تألقت بعض الأسماء في مجال التحكيم لكرة القدم، تتقدم النساء وتطرق الباب وتخوض التجربة في مجال معروف أنه ساحة واسعة للرجال منذ البداية، بات الأمر ممتعا ولا يحمل في جوانبه التمييز بين رجل وامرأة، حيث اختلفت معايير التقييم من حيث الأداء والدراية الكاملة بالقانون، واحترام كل ما يخص الساحة المستديرة، والمحاولة الدائمة في الارتقاء بمستوى الكرة المصرية لصورة مشرفة عالميا، وحول هذا السياق أجرت «أهل مصر» حوارا خاصا مع الكابتن نورا سمير ذات الـ32 ربيعا، والتي سجلت أول ظهور للسيدات كحكم في مباريات الرجال وتحديدا في مباراة اف سي مصر والجونة في بطولة كأس مصر، والتي بدورها تمثل تحديا جديدا على شكل الكرة في مصر.
متى بدأتي التحكيم؟
بدأت تحكيم في 2014 بعد اجتيازي كافة الاختبارات ونجحت فيها، وبدأت بتحكيم مباريات للناشئين من الرجال، ممن تتفاوت أعمارهم بين الرابعة عشرة والعشرين عامًا، كحكم راية، وبعدين بقيت حكم صفارة، وكنت وقتها بلعب في نادي المؤسسة العمالية فكان لا يجوز وقتها أحكم ماتشات سيدات.
متى حصلت على شارة التحكيم الدولي؟
حصلت على الشارة الدولية في 2018، وحكمت مباراة أثيوبيا وأوغندا في تصفيات أولمبياد طوكيو 2020.
كيف استقبلت قرار اختيارك كحكم رابع لمباراة الجونة واف سي مصر؟
كنت سعيدة جدا بهذا القرار طبعا لأنه بداية الوصول الى طموحي الأكبر، وكابتن جمال الغندور وعدنا بأن يعطينا الفرصة في التحكيم في الدوري الممتاز في القسم الأول، وفق المعايير المطلوبة، ولضمان اكسابنا الخبرات اللازمة ، وكان البداية في مباراة الجونة واف سي مصر، ووعدنا بالتحكيم في مباريات القسم الثاني، وكذلك في القسم الثالث للرجال، ولانها مبارايات ليست سهلة ف كابتن جمال لا يريد المجازفة بنا، وهذا القرار نابع من ثقة كابتن جمال بنا كمحكمات سيدات، وإلا لم يكن يعطي لنا مسؤولية تحكيم مبارايات هامة مثل الجونة واف سي مصر، إن كنت أنا أو زميلاتي كايتن شاهندة المغربي، او كايتن يارا عاطف، او كابتن منى عطا الله، واعتبر هذا القرار كدفعة قوية منه ولديه تمام الثقة بنا.
كيف كان شعورك خلال المباراة؟
كنت متحمسة جدا، وعملت على أن يكون مستوى تركيزي عالي.
أخبرينا عن طموحاتك الفترة القادمة؟
بعد هذه البداية، هدفي التحكيم في كأس الأمم الإفريقية، والدوريات الأوربية، وأن اصل للتحكيم في كأس العالم.
ما هي العقبات التي تواجهينها حاليا؟
بالطبع أي مجال موجود بداخله العقبات وخاصة للسيدات، ولكني اعتبرها امورا عادية لا توقفني عن طريقي، ولا أسمح لها أن تؤثر عليَ بالسلب، وأحولها لشيء إيجابي لاستفيد منه، ولا تزيدني إلا إصرار على تحقيق هدفي.
كيف تتعاملين مع التعليقات السلبية التي قد تسمعيها؟
اعتقد الجمهور المصري الآن متقبل فكرة الحكم النسائي وهو أمر عادي لاعتبار وجود الكرة النسائية، وارى ان الغالبية سعيدة لوجود محكمة بنت ناجحة وقادرة أن تدير مباراة، وإن خرجت بعض التعليقات السيئة فهي قليلة ولا تمثل نسبة كبيرة، ولا التفت إليها مطلقا.
كيف تلقيتي تعليق "مكانك في المطبخ" من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي؟
بعادتي أحول أي شئ سلبي لآخر إيجابي ولا اعتبرها عيب في المرأة تدخل المطبخ والرجل يدخل المطبخ ولا أراها شئ سئ.
ردك على قول البعض "بنقلد الخواجات"؟
لا أعتقد أنه يعتبر شئ معيب أو مخجل طالما لا يناقض المعايير الاخلاقية لمجتمعنا، لأننا لا نقلد إلا ما يضيف للكرة المصرية ويظهرها بمظهر مشرف على المستوى العالمي.
متى شعرتي بالخوف وكيف تغلبتي عليه؟
لم أشعر بالخوف مطلقا، أن تركت نفسي لهذا الشعور السيء، سأعود للخلف ولن أستطيع أن أحقق أي من أحلامي.
من يقلل من قدراتك ماذا تقولين له؟
أنا كحكم في ساحة الملعب لا أطبق سوى القانون ولا احكم الا بالعدل و"عندي كروت"، لديَ كارت أصفر وآخر أحمر، ولدي القرارات التي أراها صحيحة، ولا يحق لأحد تقييم أدائي إلا بعد أن يراني في الملعب، ولا يجب لأحد أن يعترض عليَ بطريقة غير لائقة، واعتبر نفسي بمثابة قاضي، وأحكم ضميري بما يرضي الله سبحانه وتعالى.
قبل بداية أي لقاء ما الشئ الذي تضعينه نصب عينيك؟
لا أرى أمامي سوى أن يخرج اللقاء بمستوى لائق يضيف للكرة المصرية، وأن لا يحدث شئ غير أخلاقي على أرض الملعب، واهتم كثيرا لسلامة اللاعبين طوال الـ 90 دقيقة.
حدثينا عن كواليس وموقف أسرتك من حياتك الرياضية عموما؟
أسرتي دائما كانوا يقدمون لي الدعم منذ أن كنت بألعاب القوى، والدتي دائما ما كانت فخورة بما أقدمه ان كان على المستوى المحلي أو العالمي، ودخلت التحكيم بدافع ثقتهم فيَ حتى بعد وفاة والدي ووالدتي، حيث اعتادوا على تشجيعي الدائم وحرصوا على ألا استسلم مهما واجهت من عقبات في طريقي.
ما نصيحتك للسيدات في المجال الرياضي لضمان الاستمرارية والنجاح؟
نصيحتي لهن؛ إن كان عليَ خوض اي امتحان فلابد أن أذاكر له باجتهاد واصرار لتحقيق النجاح، نفس الشئ لتحقيق النجاح والحفاظ عليه في المجال الرياضي للسيدات.
نقلا عن العدد الورقي.