشرط لإتمام الزواج، وانتهى الأمر إلى إضافة المادة رقم "31 مكرر" إلى "القانون رقم 143 لسنة 1994 في شأن الأحوال المدنية"، التي تنص على أنه "لا يجوز توثيق عقد الزواج إلا لمن يبلغ من الجنسين سن 18 عامًا، ويُشترط للتوثيق أن يتم الفحص الطبي للراغبين في الزواج للتحقق من خلوهما من الأمراض التي تؤثر على حياتهما أو على الزواج وللتحقق من خلوهما من الأمراض التي تؤثر على حياة كلٍّ منهما أو صحته، أو على صحة نسلهما"، كما نصت على خضوع من يوثق زواجا بالمخالفة لذلك بـ"عقوبة تأديبية".
لائحة المأذونين
كما نصت لائحة المأذونين في مادتها الـ33 على أنه يجب على المأذون قبل توثيق العقد أن "يطلع على الشهادات الطبية التي تثبت توقيع الفحص الطبي على الزوجين وفقا لقرار وزير الصحة رقم (338) لسنة 2008 وإثبات أرقامها بالوثيقة".
أوجاع من محاكم الأسرة بسبب تحاليل ما قبل الزواج .
مريض فيروس سي
والتقت «أهل مصر» بالسيدة ن.م والتى روت قصتها، حيث أوضحت أنها تزوجت بعد علاقة عاطفية استمرت لأشهر ولم تكن تعلم أنه مريض، حتى تحاليل قبل الزواج كانت صورية ولم يتم الكشف الجيد، وأظهرت أنه سليم.
وتابعت: «حتى تزوجنا وشاء القدر أن أنجب منه طفلًا، ولكن ولُد مريضًا واكتشفت أنه يحمل فيرس سى، وأكد الطبيب أن الفيروس منقول من أحدنا أنا أو والده، وبالفحص تبين أن الزوج مريض بفيرس سي منذ عدة أعوام، ولم يكن يعلم، ونقل العدوى لي ولابنه وتحولت حياتنا الزوجية إلى حجيم ومستشفيات بعد أن وصل الفيروس إلى مراحل متقدمة».
مدمن هيروين
بينما قالت سيدة أخرى تدعى «أمل»: «تزوجت فى سن صغير، وبعد فترة خطوبة لم تستمر سوى أيام قليلة وذلك لرغبة أهلى فى إتمام الزواج؛ ومنذ أول أسبوع زواج و تصرفاته غير طبيعية ومريض بالشك بخلاف التعدى على بالضرب بشكل مبرح حتى اكتشفت أنه يتعاطى الهيروين، وطلبت من والدى أن يطلقنى منه ولكنه رفض خوفا من ألسنة الناس، وذهب إلى المصحة للعلاج ولكن خرج منها وعاد يتعاطى مرة أخرى واستمر هذا الوضع حتى دخل المصحة 4 مرات دون فائدة، فأخذت القرار حينها وتوجهت إلى محكمة الأسرة لرفع دعوى خلع، والطبيب أكد أنه يتعاطى الهيروين قبل الزواج بـ6 أعوام، وللأسف لم نقم بإجراء التحاليل الطيبة اللازمة قبل الزواج» .
«زواج الأقارب دمر عيالى»
وقالت أ.ع «على الرغم من خوفي الشديد من زواج الأقارب، إلا أن أهلى أجبرونى على الزواج من ابن عمى، وعندما ذهبنا إلى الوحدة الصحية لإجراء اختبارات قبل الزواج، تجنبًا للأمراض الوراثية، كانت التحاليل صورية حيث استطاع أهل العريس أن يأخذوا شهادات سليمة وذهبوا بها إلى المأذون وتم عقد القرآن وبعد الزواج أنجبت طفلًا معاقًا وآخر يحمل مرضًا وراثيًا وهو السكر من والده، وأصبحت ألوم نفسي ليلًا ونهارًا بسبب زواجى، حتى قررت الامتناع عن الإنجاب مرة أخرى خوفًا من إنجاب طفل معاق أو مشوه أويحمل مرضًا وراثيًا، واعترض زوجى وتزوج مرة أخرى لينجب حتى طلبت منه الطلاق ومكثت على تربية أطفالى».
فحص نفسي للمقبلين على الزواج
في هذا الإطار، أكدت مؤسسة قضايا المرأة برئاسة الدكتورة عزة سليمان، على ضرورة إجراء فحص نفسي فعال للزوجين وتحليل شخصيتهما قبل الزواج لتفادى وقوع أحداث العنف داخل الأسرة الواحدة، وماله من أثر نفسي كبير على المجتمع ككل؛ وكانت منظمة الصحة العالمية قد أعدت قوائم بالممارسات والفحوصات التى يجب القيام بها فى دول شرق المتوسط كافة وقوائم أخرى إضافية يمكن تطبيقها وفق توافر الإمكانات المادية والبشرية لدعم وتأسيس برامج فاعلة لإجراء اختبارات قبل الزواج.
الفحص الدقيق
وقالت الدكتورة حنان عبد القادر، عضو المجلس القومى للمرأة بلجنة المحافظات، إنه يجب الأهتمام بإجراء التحاليل الطبيبة قبل الزواج ومعرفة الأمراض الوراثية، ومعرفة حقيقة كل طرف وأن يكون بقبول ورضا بينهما.
وأضافت في تصريحات لـ«أهل مصر»، أنه بالفعل توجد تحاليل ولكن تتم بشكل صورى، مشددة على وجوب أن يكون الفحص قبل الزواج إلزاميًا ودقيقًا وتحت رعاية وزارة الصحة، وأن تكون هناك إجراءات رادعة وشديدة لإجبار الشباب المقبلين على الزواج على إجراءهذه التحاليل.